رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

نبيل زكي في آخر حواراته لـ«فيتو».. مبارك رفض فضح رجال صدام بمصر.. ولم أكن مؤيدا لنظام عبدالناصر.. كنت سببا في ضرب مكرم عبيد بـ«المركوب».. واختبأت بشقة يوسف صديق يوم 23 يوليو 1952

فيتو

توفي ظهر اليوم نبيل زكي، الكاتب الصحفي، والقيادي بحزب التجمع، وذلك بعد صراع مع المرض، ويعد الراحل أحد أقدم السياسيين في مصر وعاصروا الكثير من الأحداث السياسية.

ومنذ ما يقرب من شهرين، التقت «فيتو» الراحل في حوار مفتوح، تحدث فيه عن ذكرياته وما عاصره من أحداث شكلت حياته، وتُعيد «فيتو» نشر الحوار وما قاله نبيل زكي عن حياته.

بالأرقام عاش الكاتب والمفكر السياسي نبيل زكي ما يقرب من 70 عاما داخل أروقة العمل السياسي، وبالعصور فقد عاصر ملكا و7 رؤساء، وبالتجربة كان ضمن الحركة اليسارية وفي مقدمتها، في وقت خاضت فيه أشد حروبها، وبالنضال في أرشيفه 5 سنوات اعتقال كانت الأكبر في تاريخ المعتقلات المصرية، بجانب زيارات واستدعاءات كثيرة، وبالأهمية ففي جعبته أسرار لقاءاته مع قادة الحركة السياسية والصحفية، بل وحكام مثل الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، وأخيرًا في بلاط صاحبة الجلالة كاتب ومفكر له أكثر من 10 إصدارات، هذا دون الحديث عن علاقته الدولية التي كانت قبلتها الكرملين قبل انهيار الاتحاد السوفيتي.

تركنا له البداية فاختار أن يبدأ من والده الذي تزوج «بنت العمدة» يقول: «ولدت في منتصف الثلاثينيات في أبو قرقاص بالمنيا، والدي يعمل بشركة السكر التي قررت في هذا الوقت إنشاء مستعمرة للموظفين الأجانب، ووالدي كان المصري الوحيد معهم، خصصوا له فيلا، وولدت أنا وسط موظفين ألمان وبريطانيين وبلجيك، كنت في أمم متحدة منذ الصغر»

سنوات قليلة حتى جاء سن التعليم، فقرر والده إرساله لمدرسة ابتدائية درس فيها حتى السنة الرابعة لكنه انتقل بعد ذلك للقاهرة، وأكمل دراسته بمدرسة فاروق الأول، وما هي إلا سنوات قليلة حتى تدهورت صحة والده، وتوفى وعمر نبيل زكي 16 سنة».

بالتوازي مع ذلك كانت مصر تموج بأحداث ما قبل ثورة يوليو، أما هو فقد عرف النشاط السياسي في مدرسة النيل الثانوية، لم يكن حتى ذلك الوقت يملك أي أيديولوجية سوى حبه لمكرم عبيد، واقتنع باليسار من خلال مدرس فلسفة في مدرسته الثانوية، يصف هذا بقوله: «كان بيقنعني في كل حاجة وعلشان كده حبيت اليسار قبل القراءة في المنهج والالتزام به طوال حياتي»

«كنا الجناح اليساري لحزب الوفد، نعشق خطب مكرم عبيد، ولما كان عضو مجلس نواب روحت له مع زمايل ليا وقلنا له: أنت ليه مبنتكلمش، فقال أنا مبحترمش السعديين والأحرار الدستوريين، قلت له لا أنت عضو ولازم تتكلم، وأقنعناه فراح مجلس النواب وكانت الجلسة للتعليق على خطاب العرش أيام المملكة، وطلب الكلمة وبص لأحزاب الأقلية وقال «أنتم عصابة» وراح مشاور على صورة الملك «وهذا زعيمهم»، فقام واحد من السعديين لابس مركوب وضرب مكرم واشتهرت بواقعة المركوب».

