رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

صوم يونان.. قصة النبي الهارب من وجه الله إلى بطن الحوت

فيتو

بدأ الأقباط اليوم الإثنين، صوم يونان، أو أهل نينوى، ولمدة ثلاثة أيام ويفطرون صباح الخميس 21 فبراير الجاري، ويقع صوم يونان دائمًا قبل بداية الصوم الكبير بأسبوعين وتصومه الكنيسة تشبهًا بالنبي يونان.


وصوم يونان انقطاعي أي الامتناع عن تناول الطعام حتى غروب الشمس، أو حتى انتهاء صلوات القداس الإلهى خلال الثلاثة أيام، ولا يؤكل سوى النبات والبقوليات فقط، ويشبه طقس الصوم في ثلاثة أيام يونان الصوم الكبير، من حيث رفع بخور باكر صباحًا منفصلًا عن القداس، وبعد صلاة الشكر يقول المرتلون كيرياليسون الصيامي بدلًا من أرباع الناقوس.

وقصة يونان النبي هي قصة صراع بين الذات الإنسانية والله، ويونان النبي كان إنسانا تحت الآلام مثلنا، وكانت ذاته تتعبه، بحسب «قداسة البابا شنودة».

تبدأ قصة يونان النبي، عندما كلفه الله بالذهاب إلى نينوى، والمناداة بهلاكها، وكانت نينوى عاصمة كبيرة فيها أكثر من 120000 نسمة، ولكنها كانت أمية وجاهلة وخاطئة جدا، وتستحق الهلاك فعلا، ولكن يونان أخذ يفكر في الموضوع: سأنادي على المدينة بالهلاك، ثم تتوب، ويتراءف الله عليها فلا تهلك، ثم تسقط كلمتي، ويكون الله قد ضيع كرامتي على مذبح رحمته ومغفرته، فالأفضل أن أبعد عن طريقه المضيع للكرامة.

وهكذا وجد سفينة ذاهبة إلى ترشيش، فنزل فيها وهرب. لم يكن يونان من النوع الذي يطيع تلقائيا، إنما كان يناقش أوامر الله الصادرة إليه، ويري هل توافق شخصيته وذاته أم لا.

واستقل السفينة وهو يعلم أن الله هو إله البحر، كما أنه إله البر أيضا، ولم يشأ الله أن يصل يونان إلى ترشيش، وإنما أمسكه في البحر، وهيج الأمواج عليه وعلى السفينة كلها، والعجيب أن يونان كان قد نام في جوف السفينة نوما عميقا، لا أيقظه الموج، ولا صوت الأمتعة وهي تلقى في الماء، ولا صوت ضميره.

وهكذا أمر الله الرياح، فهاج البحر، وهاجت أمواجه، وصدمت السفينة حتى كادت تنقلب وازداد هيجان البحر لأن أمر الرب كان لابد أن ينفذ وبكل سرعة وبكل دقة.

وتصرف ركاب السفينة بحكمة وحرص شديدين، وبذلوا كل جهدهم الفني، وصلوا كل واحد إلى إلهه وألقوا قرعا ليعرفوا بسبب من كانت تلك البلية، فأصابت القرعة يونان.

وحاول البحارة إنقاذ يونان بكافة الطرق فلم يستطيعوا، واعترف يونان أنه خائف من الله الذي صنع البحر والبر، فقالوا له: إن كنت خائفا منه حقا، نفذ مشيئته.. وماذا نصنع بك ليسكن البحر عنا؟. فأجابهم: خذوني واطرحوني في البحر.

وعلى الرغم من كل هذه الإنذارات والضربات الإلهية، لم يرجع يونان، ولم يقل أخطأت يا رب في هروبي.. فضّل أن يلقي في البحر، ولا يقول أخطأت..!

وألقي يونان في البحر، وأعد الرب حوتا عظيما فابتلع يونان، وفي جوف الحوت وجد يونان خلوة روحية هادئة، وظل في بطن الحوت ثلاثة أيام، قبل أن تطرحه على شاطئ نينوى حسبما أراد الله.
Advertisements
الجريدة الرسمية