رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

«هرمل».. إنجاز السيسي المنسي


الإعلان عن افتتاح مركز أورام دار السلام (هرمل سابقا)، خلال عام 2017 كان بمثابة بارقة أمل للكثيرين ممن أصيبوا بهذا المرض اللعين باعتباره أول مركز متكامل لعلاج الأورام السرطانية، وزرع النخاع، وهو إنجاز يحسب للرئيس عبد الفتاح السيسي أغفل الجميع الحديث عنه، بما يستحق، لما يمتلكه من إمكانات تؤهله ليصبح الهرم الرابع في قلب القاهرة، حيث يقصده مرضى السرطان من جميع أنحاء المنطقة العربية.


إدارة المركز بداية من مديرته د. مها إبراهيم، التي تتعامل مع مرضاها بإنسانية قبل المهنية، وتجعل من مكتبها خلية نحل لخدمة مرض السرطان "اللعين" دون ضجر من كثرة أسئلة ذويهم أو استفساراتهم، حالة النشاط التي تميز هذه الطبيبة الإنسانة التي لا تتوقف عند تفقد أدوار المركز الـ 6 على مدار اليوم، تنعكس على العاملين به من ناحية الالتزام المهنى والأخلاقى وسط خوف من إبلاغ مديرتهم بأي شكوى متعلقة بالتقصير أو سوء معاملة مريض.

مركز "أورام دار السلام" التابع لوزارة الصحة المصرية يضاهى المستشفيات الخاصة الكبرى، من حيث النظافة ومستوى الإقامة ومهارة الأطباء والتمريض، لكن عصا البيروقراطية الإدارية تعطل عجلة "هرمل" الدائرة، ويصر بعض مالكى الأختام الرسمية في الجهات المعنية على تشويه إنجاز يحسب للدولة والرئيس..

فعلى سبيل المثال بالرغم من امتلاك المركز أحدث أجهزة الأشعة على المستوى التقنى تجدها مختومة بتراب الأختام الرسمية، متوقفة عن الاستخدام، بسبب نقص في الأفلام الخاصة أو المواد الطبية الأخري التي يشترط توفرها لتشغيل هذه الأجهزة، فتجد الطبيب قبل المريض يقفا حائرا أمام بيروقراطية إدارية تهدد حياة إنسان يتعلق بأمل بداية تلقى جرعات علاج كيميائى، فتنقذه من مرض شرس يستغل الدقائق كفرصة للفتك بضحاياها، ينتظر هو وطبيه المعالج رحمة موظف، يأمر بتوفير أدوات أو خامات نقصها يعيق العمل، جالسا داخل أورقة مكتبه في وزارة الصحة غير مبالٍ بحياة إنسان يلاحقه الموت، أو طبيب يتملكه التوتر يصارع الزمن لإنقاذ حياة مخلوق كرمه الله.

تضج شاشات الفضائيات ليل نهار بإعلانات التبرع لمستشفيات ومراكز لعلاج السرطان تمتلك من الإمكانات ما يساعدها على سير عملها دون توقف، في المقابل نهمل جميعا حكومة وشعبا مركز "هرمل" القادر على إنقاذ الآلاف من البشر حال توفرت له القليل من تلك الإمكانات التي يتمتع بها غيره ولا يتوقف هؤلاء بالرغم من ذلك على طلب التبرعات.

كلمات السطور السابقة لا تكفى للتعبير عن فخري كمواطن مصري بهذا الإنجاز الذي يتصدى لمرض "بطال"، جلبه لنا يوسف والى قبل عقود بمباركة "أبو علاء" الذي ترك لنا سرطان الفساد ينخر في أجسادنا ويجد من يتباكى على سنوات حكمه اليوم.
Advertisements
الجريدة الرسمية