رئيس التحرير
عصام كامل

قطر تعطي الضوء الأخضر لذبح الإخوان.. أحمد منصور يهاجم العواجيز ويحملهم مسئولية إفشال ثورة يناير.. يعتبر التنظيم «بيئة فاسدة» ويدعو لتفكيكها.. وباحث: الجماعة ضعيفة سياسيًا ولا أحد يراه

فيتو

تعيش جماعة الإخوان الإرهابية، أزمة كبيرة على صعيد الجبهة الداخلية، بعد انضمام أحمد منصور، الإعلامي بقناة الجزيرة، والمقرب من أروقة الحكم في قطر، لفريق الرافضين استمرار قيادات الإخوان التاريخية، في أخطر حرب يتعرض لها عواجيز الجماعة منذ سنوات، وتسعى لتحميلها فاتورة عزل مرسي كاملة.


مقال ناري
منذ سنوات وأحمد منصور، يقف على مسافة بعيدة من القيادات التاريخية، حتى انتهت كل الآمال الرامية لإعادة الإخوان إلى سدة الحكم، ولم يعد أمام الداعمين لها إلا الضغط عليها، لإقصائها عن الصورة، على أمل خروج قيادات جديدة، تستطيع إعادة التنظيم، ولوبي المصالح التي تعمل خلفه إلى الحياة مرة أخرى.

خرج منصور بمقال ناري، حمل فيه قيادات الإخوان، انتكاس أهداف ثورة 25 يناير، وفي المرات القليلة النادرة، التي يشير فيها أطراف من معسكر الإخوان، إلى مسئوليات صريحة وواضحة تحمل اتهامات مباشرة للتنظيم، بالتورط في دماء شباب محمد محمود، أكد منصور أن الجماعة كانت على علم بالاشتباكات الدائرة، واتهمها بالتواطؤ فيها.

وطعن الإعلامي المثير للجدل في أفكار التنظيم، وأعتبره يؤسس لتربية تنظيمية فاسدة يجب تفكيكها، بسبب منهجية الطاعة غير المبصرة، مؤكدا زيف الآليات الديمقراطية داخل الإخوان، وسخر من وجود مجلس شورى داخل الجماعة، بسبب اختزال القيادة في أفراد، وغياب المحاسبة والشفافية، وهي عقبات انتظروا على ما يبدو التغلب عليها، ولكن رفض القيادات الكبيرة الحراك الداخلي الساعي إلى نزع شرعيتها، فتح الباب لتمرد الجيوب الموالية لجهات التمويل الخارجية عليها.

افتقاد المقومات القيادية
وأنهى منصور هجومه الناري، بالطعن في أهلية محمد مرسي، وأكد أنه لم يكن يملك أية مقومات قيادية، أو سياسية أو رؤية، تجعله مناسبا للمنصب الكبير، واعتبر أن كل المناصب التي تولاها داخل الإخوان، كانت بالتصعيد الودي وليس بالانتخابات والكفاءة، شأنه شأن الكثيرين، كما تأكد من أدائه فيما بعد، مشيرا إلى أن فوزه في الانتخابات لم يكن عن جدارة واستحقاق، ولكن لأن المنافس كان الفريق أحمد شفيق، الذي رفضته جموع التكتلات الثورية آنذاك، بسبب وجوده ضمن معسكر نظام مبارك القديم.

رد الإخوان
لم تصمت الإخوان طويلا، وردت في بيان سريع على منصور، ما يعكس حجم الأزمة الكبيرة التي تعيشها الجماعة، والخوف من تنامي ردود الأفعال، إذا ما سمحت بمزيد من الوقت لمنصور، وخلصت في نهاية بيانها، إلى إن المقال تضمن معلومات خاطئة ومغالطات في عرض الحقائق.

الرد الحقيقي للجماعة، والأكثر وضوحا وهجومية، جاء على لسان عز الدين الكومي، القيادي بحزب الحرية والعدالة المنحل، وأكثر المقربين لجبهة القيادات التاريخية، وشن هجومًا ناريًا على منصور، واتهمه بمحاولة تحميل الإخوان المسئولية الكاملة عن عزل مرسي.

اتهامات بالعمالة
اتهم «الكومي» أحمد منصور بشكل غير مباشر، بالعمالة لمؤسسات الدولة المصرية، كتبرير يناسب ذهنية الجماعة، عن الهدف من طرح مثل هذه الاتهامات، أو على أكثر التحليلات تفاؤلا، رغبة من منصور ومن يقف خلفه، لإزاحة الإخوان من الساحة السياسية، والتمهيد لحلفاء قطر الجدد، الذين يحتلون الواجهة الإعلامية لفضائيات إسطنبول، للعمل في الصف الأمامي، إذا غاب الإخوان عن الساحة، واعتبر اتهامات منصور ضد دعوات ما يسمى بـ«الاصطفاف».

ويرى الباحث الأمريكي إريك تراجر، زميل معهد «واشنطن لدرسات الشرق الأدنى» أن أعضاء الإخوان، في حالة من الضعف السياسي الشديد، وهي سبب الانقسامات الداخلية المتزايدة، والسبب أيضا في جنوح تيارات داخلية من الجماعة، للانخراط في صفوف الجماعات التكفيرية.

ويعتب «تراجر» أن الإخوان ترتكب أكبر خطأ إستراتيجي لها، بالسير خلف اعتقادها، أنها تستطيع من جديد تحريك قواعد تفوق ما خرج خلال 30 يونيو 2013، وما نتج عنها من فض اعتصام رابعة وسجن قادة الإخوان، وقطع رأس التنظيم، داخل المحافظات المصرية مما جعلها غير فعالة على أرض الواقع، موضحا أن سوء التقدير الذي يتحدث عنه البعض الآن، ناتج عن أن الجماعة بالكاد تكون مرئية، بسبب سياسات قادتها القدامى، الذين هم أنفسهم، سبب الانشقاق داخل الإخوان.
الجريدة الرسمية