رئيس التحرير
عصام كامل

مشهد الخداع في انتخابات الصحفيين


اختار الصحفيون نقيبهم ونصف أعضاء المجلس، بكامل إرادتهم في مشهد رائع يتكرر كل عامين، يتلقى خلاله أبناء المهنة من مختلف الصحف القومية والخاصة والحزبية، لمناقشة المشكلات التي تواجه المهنة.. ويصدرون توصيات لإصلاح أحوالها.. وما أكثر التوصيات التي لم تجد طريقها للتنفيذ على أرض الواقع وتم تجاهلها من المسئولين.


يحرص الصحفيون في كل موسم انتخابي على تذكير الحكومة بأهمية تنفيذ التوصيات السابقة، ويضيفون إليها توصيات جديدة، لعلها تجد آذانا مصغية.

ما ميز المشهد الانتخابي هذه المرة إدراك الجميع خطورة التحديات وإدراك أن عدم علاجها يتطلب جراحات مؤلمة ستؤدي إلى انهيار المهنة، خاصة أن الحكومة أعلنت أكثر من مرة أنها غير قادرة على دعم المؤسسات إلى ما لا نهاية، وأن على مجالس إداراتها أن تصحح أوضاعها.

وهنا يبرز دور النقابة في دراسة المواقف وتقديم الحلول ومواجهة تيار قوي داخل الحكومة يسعى إلى إلغاء الإصدارات الورقية والاستعاضة عنها بالمواقع الإلكترونية، وبالتالي الاستغناء عن أعداد كبيرة من الصحفيين، ومن الظلم أن يتعامل بعض الزملاء مع الانتخابات النقابية بمقاييس الاختبارات الحزبية والسياسية، وتتوقف اختياراتهم عند الأشخاص الذين يتفقون معهم في الآراء السياسية.

وما تعلمناه من شيوخ المهنة، وفي مقدمتهم نقيب النقباء كامل زهيري، أن كل من يرغب في العمل النقابي، عليه أن يخلع رداءه الحزبي، ويقوم بالدفاع عن حقوق الزملاء الذين يختلفون معه في الرأي والرؤية بنفس الحماس الذي يدافع به عمن يتفقون معه.

والأمر المحزن أن بعض الصحفيين الذين يرددون شعارات تـؤكد حق المواطنين في الاختلاف والحرص على الرأي والرأي الآخر يوجهون الاتهامات لكل من سيتبني وجهات نظر مختلفة، ويختار الأعضاء بمقاييس نقابية.. لا سياسية وهنا تتردد الاتهامات بأن المخالفين ينافقون الحكومة ويعملون ضد المعارضة.

الغريب أن المرشحين على منصب النقيب لم يكن بينهم شخص معارض.. وأن أحدا منهم لم يزعم عكس ذلك!، على غير ما يدعي هؤلاء الذين يخدعون أنفسهم.. وزملاءهم.
الجريدة الرسمية