رئيس التحرير
عصام كامل

سليمان نجيب يكتب: فرقة من الكتاب هي الحل

سليمان نجيب
سليمان نجيب

في مجلة الإذاعة عام 1955 كتب الفنان سليمان نجيب (ولد 1892 ــ رحل 1955) آخر كلماته في مقال رحل بعد نشره بأيام قال فيه:

ظهر المسرح في مصر بعد بناء دار الأوبرا، ثم قيام فرقة الشيخ سلامة حجازى وما تبع ذلك من ظهور جورج أبيض ومسرحه وقيام جمعية أنصار التمثيل التي انبثقت عنها فرقة عبد الرحمن رشدى ثم تأسيس شركة ترقية التمثيل العربى على يد رجل الاقتصاد طلعت حرب.. وما عاصر ذلك من ظهور الفرق الاستعراضية على يدى عزيز عيد ونجيب الريحانى وعلى الكسار، وقيام مسرح رمسيس على يد الفنان يوسف وهبى.


وأخيرا ما نشعر به الآن من نقص وانكماش في كثير من المسارح بل تحولها إلى دور سينما.

أن المسرح أصبح هابطا بدلا من أن يسير صاعدا، وما على الآن وأنا على فراش المرض إلا أن أبين العوامل التي أدت إلى هذا الهبوط.

أولا: أرفض الرأى الذي يقول بطغيان السينما وانتشارها على المسرح، ودليلى على ذلك أن المسرح ظل على مكانته في بلاد السينما، فهو في أمريكا وفرنسا وبريطانيا بل في روسيا لا يزال له مكانته، ولأنه في تلك البلاد يسير مع الناس ومع الزمان، ولأنه مرآة الناس ومرآة الزمان يمشى معها خطوة خطوة.

أما عندنا فالنظر إلى المسرح وماذا حدث له؟

ثانيا: يفسر البعض التراجع إلى انعدام الفطرة التمثيلية في المجتمع، وأقول أن الفطرة التمثيلية قائمة في النفس البشرية على اختلاف المكان والزمان والبيئة لأنها تعود إلى غريزة التقليد.

وأيضا نعلم أن الأدب العربى كله قام على التمثيل، فمثلا الجاحظ يصور الشخصيات الرائعة في البخلاء والحريرى وبديع الزمان في المقامات.

نصل في النهاية إلى أن العقدة في الرواية أو الكاتب الروائى أي في النص المكتوب، ولا ينكر أحد أن عندنا منهم مجيدين لكنهم ليسوا متفرغين لهذا الفن.

وكان جديرا أن الحكومة تنشئ فرقة للكتاب والمؤلفين قبل أن تنشئ فرقة للتمثيل لأن النص أولا هو الأساس، ولعل الحكومة إذا تركت التمثيل حرا بشرط وجود مسارح لقامت لدينا فرق كثيرة كما كانت عندنا في الماضى ولازدهر المسرح. 
الجريدة الرسمية