كان الشاب الثوري قد ذاع صيته وأصبح له ملف في البوليس السياسي بسبب نشاطه، وذاق نبيل زكي أول جرجرة إلى القسم وأول صفعة من رجال البوليس، يتذكر الواقعة فيسرد« في يوم جاني مدرس الألعاب وطلب مني منمش في البيت لأن البوليس السياسي حصل على عنواني من المدرسة، ووقعت في حيرة إزاي أقول لوالدتي الكلام ده، وهي متعرفش حاجة، وقررت مقولهاش، وفعلا اتقبض عليا، وخدوني لقسم الأزبكية، ولحسن الحظ إن ده كان في ظل حكومة الوفد، وخالي كان شغال مع سكرتير حزب الوفد، وراح لفؤاد باشا سراج الدين فتاني يوم المغرب لقيت المأمور جاي وطلعني»

ثورة 23 يوليو
هذا المد الثوري كان يعني أنه في الأفق تلوح ثورة، طُبخت على مهل ونُفذت بسرعة الأحداث، لكن يوم 22 يوليو كان هناك تنبيه لنبيل زكي« كان زميلي محيي الدين الأزهري خالته تبقى علية توفيق زوجة البكباشي يوسف منصور، يوم 22 يوليو بعتت لي رسالة من خلال صديقي متباتش في البيت وتعالوا عندي، وفعلا استخبينا في بيت علية توفيق، ولما سألتها ليه، قالتلي بكرة في حدث مهم وأنا مش عاوزة أي حد منكم يتقبض عليه».

لم يكن نبيل زكي مؤمنا كثيرًا بحركة الضباط الأحرار لكنه كان مؤمنا بالتغيير، وحين دخل الجامعة وجاء محمد نجيب بوصفه رئيسًا للجمهورية ليلقى خطابا في جامعة القاهرة، «كنت في الجامعة وجه نجيب وانقسمنا كتلتين قدام قاعة الاحتفالات بالجامعة، اليسار وبيهتف يسقط حكم البكباشية، والوفديون والإخوان المسلمين يهتفون القرآن أساس الحكم، وبسبب الصراع تم إلغاء الكلمة.

ويكمل:«كنا نتابع ونعرف الصراع من البداية، وفي الوقت نفسه أسست الجمعية الفلسفية وأنا في كلية الآداب، ونظمت ندوة حضرها الآلاف، وحاضر فيها عثمان أمين وحلمي مراد، وموضوعها بين العلم والفلسفة، وبعد انتهاء الندوة استدعاني قسم الدقي، وقابلني ضابط مباحث وقالي إحنا قررنا حل الجمعية الفلسفية فضحكت وقلت له ومصادرة أموالها طبعا، لكن مش هتلاقوا فلوس، فقال لي أنت واخد الموضوع هزار، إمبارح على نفس الكرسي ده قعد صلاح سالم وجالي علشان يقولي أي طالب يعمل شغب هاتوا وأنا هنتهك عرضه، لكن قالها باللفظ البلدي»، بعد هذا التهديد جاءه صديق يعرض عليه التقدم في اختبارات الإذاعة، وبالفعل نجح وتعرف في هذا الوقت على المذيع الشهير جلال معوض. 

الإذاعة
«اشتغلت في الإذاعة، وبالليل كانت وكالات الأنباء لما ييجي خبر مهم تدي جرس وببص لقيت تصريح وزير خارجية الاتحاد السوفيتي بيقول إن بلاده مستعدة لتمويل السد العالي، وترجمت الخبر واديته للمذيع وتم إذاعته في نشرة أخبار الصباح، تاني يوم رايح الإذاعة لقيت أمن على الباب، ولما روحت قالوا لي الدنيا مقلوبة عليك، ولقيت مدير الإذاعة أمين حماد طالبني، قالي الخبر بتاع السد العالي جبته منين، وأنا كان من عادتي لو خبر مهم بحتفظ بالأصل الإنجليزي في جيبي، اديته أصل الخبر قراه، واتصل بالتليفون ياريس- يقصد عبد الناصر- الخبر صحيح والترجمة دقيقة، بعد دقيقة قالي شكرًا»

بعد شهر ونصف من العمل جاءته فرصة حياته «جاني يحيي أبو بكر مدير صوت العرب وقتها، وقال لي ما تجيب ورقك بقى علشان نقبضك، وبعد يومين جبت الورق لكن أبو بكر أول ما شافني بكى، وقالي الحاجات ديه لازم تنتهي بقى ده أنت الوحيد اللي محتاجينه في هذا المكان، قلت له المباحث اعترضت.. قالي: أيوه»

التغريبة
في ذلك الوقت كان نبيل زكي انضم رسميًا لجماعة أبو سيف يوسف الشيوعية، في الوقت الذي تُجهّز الدولة لشن حملة عُدت هي الأقسى في تاريخ الحركة الشيوعية، وهي ما عُرفت بـ«التغريبة» بداية من عام 1959 وحتى عام 1964، وكان من نتيجة تلك الحملة القبض على عدد من الشباب كان هو من بينهم «كانت البداية في معتقل القلعة، قعدت فيها أسبوعين بعديها روحت معتقل العزب، وكان معايا لويس عوض وألفريد فرج، لكن الأزمة الحقيقية كانت في معتقل أبو زعبل اللي كنا مسمينه معتقل الموت»

