رئيس التحرير
عصام كامل

بيانات التضامن.. وسيلة الكنيسة لمواجهة الشائعات ضد البابا والأساقفة

البابا تواضروس الثاني
البابا تواضروس الثاني

انتشرت في الآونة الأخيرة العديد من الأخبار التي تشير إلى وجود انقسام داخل المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية حول قرارات قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، وطالت أيضا بعض الأساقفة، تزامنا مع خروج عدد من البيانات التضامنية والرافضة لمثل هذه الأخبار، معتبرة إياها لا تخرج من منطقة الشائعات.


ويواجه البابا تواضروس الثاني منذ أن وصل إلى سدة الكرسي المرقسي العديد من الشائعات، سواء الخاصة بقراراته، أو تحركاته الداخلية والخارجية، التي تمثل جزءا أساسيا من خدمته الرعوية.

ولعل أهم تلك البيانات هي التي أصدرها المركز الإعلامي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والذي أكد فيه القس بولس حليم المتحدث باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أن قداسة البابا تواضروس له شعبية قوية في أوساط المجمع المقدس وأطياف الشعب القبطي، وله علاقة طيبة مع كافة المؤسسات في الداخل والخارج، ويقود الكنيسة بأبوة ورؤية وبذل يشهد لها الجميع.

وقدم القس بولس حليم المتحدث باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، في بيانه، الشكر لكل من أطلق شائعة تحرك المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية ضد قداسة البابا تواضروس، لافتا إلى أن هؤلاء الذين أطلقوا الشائعات أظهروا عمق محبة المجمع المقدس والشعب القبطي لقداسة البابا تواضروس الثاني.

وقال القس بولس حليم إن ما ورد بالتقرير الذي نشرته أحد المواقع الإخبارية وتداولته عدد من صفحات التواصل الاجتماعي والذي يذكر أن هناك تحركات من بعض أعضاء المجمع ضد قداسة البابا تواضروس الثاني هو كلام غير واقعي وكلام مرسل، فمجمع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية يكنون كل محبة واحترام وتقدير لقداسة البابا تواضروس الثاني، موضحا أن ما حدث أيام البابا يوساب الثاني، حسب التقرير، كان له ظروفه التاريخية التي استدعت ذلك، لكن الآن الأمر مختلف.

وأضاف المتحدث باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أن مجمع الكنيسة مجمع مستنير لا يقوم بمثل هذه الأعمال، ولذلك أقول إذا كان هناك تحرك فأين هو؟ وماذا ينتظرون؟ ولذلك أؤكد أنه لا يوجد مثل هذه التحركات، بل بالعكس أعلم أن أعضاء المجمع يتمتعون باستنارة وروحانية تجعلهم يحافظون على وحدة الكنيسة بكل قوة، معربا عن رفضه لهذه الأقاويل التي تسيء إلى مجمع الكنيسة نفسه.

وتابع "إن كل هذا الكلام فقاعات في الهواء لا تؤثر في الكنيسة لأنه مرت بها أحداث كثيرة مثل هذه، ولم تؤثر فيها مستشهدا بعبارة "يا جبل ما يهزك ريح"، منوها إلى أن هذا الكلام المرسل أظهر مدى حب الشعب والمجمع لقداسة البابا تواضروس الثاني، و"كانت فرصة للجميع أن يظهروا محبة الناس لقداسته".

وطالب المتحدث باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية جموع الشعب القبطى بضرورة التعامل مع المعلومات التي تخص الكنيسة عبر الصفحة الرسمية للمتحدث باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وقنواتها الثلاث الرسمية، وعدم التعامل مع أي الوسائل الإعلامية أو صفحات التواصل الاجتماعي التي لا عمل لها سوى الإساءة إلى كنيستنا القبطية العريقة وإلى بطريركنا المحبوب قداسة البابا تواضروس الثاني ومجمعها المقدس.

