رئيس التحرير
عصام كامل

النقابة ومستقبل الصحافة


اخترعت النقابات المهنية للدفاع عن مصالح أعضائها.. وأبرز وأهم مصالح الصحفيين الآن ليس مجرد زيادة بدل التكنولوجيا أو إنجاز وعود المرشحين الكبيرة، وعلى رأسها وعد بناء مستشفى خاص بهم.. وإنما أهم مصالح الصحفيين الآن تتعلق بمستقبل الصحافة الورقية بشكل عام ومستقبل الصحافة القومية بصفة خاصة.


إن المخاوف تزايدت في الفترة الأخيرة على مستقبل الصحافة الورقية، نتيجة تراجع كبير في توزيع الصحف، واضطرار صحف خاصة للإغلاق، وتراكم الخسائر المالية حتى على المؤسسات الصحفية الكبيرة، واضطرارها للاعتماد على دعم مالى متزايد من الحكومة، التي بدأت تتبرم من ذلك، ويتحدث من يمثلونها عن ضرورة إيجاد حل لهذه المشكلة، ويقترحون هم الحلول.

لذلك وبعد أن انتهت انتخابات نقابة الصحفيين، وبغض النظر عن النتائج ودلالاتها، فإن من فازوا، نقيبا وأعضاء في مجلس إدارتها، مع الستة الآخرين مطالبون الآن وفورا تنظيم حوار بين جموع الصحفيين من مختلف الأعمار والاتجاهات والانتماءات حول مستقبل الصحافة الورقية في مصر في ضوء مستقبلها في العالم كله، للتوصل إلى تفاهمات حول حماية مصالح الصحفيين، سواء في الصحافة القومية أو الخاصة أو الحزبية.

فليرم الزملاء والزميلات وراء ظهورهم أحداث المنافسات الانتخابية ولينظروا باهتمام كبير لمستقبلهم الذي لم يعد بعيدا ولكنه قريب جدا، ويحتاج منهم أن يخططوا له، حتى لا يخططه لهم من لا علاقة له بصناعة الصحافة، ويعاملوا مثل صناعة الغزل والنسيج أو الحديد والصلب، كل ما يهمه أن يتخلص فقط من أعبائها المالية.

إن الصحفيين مطالبون الآن بوقفة موضوعية لحماية مستقبلهم، ولن يتم ذلك في وجود مؤسسات صحفية تتدهور ماليا وإداريا ومهنيا، وفى وجود مطبوعات صحفية تراجع توزيعها بشدة في السنوات الأخيرة.. وعلى النقيب الجديد الزميل "ضياء رشوان" أن يقود النقابة، بالتعاون مع أعضاء مجلس إدارتها في هذا الاتجاه وفورا.

الجريدة الرسمية