يسترجع «أول حاجة حصلت على الباب خلعونا هدومنا، والشاويشية نزلوا فينا ضرب وخصوصا العمود الفقري، وكان المضحك هو لويس عوض اللي كان بيسأل ألفريد فرج عن هابيوس كابيوس، قانون حرمة الجسد عند الرومان، وكان ألفريد فرج يجيب بغضب أنت لسه بتسأل»

التعذيب كان لأبسط الأسباب، فتعليق لويس عوض في الفلكة كان بسبب رفضه للهتاف لجمال عبد الناصر، الأمر ذاته تكرر مع نبيل ذكي فكان الهتاف بحياة رئيس البلاد جزءا من تعذيب المعتقلين، وفي أحد الطوابير تم الطلب من نبيل الهتاف فرفض فتعرض للجلد «كان الضابط جمال عاصي، جلدني مرة، والتانية لحد الأربعين قالي مش هتهتف قلت له ريح بالك لو هموت مش ههتف، ده بجانب الشغل في الصحرا وتكسير الصخور»

رغم كثرة الحوادث لكن هناك مشاهد تُسطّر وحدها تاريخا، مثال على ذلك واقعة وفاة المفكر الشيوعي شهدي عطية في المعتقل، بسبب التعذيب، ليلعب القدر لعبته حين اجتمع جمال عبد الناصر مع قيادات الحزب اليوغسلافي الشيوعي، ويُفاجأ بهم يقفون دقيقة حدادا بسبب وفاة شهدى عطية، صُدم ناصر بسبب الموقف المحرج، ومن يوغسلافيا طلب تخفيف التعذيب، وهو ما تم ترجمته في النهاية لنقلهم لمعتقل الواحات. 

كان حظ نبيل زكي أن زنزانته هي الأقرب لشهدي عطية «في يوم ناداه اليوزباشي عبد اللطيف رشدي، وسأله اسمك إيه، فرد شهدي عطية ما أنت عارفني، فقاله رشدي قول "أنا مرة"، فرد شهدي أنا شهدي عطية وقاموا بتشديد الضرب عليه وبعد دقيقتين رأيت الرجل يسقط وقد توفي»

بعد الموقف المحرج لعبدالناصر في يوغسلافيا بسبب موت شهدي بدأت إدارة السجون تنفيذ تعليمات الرئيس:«اتنقلنا للواحات والمأمور كان صديق شنيشة وكان عنده خلفية وفدية، والواحات منفى، فالضابط حاسس إنه منفى زيك، وأنا كان في ضابط بيعمل معادلة علمية وكنت أنا اللي بدرس للضابط الفلسفة، وحصلت على مزايا شاي وسجاير، وكان يحكي لي همومه ويعذبني عادي، هما كانوا عبد المأمور»

في فيلم البريء، تفشل قصة هروب معتقلين من معتقل الواحات بسبب شجاعة الجندي أحمد سبع الليل، لكن الحقيقة أن قصة الهروب نجحت « كان معانا عالم مصريات اختار لنفسه يطلع يجيب العيش من الفرن، وكان معاه محمد عويضة، وفي يوم اختفوا هما الاتنين أتاري هما بيدرسوا إزاي ممكن يهربوا، ودرس المنطقة كويس وعرفوا يجندوا واحد ياخدهم»

العودة لأخبار اليوم
بعد فترة حبسه وخروجه من المعتقل عاد نبيل زكي للعمل في أخبار اليوم، تحت قيادة موسى صبري، وكان ضمن من تلقوا أخبار النكسة «كانت وكالات الأنباء تعلن عن تطورات الحرب، وكان واقف معايا باستمرار جلال الدين الحمامصي، ووقتها اتنرفز عليا أنيس منصور وقال لي هي دي اللي بتقولوا عليها مزعومة على إسرائيل»

ويضيف: «أنا مؤيد للفلسطينيين، وأيدت الحرب لكن السؤال هل إحنا مستعدين أو لا، هننتصر أو لا، دي أمور مكنش عندي معلومات بيها، وبعترف أني كنت مصدق البروباجندا الناصرية لكن مع وكالات الأنباء بدأت أشك»

