رئيس التحرير
عصام كامل

«بسكويت وكتاب».. آخر ما تبقى من حادث محطة مصر (صور)

فيتو

كانت تحمل في يدها أكياسا بلاستيكية ملونة، وحقائب يد بدا وكأنها في طريقها إلى المنزل بعد سفر طويل، حجابها فضفاض وردي اللون وهيئتها مألوفة للجميع، فهي كأي أم مصرية تكافح من أتوبيس إلى قطار في طريقها إلى أولادها الذين ينتظرونها، لكن الضجيج الطبيعي الذي يملأ أرجاء محطة مصر تحول فجأة إلى جهنم.. انفجار ضخم تبعه نار تأكل أجساد الغلابة، اختفت السيدة ورواد المحطة أيضًا، وساد الهلع والفزع من اللهيب الذي يحرق أجسام وقلوب المصريين.


في العاشرة من صباح اليوم الأربعاء، وبينما كان آلاف المواطنين ينتظرون قطاراتهم التي تقلهم إلى العمل أو الأهل بعد شهور من الغربة، وبالقرب من الرصيف رقم ٦ بمحطة مصر، انفجر الجرار رقم ٢٣٠٢ فور اصطدامه بالرصيف، وأمسكت النيران بأجساد قرابة 63 مواطنًا، أردت منهم 20 شهيدًا، والتهمت النار أمتعة وحقائب الركاب ولم يتبق سوى أحذية وزجاجات مياه غازية وبسكويت اشتراها الركاب لإعانتهم في الطريق، لكن إهمال مسئولي السكك الحديدية قطع أحلام البسطاء وبقيت الأمتعة مجرد رماد، عله يصيب أعين الحكومة فتتكرم على مواطنيها وتمنحهم موتة كريمة.

وكانت هيئة السكة الحديد أعلنت في بيان رسمي، انحدار جرار وردية رقم 2302 واصطدامه بالصدادات الخرسانية بنهاية الرصيف رقم 6 بمحطة مصر.

واستقال الدكتور هشام عرفات، وزير النقل السابق بعد الحادث.

وأعلنت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، أن عدد مصابي الحادث 43 مواطنًا، واستشهاد 20 آخرين، وتم نقلهم عبر 30 سيارة إسعاف إلى مستشفيي معهد ناصر ودار الشفاء.

وتمكنت قوات الحماية المدنية، اليوم الأربعاء، من إخماد حريق نشب نتيجة اصطدام قطار برصيف داخل محطة مصر، مما أسفر عن سقوط وفيات ومصابين.

وكانت غرفة عمليات النجدة تلقت بلاغًا يفيد بتصاعد أدخنة من محطة مصر، وعلى الفور تم الدفع بـ10 سيارات إطفاء وخبراء المفرقعات وعناصر شرطة النقل والمواصلات للوقوف على ملابسات الواقعة.

وكشف الفحص أيضًا أن حريق محطة مصر وقع نتيجة تصادم جرار قطار وعربة "باور" الخاصة بالتكييف بصدادات نهاية الرصيف، وانفجار تانك السولار بالجرار ونشوب الحريق.
الجريدة الرسمية