رئيس التحرير
عصام كامل

أهلا بكامل الوزير.. والعار يطارد مذبحة الإنسانية في نيوزيلاند!


الحقيقة كنت قررت أن تكون رسالتى هذا الأسبوع إلى الفريق الوزير "كامل الوزير" الذي تم اختياره لإصلاح ما أفسده الوزراء السابقون، ولكن بعد مشاهدتى لفيديو المذبحة البشعة للمصلين في مسجدين بنيوزيلاندا والتي راح فيها عشرات الشهداء وجدت نفسى مطالبا بالكتابة عن هذه المذبحة، فمن يشاهد الفيديو الذي يصور الجريمة الإرهابية ربما لا يصدق أنها حقيقة، ويعتقد أنها أحد أفلام هوليود الأمريكية في فترة السبعينات والقتل الجماعى وبوحشية..


القاتل استعد جيدا بعدد من البنادق الحديثة والمزودة بميكروسكوبات حتى يسهل له اصطياد الضحايا، السيارة فيها كل شىء من أسلحة وذخائر وبهدوء شديد ينزل من السيارة ويقتل كل من يقابله، وبعد قتل الضحايا وبعد التزود بالذخيرة يعود ويطلق النار عليهم مرة أخرى، وهم جثث متراكمة فوق بعضها البعض، ويتم التصوير وهو في الشارع ويدخل محيط المسجد ويخرج يطارد سيدة حاولت الفرار ويقتلها في الشارع، كل هذا يحدث ولا تجد أي رد فعل، في الشارع أو البوليس أو أي شيء..

وتمر بعض السيارات القليلة ولا تعير اهتماما بأى شىء، ماذا حدث حتى يحمل هذا الشخص ومن ساعده ويقال إنهم أربعة منهم سيدة كل الحقد والكره والعنف تجاه أناس لا يعرفهم ولم يحدث أنهم أضروه في شىء أو نصبوا عليه أو خطفوا أحد أبنائه؟

الرسالة التي تركها غير مقنعة على الإطلاق بأن تجعله يحمل كل هذا الإرهاب والحقد والعنف، كون الإسلام يتزايد فهو أمر لا يضيره في شىء طالما هناك قانون يحكم هذا الأمر، والقانون لم يضعه المسلمون بل القانون النيوزيلاندى، والادعاء أن الإسلام دين عنف كلام مرسل يردده بدون دليل، بل إن عدم حدوث أي مشكلة لأى مسلم في نيوزيلاندا دليل كاف، مع العلم أن الأديان شىء وأصحابها شىء آخر..

بمعنى أن الأديان لا تدعو لعنف أو حرب فإذا مارس أصحاب الدين عنفا؟.. فهو عليهم هم وليس الدين، المدهش أن القاتل بث الحادث على الهواء في النت ونشر صور الأسلحة والمعدات التي سيستخدمها، وينتقل من مسجد للثانى وبلا أي مشكلة أو اعتراض، عموما هذه الكارثة تهدد المجتمع الدولي، وإذا كان هناك من يقول إن اليمين المتطرف وراء كل عمليات العنف في الغرب ومنها نيوزيلاندا فلماذا يصمت العالم لمواجهته والتصدي له؟!

أين أبواق المتحدثين عن حقوق الإنسان التي تولول باستمرار لأى حادث يقع في مصرنا أو المنطقة العربية؟

الجميل أنه أثناء كتابة هذا المقال يصلنى صور من نيوزلنديين يضعون وردا عند المسجد معلنين تعاطفهم مع الشهداء المسلمين، وفى كندا تجمع الكنديون حول المساجد لحماية المسلمين أثناء الصلاة، هؤلاء وهؤلاء لا علاقة لهم بالحكومات ولكنهم المواطنون البسطاء الذين يعتقدون بحرية العبادة للجميع بدون تمييز.. علينا مراجعة النفس وأيضا الحوار مع هذه المجتمعات بلغة يفهمونها وليس كما نسمع ونرى من لغة تصم الآذان! رحم الله الشهداء.. لهم الجنة.. ولنا الصبر!

أهلا بالوزير "كامل"
أعود إلى موضوع الوزير "كامل الوزير"، لأننى أؤمن تماما بأن التجربة خير دليل في الحكم على الأشياء، هناك من يأتى بقائمة عريضة من الشهادات والدراسات وعندما توكل إليه المسئولية يفشل فشلا ذريعا، هناك واحد من عباقرة الهندسة في مصر، بالإضافة إلى أنه أستاذ بكلية الهندسة جامعة القاهرة لديه مكتب هندسى ناجح بشكل رائع، فتم اختياره وزيرا للتعليم العالى قبل 25 من يناير، إلا أنه فشل وعجز عن فعل أي شىء بالوزارة، وكان تغييره حتميا في أول تعديل وزاري..

وهناك كاتب وناقد متميز تولى رئاسة المجلس الأعلى للثقافة، فما كان من د.كمال الجنزورى إلا أنه اختاره وزيرا للثقافة، إلا أنه فشل وتم إعفاؤه قبل أن يتم شهرين في المسئولية، هذا على سبيل المثال وليس الحصر، أصل إلى رجل شهدت تجاربه على أرض الواقع نجاحات متميزة شهد بها الجميع، أنه الفريق كامل الوزير الذي كان بمثابة رجل المهام الصعبة والثقيلة في السنوات الأخيرة..

رجل يعي المسئولية، لديه رؤية واقعية على الأرض، أهلا بك مقاتلا وجنديا من أجل رفعة مصر، أهلا بك وطنيا ورجلا صاحب تجربة رائعة، أهلا بك.. وللحديث بقية معك، لأننا وفى هذا المكان كتبنا كثيرا وانتقدنا كثيرا وزير النقل السابق، وأكدنا على فشله وتوقعنا المزيد من الفشل، ربما وزير النقل الوحيد الذي حدثت كارثتان في عهده في سنة فقط، عموما أهلا بالمقاتل الوزير كامل الوزير!
وتحيا مصر، تحيا مصر، تحيا مصر بعرق بسطاء شعبها!
الجريدة الرسمية