رئيس التحرير
عصام كامل

محمود السعدني يكتب: عجائب انتخابات نقابة الصحفيين

الكاتب الساخر محمود
الكاتب الساخر محمود السعدنى

في مجلة صباح الخير عام 1968 وفى مذكرات تحت عنوان "الولد الشقى" كتب الكاتب الساخر محمود السعدنى مقالا قال فيه:

بعد عشر سنوات كاملة من بدايتى عام 1945 كنت قد تأكدت أن الصحافة ستصبح مهنتى ومن هنا وإلى الأبد.


وكنت قد حققت بعض الشهرة لدى القراء وكل المشتغلين بمهنة الصحافة، ورغم أننى لم أكن عضوا بنقابة الصحفيين إلا أن رأيي كان له وزن في انتخابات النقابة.

وقد خضت الانتخابات بعد ذلك في النقابة ضد جلال الدين الحمامصى واستخدمت سلاحى في المعركة وأثبت أنه مارد وجبار، وخضتها مرة أخرى خلف الرسام طوغان ولكن التوفيق لم يحالفه، واكتشفت على ضوء هذه المعركة أنه لا يكفى أن تكون شريفا وأمينا وصادقا لكى ينتخبك الناس، واكتشفت أيضا أن الانتخابات مهنة ينجح فيها الذي يتقنها.

أنا مثلا أعرف واحدا أفندى ينجح في الانتخابات دائما لأنه يدور في الفجر يوقظ المؤمنين للصلاة، مثل هذا الرجل في انتخابات مجلس إدارة الإمام الشافعى أنا انتخبه بالثلث...لكن في عمل سياسي انا ارفضه ومع ذلك فما اغرب اتجاهات الجماهير.

لكن أغرب فصل انتخابى بارد صادفته كان في نقابة الصحفيين أيضا، ودخلت المعركة بكل قواى في صف عبد المنعم الصاوى.. دم جديد على النقابة كان يجب تأييده وأنه وجه جديد وحسن ينبغى الوقوف خلفه إلى ما لا نهاية.

ووقفنا بجانب عبد المنعم الصاوى كالفولاذ.. طوغان وسامى الليثى وأنا، لكن قبل الانتخابات بأيام وقف عبد المنعم الصاوى في صالة نقابة الصحفيين يخطب بحماس وقد تشابكت يده مع يد حسين فهمى وندد بالانتهازيين عملاء الاستعمار الذين دفعوه دفعا لمنافسة زميله وحبيبه حسين فهمى ثم أعلن في النهاية تنازله عن الترشيح.

وهكذا وجدت نفسى فجأة انتهازيا وعميلا استعماريا.. ومن الذي يتهمنى؟ الرجل الذي وقفت خلفه أدعو له بالنصر من كل قلبى، وأبذل دمى وجهدى من أجله في سبيل الانتصار.
الجريدة الرسمية