رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

فؤاد المهندس يكتب: الضحك غسيل للنفوس

فؤاد المهندس
فؤاد المهندس

في مجلة الجيل الجديد عام 1954 وفى ملف كامل عن الضحك والفكاهة كتب فنان الكوميديا فؤاد المهندس مقالا عن أزمة الفكاهة قال فيه: إن جمهورنا رغم أنه ساخر ضاحك خفيف الدم، فإنه ينظر إلى الممثل الكوميدى على أنه إنسان هلس ومسخرة غير محترم يؤدى لونا رخيصا من الفن وانه مسخة للجميع، ويظهر هذا واضحا حين يسير أحد نجوم الفكاهة في الشارع فتتقاذفه التعليقات والتريقة من الجمهور ومن كل جانب.


أيضا حين يريد الممثل الكوميدى الزواج ويختار بنت الحلال تعترضه أزمة من جانب أهل العروس، كيف يزوجونها من ممثل هلس
هذه الأسباب تجعل من الصعب أن يستمر الممثل الكوميدى، فالممثل الإنجليزي لورانس أوليفيه بدأ حياته الفنية ممثلا فكاهيا ولاقى نجاحا منقطع النظير..لكنه لم يستمر في هذا اللون حينما قرر الزواج ورفضته اسرة العروس، فاعتزل الفن الكوميدى واتجه إلى اللون الدرامى.

وأزمة الفكاهة في نظرى سببها انها ليست علما قائما بذاته، فمعهد التمثيل لا يدرس هذه المادة على الإطلاق، ورغم أن المعهد أنشئ منذ فترة طويلة إلا أنه لم يحاول تدريس هذا اللون دراسة منهجية لها أساس، حتى معهد السينما الذي أنشئ حديثا لم يدخل ضمن برامجه الفكاهة كأنها ليست فنا ولا صلة لها بالفنون الأخرى.

فكيف تترعرع الفكاهة في حقول جدباء، كيف نتجاهل تدريسها ثم نطالب بأن يكون لدينا ممثلون فكاهيون، وما يفسر أزمة الضحك أنه قبل ظهور برنامج ساعة لقلبك كانت الأزمة واضحة ومضحكة بل كانت مصيبة وشر المصائب ما يضحك، فالممثون كانوا يؤدون ويمثلون أدوارهم ثم يدير المخرج اسطوانة ضحك بعد كل نكتة، ومهما كانت النكتة سخيفة والموقف أكثر سخافة فإنه يدير اسطوانة الضحك المسجلة.

وبعد ظهور برنامج ساعة لقلبك كان المؤلف حسين فياض أثناء كتابته لمادة البرنامج كان يقف أمام الجمهور أثناء التسجيل ويشير للجمهور ليصفق ويضحك بين كل مشهد وآخر، والأدهى والأخطر من ذلك أنه لا يوجد لدينا إلا كاتب أو اثنين من هذا النوع.
Advertisements
الجريدة الرسمية