رئيس التحرير
عصام كامل

المرأة تشعل الثورة المصرية لأول مرة عام 1919

فيتو

كان 16 مارس 1919 يوما مشهودا بدأت فيه المشاركة السياسية للمرأة المصرية، فقد خرجت 300 امرأة مصرية في ذلك اليوم ممسكات بالأعلام المصرية الخضراء والحمراء وتتضامن المسيحية بجوار المسلمة في الإعراب عن تأييدهن للثورة والاحتجاج على نفي زعيمها سعد زغلول ورفاقه مطالبات بالحرية والاستقلال في مشهد لم يسبق له مثيل.


وكما نشرت هدى شعراوى في مذكراتها ونشرتها مجلة القاهرة عام 1999، فوصلت المظاهرات بيت الأمة وتصدت لها قوات الاحتلال الإنجليزي وصوبت بنادقها تجاه نساء مصر المتظاهرات حتى أن المؤرخ عبد الرحمن الرافعي كتب يصف المظاهرة بقوله:

خرجت المظاهرات من كل مكان لتتجمع عند مدرسة السنية للبنات ـــ أول مدرسة أنشئت في مصر لتعليم البنات ـــ فخرجت منها طالبات الجامعة في المظاهرة النسائية التي خرجت في حشمة ووقار وعددهن يزيد على الثلاثمائة من كرام العائلات وقدمن احتجاجا مكتوبا إلى المعتمد البريطانى يتضمن مطالبهن والاحتجاج على الأعمال الوحشية التي يمارسها الاحتلال في مصر وكان آخره نفى زعيم الأمة ورفاقه.

تزعمت المظاهرات هدى شعراوى وسيزا نبراوى وأم المصريين صفية زغلول التي أشهدت الجميع أنها في هذا الموقع تعتبر نفسها أما لكل أبناء مصر وبناتها الذين خرجوا يواجهون الرصاص من أجل الحرية.

استوقف الإنجليز سيدات مصر المتظاهرات وضربوا طوقا أمنيا حولهن ومنعهن من العبور إلى بيت الأمة قرابة الساعتين تحت حر الشمس.

وتقدمت هدى شعراوى رافعة العلم المصرى تطلب من الجنود تصويب البندقية إلى صدرها أولا لتكون شعلة تقوم بها الثورة معلنة أن نساء مصر لا يهبن الموت، ووقع الصدام الذي أسفر عن سقوط 6 شهيدات مصريات هن حميدة خليل التي وصفت بأنها أول شهيدة للثورة عام 1919 أصابها رصاص الإنجليز، وفاطمة محمود ونعيمة عبد الحميد، ونعمات محمد، ويمنى صبيح، ونعيمة سليمان.

واعتبر ذلك اليوم عيدا للمرأة المصرية التي دفعت دماءها وضربت مثالا للتضحية في سبيل الحرية والاستقلال.
الجريدة الرسمية