انتهى الأمر بنكسة، لكن نبيل زكي كغيره من ملايين المصريين حين سمعوا خطاب التنحي خرج للشارع، والناس خرجت تلقائيًا «أوعى تصدق أي خرافة إن حد نظم المظاهرات دي، لا اتحاد اشتراكي ولا أي قوة في العالم ممكن تعمل ده، أنا شفت شعب بيقوله ولا يهمك من حاجة ياريس»

تفاصيل يوم وفاة عبدالناصر ما زالت ماثلة في ذهن زكي: «كنت في الأخبار وبعدين وأنا بشتغل لقينا الراديو قلب قرآن، وبعدين حسيت بحركة غير عادية من موسى صبري، وكنت رئيس قسم الخارجي، وطلبني موسى صبري لقيت الخطاط بيكتب المانشيتات "فقدنا جمال عبد الناصر" وطلب مني صبري إن أكتب مقالا عن وفاة عبد الناصر باسم أخبار اليوم، وكتبت وروحت له لقيته رفضه وقالي اكتبه تاني، أنا كنت بكتب بطريقة الإنجازات، لكن في المرة التانية عرفت إنه عاوز مقال عاطفي وفي تالت مرة كتبته صح».

السادات
في الفترة من 1970-1973 كان نبيل زكي محاضرا في طلبة الجامعات، وطلب موسى صبري منه تأييد بيان المؤسسة التي يعمل فيها لرفض بيان نقابة الصحفيين الداعي للحرب، فرفض، ولم يستمع لتحذير صبري الذي قال له «استحمل اللي هيجرى لك» :«مفيش 24 ساعة روحت بيتي واتفصلت من الشغل، بعد الفصل تاني يوم قبضوا عليا بتهمة التخابر مع بلغاريا، في الوقت ده اتصل بيا سفير العراق في القاهرة، وقالي أنا عامل قعدة على الضيق لصحفي زميلك في العراق علشان يشوف مبنى الأهرام ويعمل زيه، وكان الصحفي ده هو طارق عزيز اللي عرض عليا العمل، وعرض عليا التدخل لدى المسئولين لكني رفضت، وبعد مكالمة موسى صبري التأشيرة جت وسافرت» و«كان السفر قبل حرب 1973 بأشهر قليلة، ووقعت عقد العمل لمدة عامين، لكني لم أكمل المدة، فعملت سنة ونصف السنة في بغداد قبل قبول عرض مدير تحرير جريدة البلاغ الأسبوعية، وأول يوم ليا في بيروت كان أول يوم للحرب الأهلية، حضرت سنة ونصف السنة تحت القنابل»

عاد نبيل زكي لمصر في بداية عام 1976، ووافق موسى صبري على عودته، وفي نفس الوقت كان حزب التجمع قد تأسس وعرض عليه رفعت السعيد الانضمام.

فنانو التجمع 
حزب التجمع كان به أهم فناني مصر، ولنبيل زكي حكاياته معهم«أهم فنانين كانوا أعضاء في الحزب، جميل راتب، صلاح أبو سيف، سعاد حسني، وعبد الرحمن أبو زهرة، أما جميل راتب فكان صديقي، وأهم موقف معاه لما جالي وقالي أنا عاوزك تتصل بفاتن حمامة، قلت له في ايه قالي بتتهاجم أنا عاوزك تتصل بيها، اتصلت بيها وخدت معاد ورحت لها، وعملت معاها حوار على مرتين وسألتها في كل حاجة تقريبا، بعد كده بقينا أصدقاء......»

أما صلاح أبو سيف فلم يختلف كثيرًا عن صورته كما يوضح نبيل زكي، كان واقعيًا ويعشق الحزب ويدعمه في كل المواقف، تمامًا مثل يوسف شاهين الذي لم يكن ينتمي للحزب، لكنه كان صديقا له، وكان يأتي ليصور بعض مشاهد أفلامه.

النجاة من اعتقالات سبتمبر كانت بفضل موسى صبري الذي تدخل لشطب اسم نبيل زكي من تلك الحملة، وتم اغتيال السادات بعدها بأيام قليلة «كان رأيي أن نظام السادات كله على بعضه موالي ولاء مطلقا للأمريكان، ومصر انشقت عن الوطن العربي علشان تقبض ثمن الانشقاق اللي هو كامب ديفيد وهذا الاتفاق خطأ، ومزعلتش على الاغتيال، وخاصة بعد تحالفه مع الإخوان، ده أول رئيس يقول أنا رئيس مسلم لدولة مسلمة»

مبارك وعصر الجمود
قُدر لنبيل زكي أن يكون شاهدا على عصر رئيس جديد، رأى بدايته ونهايته واقترب منه وتحدث معه، كل شيء كان على عينه، في البداية هو يصف عصر مبارك بعصر الجمود، لكنه يؤكد ايضًا أن الرئيس الأسبق لم يكن عميلًا، فقط كان لا يريد الاصطدام بأحد.

