رئيس التحرير
عصام كامل

عضوية نادي الجزيرة تشترط موافقة السفير البريطانى

فيتو

تحت عنوان (الأندية للشعب) كتب عادل الحسينى موضوعا في مجلة روز اليوسف عام 1959 يقول فيه: إنك لا تستطيع دخول نادي الجزيرة وأيضا لا يمكنك دخول نادي السيارات إلا إذا كنت تركب سيارة كاديلاك فاخرة وتجلس بجوارك فتاة جميلة.


إلا أنه بعد ثورة يوليو كيف سيكون الأمر عندما تفتح هذه النوادى أبوابها لكل الناس الأغنياء منهم والبسطاء؟ وأقول عندما تصبح هذه الأندية للشعب.

عند مدخل نادي الجزيرة قابلتنى كلمات باللغة الإنجليزية معناها خاص بالأعضاء فقط، وجمعت شجاعتى ودخلت لكنى واجهت نظرات موظفى الأمن والجناينية، كانت نظرة فيها شبه احتقار، فأمر غريبا جدا بالنسبة لهم أن يدخل شخص النادي سائرا على قدميه بدون سيارة فارهة.

سرت كالتائه في عالم غريب مسحور، وكل ما فى رأسى ذلك الاقتراح الذي نادي به مكتب الشباب في الاتحاد القومى بفتح الأندية الخاصة (الجزيرة، السيارات، الأهلي) لكل الناس.

والأندية الخاصة معروف أنها أندية الطبقة الراقية.. الطبقة الأرستقراطية التي تحاول أن تضع نفسها فوق القمة، لكن الأندية في المجتمع الاشتراكى هى أندية عامة لكل الناس حيث يجد كل فرد فيها متنفسا يمارس فيه نشاطه الرياضى والاجتماعى.

والأندية الخاصة في مصر لها قصة، فمثلا نادي الجزيرة جاءت فكرة إنشائه مع مقدم الاحتلال البريطانى لمصر عام 1882 حين أراد ضباط الاحتلال أن يكون هناك ناد خاص لهم فاختاروا تلك البقعة الجميلة التي تقع وسط النيل، وأقيم على مساحة 25 فدانا.

كان ينضم إليه أحيانا الأسر المصرية الكبيرة وبعض رجال السلك السياسي الأجنبي، وكان من شروط العضوية أن يوافق عليها السفير البريطانى إلى جانب مجلس الإدارة.

مع قيام ثورة يوليو 1952 كان هناك 2000 عضو في نادي الجزيرة تغير شكل مجلس الإدارة وأصبح من المتمتعين بالجنسية المصرية ودخل جيل جديد النادي هو جيل الفرق الرياضية ومعظمهم طبعا من الطبقة الأرستقراطية والعائدين من الخارج.

نادي الجزيرة كان لا يقبل أن يشترك فيه ممثل أو فنان إلا إذا كان من العائلات المعروفة فمثلا رفض النادي عضوية الممثلة فاتن حمامة رغم أن زوجها عمر الشريف عضو قديم في النادي.

رسم القيد بالنادي 75 جنيها مع رسم اشتراك سنوي قدره 12 جنيها إذا كان عازبا و16 جنيها إذا كان متزوجا. ومن قوانين النادي أنه لا يليق بعضو النادي أن يدخله سيرا على الأقدام.

قامت مصلحة الأملاك الأميرية بتأجير أرض النادي للنادي بمبلغ 253 جنيها سنويا ولمدة 60 سنة تنتهى عام 1966، بدأت الألعاب الرياضية بالنادي بالألعاب التي يفضلها البريطانيون ومنها الاسكواش والشطرنج والجولف والكريكيت والكروكى.. ثم أدخلت عليها التنس وكرة الماء والبريدج وتنس الطاولة والسباحة والغطس وكرة اليد.

ويدفع عضو النادي اشتراكا آخر نظير ممارسته أي لعبة رياضية، ويبدأ الاشتراك من 150 قرشا وتصل إلى 6 جنيهات، أما لعبة البولو فهى تكلف العضو 100 جنيه شهريا وهى لعبة ارستقراطية مستوردة من إنجلترا...أما نزول حمام السباحة فيحتاج إلى اشتراك 30 قرشا يوميا، أو 9 جنيهات في الموسم من مايو إلى أكتوبر.
الجريدة الرسمية