فيما قال الأنبا إرميا الأسقف العام رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، تعليقا على الجدل الدائر «يؤلمنا جمعيًا ما نسمعه وما يتردد من أخبار غير صحيحة بالمرة، ولا تمت للواقع بصلة، فبابا الكنيسة هو رمز للكنيسة كلها، ومن يمس بابا الكنيسة كمن مسَّ الكنيسة كلها، ومن يعين بابا الكنيسة يعين كل آباء المجمع المقدس وكل آباء الكنيسة، كلنا قلبًا واحدًا وروحًا واحدة ورجلًا واحدًا بمحبة كاملة نحب كنيستنا، ونحب بابانا البابا الأنبا تواضروس الثاني الجالس على كرسي مار مرقس».

وأضاف أن "الذين يحاولون أن يشقوا في وحدة الكنيسة، ويشتتوا الأقباط ناس مغرضين، فليس كل ما يقال يصدق وليس كل ما نسمعه هو سليم".

أقباط الولايات المتحدة الأمريكية أيضا لم يرضوا بموقف المتفرج، بل أصدروا بيانا تضامنا مع الكنيسة الأرثوذكسية، وعلى رأسها البابا تواضروس، ضد ما طالها من شائعات من شأنها تهدد الاستقرار.

وجاء في البيان «في ظل الترويج المتعمد من جنود الظلام لشائعات تستهدف شق الصف الكنسي وأحداث حالة خداعية للمجتمع القبطي لتحقيق أهداف وهمية تنال من رعاة الكنيسة القبطية. نعلن نحن أقباط الولايات المتحدة الأمريكية عن كامل رفضنا لتلك الأفعال الشيطانية ونؤكد تضامننا المطلق للكنيسة القبطية الأرثوذكسية ولجميع رعاتها الذين يقودوها بكل بر وتقوى وعلى رأسهم قداسة البابا المعظم تواضروس الثاني حفظه الله للكنيسة وشعبها. ونطالب هؤلاء المغيبين عن إرادة الله بوقف تلك التصرفات المشينة والتي لن تنال من كنيستنا، بل ستزيدها قوة وثبات».

ودفاعا عن الأنبا أغاثون أسقف مغاغة والعدوة، اجتمع مجمع كهنة إيبارشية مغاغة والعدوة، وأصدر بيانا تضامنيا مع أسقف الإيبارشية الأنبا أغاثون، ضد ما أسموه "الحملة الشرسة" من صفحات التواصل الاجتماعي والبرامج التليفزيونية ضد الأسقف - بحسب ما جاء في البيان.

وأكد مجمع الكهنة رفضه لما يتعرض له الأسقف من هجوم سواء من "قلة" من أبناء الكنيسة أو خارجها، مشددين على أن الأسقف تعهد بالدفاع عن الإيمان وعقائد وتعاليم الكنيسة الأرثوذكسية، واحترام قوانينها.

وأشار إلى أن الأسقف يمارس حقوقه المسموحة له من قبل الكنيسة بالدفاع عنها، وعن إيمانها وعقيدتها، وأن كل تصريحاته وكتاباته نابعة من دراسة وتخصص ومسئولية، بل ويراعي فيها مشاعر الناس واحترامهم.

وتعجب مجمع كهنة مغاغة والعدوة من طريقة طرح القضايا ومناقشتها، وعدم محاسبة المتطاولين، مؤكدًا أن مثل هذه الاتهامات سوف تضمحل، وذلك وفق تاريخ الكنيسة.

وأوضحوا أن " أسقفهم" ومن مثله من المدافعين عن الإيمان الكنسي سيقفون كحصن منيع ضد الاختراقات الموجهة للكنيسة من المدارس الجديدة والمعلمين الجدد أصحاب الأفكار التي تتعارض مع إيمان الكنيسة، والذين علت أصواتهم منذ بضعة سنوات، بل ووصل تعليمهم إلى درجة الهرطقات.

واختتم "مجمع المغاغة والعدوة" بيانهم قائلين: "نعلن تضامنا مع الأنبا أغاثون ضد أي إساءة توجه له، في أي زمان أو مكان، فهي إساءة لكل المجمع الإيبارشي بصفتنا وكلاء عن الشعب القبطي عن الإيبارشية".
الجريدة الرسمية