في الأعوام الأولى لحكم الرئيس السابق حسنى مبارك كان زكي قد وصل إلى رئاسة تحرير جريدة الأهالي:«علاقتي مع مبارك بدأت لما كنت رئيس تحرير الأهالي، وكنت بحضر اجتماعات رؤساء التحرير، ولي مواقف معه، ومبارك يبدأ يسمعلك لما يحس إن الكلام طالع من جواك ومحدش محرضك عليه، ورغم كثرة اللقاءات كان هناك لقاءان مش قادر أنساهم، الأول كان مع رؤساء التحرير ودخل سلم على الجميع ووقف عندي وقالي أنا شوفتك في برنامج عن التدخل الأمريكي في يوغسلافيا، وأنا كنت رافض التدخل، ومبارك قالي أنا موافق على كل كلمة أنت قلتها بس أنت أشرت في كلامك لملحق اتفاقية بين يوغسلافيا وأمريكا، وكان ملحقا سريا، بيبرر العدوان لو الملحق ده ممكن تبعته لي وبعته له»

«الموقف الثاني كان بعد الغزو الأمريكي للعراق في 2003، وكانت الدعوة في الرئاسة، وروحنا وأول ما قعدت كان إبراهيم نافع جنبي وقلتله فيه ناس مش موجودة، فقالي في آخر القعدة هتعرف، وبدأت الجلسة وقلت له ياريس ما تبعت أسلحة للعراق، قالي متقلقش ده كل شارع في مخزن سلاح ومعندهمش مشكلة في الأسلحة، ولكن الأمريكان هيشوفوا في العراق الويل، أما اللي محضروش من رؤساء التحرير فمبارك قال في ناس قبضت من صدام ومجوش، ولما قلتله مين قالي ربنا أمر بالستر يا نبيل»

قامت ثورة يناير، وتنحى مبارك وتولى الإخوان، ويصفهم نبيل زكي بأنهم لا يؤمنون بالوطن والوطنية وتجار دين ولعبوا على مشاعر الشعب المصري، وكانت نهايتهم متوقعة»

في تلك الرحلة الطويلة، كان الوقوف عند بعض الأسماء أمرًا ضروريًا، وكانت البداية مع الكاتب الراحل محمد حسنين هيكل، ويقول عنه زكي: «مش ممكن أنسى أنه هو اللي دق جرس الاعتقالات 1959 حين كتب بالنص "على الشيوعين أن يضعوا الأقفال على أفواههم وإلا، وبعدها جرت حملة الاعتقالات»

أما رفعت السعيد رئيس حزب التجمع السابق فيقول عنه «مرجع شيوعي ومفكر، لكن حزب التجمع كان محتاج اهتمام أكبر، فحين تولى السعيد كان الحزب فيه كام عضو وانتهى بكام، هو مهتمش إنه يبني للحزب قواعد جماهيرية، وده لأنه مفكر أكتر منه ناشط، والحزب محتاج لناشط ورجل جماهيري، وشخصيًا ليا معاه موقف، فبعد آخر انتخابات نقابة الصحفيين لإبراهيم نافع كنقيب، اتصل بيا إبراهيم سعدة وأنا رئيس تحرير الأهالي، وقالي أنت هتنزل انتخابات النقابة، قلت له إزاي قال لي أخبار اليوم كلها هتديلك واتفقت مع سمير رجب في الجمهورية تديلك والأهرام هتسمع كلامنا أنا وسمير، ولأني عضو في الحزب ومنضبط فاتصلت برفعت السعيد باعتباره الأمين العام للحزب قال لي لا لا اوعي يتم خداعك وده مقلب ومش هتاخد اكتر من 300 صوت، بعد يومين قابلت بالصدفة إبراهيم سعدة وقالي مترشحتش ليه إحنا مش اتفقنا فلما قلت له، قال لي ده أنا جالي موافقة من حسني مبارك فرفعت السعيد حرمني من نقيب الصحفيين»

أما صفوت الشريف، فيقول عنه: «انطباعي عنه أنه كان مخلصا في بناء إمبراطورية الإعلام وأنا في مرة قلت له ليه كل القنوات ديه قالي لو شلت قناة غيري هياخد المكان وما يقال عن أنه عمل ثروة أنا مقدرش أثبتها، وآخر مرة في ماسبيرو كانوا بيترحموا على أيامه»

Advertisements

Advertisements
الجريدة الرسمية