رئيس التحرير
عصام كامل

نفير المقاومة الفلسطينية.. 3 سيناريوهات للرد الإسرائيلي على صواريخ غزة

فيتو

صاروخان غير واضح مغزاهما حتى الآن، أطلقا من قطاع غزة الليلة الماضية باتجاه إسرائيل، في وقت كانت تجري فيه محادثات لبحث التهدئة بين إسرائيل وحماس.


وعلى الفور أصدرت كل من حركة حماس والجهاد الإسلامي بيانات تنفي صلتهما بإطلاق الصواريخ التي استهدفت هذه المرة تل أبيب أي قلب إسرائيل، ما دفع الأخيرة عقب ذلك لاستهداف نحو 100 هدف لحماس بغزة ردًا على إطلاق الصاروخين.

ورغم أن الأجواء صباح اليوم تميل إلى الهدوء النسبي إلا أن سيناريوهات الرد الإسرائيلي على جدول الأعمال تطرح تساؤلًا حول كيف سترد إسرائيل من دون الولوج إلى مواجهة عسكرية لا يحمد عقباها في وقت تستعد فيه تل أبيب للانتخابات المقرر لها التاسع من أبريل المقبل.

صعوبة الرد
بعد ساعات قليلة من الحادث، ما زال من غير الواضح من الذي أطلق الصواريخ التي يصل مداها إلى نحو 70 كيلو مترًا، باتجاه مستوطنة جوش دان، في وقت نفت فيه كل من حماس والجهاد الإسلامي صلتهما بالحادث، ما يجعل بحسب الإعلام الإسرائيلي اليوم الجمعة، إسرائيل تجد صعوبة في معايرة ردها بدقة.

الإعلام العبري أكد أن الرد الإسرائيلي غير المناسب سيؤدي إلى تصعيد كبير وعملية كبرى حتى الآن لا يريد أي طرف الوصول إليها، وبالتالي فإن السؤال الملح الآن هو كيفية الرد بقسوة ولكن من دون الوصول إلى تصعيد لا يمكن السيطرة عليه؟

مهاجمة المنشآت
ويضيف أن حقيقة عدم إعطاء تعليمات للجبهة الداخلية في منطقة جوش دان والمستوطنات الجنوبية حتى الآن تشير إلى أنها تهدف إلى الاستجابة للطريقة التي استجابت بها إسرائيل للحوادث الاستثنائية في قطاع غزة، أي مهاجمة منشآت حماس العسكرية وبنيتها التحتية، وهو أحد السيناريوهات المطروحة.

وهناك تقديرات للمحللين الإسرائيليين تشير إلى أنه من المحتمل ألا يتجاوز رد إسرائيل الإضرار بالذراع العسكرية لحماس أو أهداف للجهاد الإسلامي، مشيرين إلى أن الجهاد غير معني ولا يهمه إذا تم استهداف حماس عسكريًا على يد إسرائيل، موضحًا أن في الوقت نفسه الجهاد – بخلاف تنظيم حماس الذي ينشر بنيته التحتية، يختبئ بعناية بنيته التحتية وليس لديه معسكرات تدريب وقادة على الأرض مثل حماس.

مأزق حكومة الاحتلال
وهناك مأزق تقع فيه حكومة الاحتلال حيال ردها على إطلاق الصواريخ على مستوطنة جوش دان، وذلك لأن الرد الإسرائيلي، الذي يبدو أنه لا مفر منه، له جانب سياسي أيضًا، وهو أنه إذا استجابت إسرائيل بقوة غير عادية مثل "صاحب المنزل بالجنون" حيال الإطلاق إلى منطقة جوش دان في تل أبيب، فإن سكان الجنوب من مستوطني غلاف غزة سوف يثورون لأنهم سيشعرون بأن هناك تمييزًا بينهم وبين سكان تل أبيب فيما يتعلق بالحكومة، وسيطرحون تساؤلًا حول: لماذا يستجيب الجيش الإسرائيلي برد قوي على تل أبيب، بينما عندما يذهب مستوطنو غلاف غزة إلى الملاجئ بسبب صافرات الإنذار، يكون رد فعل الجيش الإسرائيلي ضئيلًا للغاية؟

ضبط النفس
ويشير المراقبون في إسرائيل إلى أن الحكومة الإسرائيلية لا تريد في الوقت الراهن في خضم حملة انتخابية أن تشارك في عملية عسكرية تصبح فيها الحكومة ساحة معركة، وقد ترتكب العديد من الأخطاء لأسباب انتخابية، لأن ثمن الأخطاء معروف من الذي سيدفع ثمنه، وبالتالي سيحاول رؤساء المؤسسة الأمنية، بمن فيهم رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير الجيش، بنيامين نتنياهو، تجنب مواجهة عسكرية كبيرة قدر الإمكان في قطاع غزة، ربما سيحرصون على عدم تجاوز العتبة التي سيشعر سكان غزة بعدها بأنهم ملزمون بالرد بالقذائف الصاروخية على محيط غزة وأيضًا باتجاه تل أبيب، في إشارة إلى توقعات ضبط النفس الإسرائيلي وهو من بين السيناريوهات المطروحة أيضًا.
الجريدة الرسمية