رئيس التحرير
عصام كامل

محمد حسنين هيكل: لن أنضم إلى حزب حتى لو كان ناصريا

فيتو

في حوار أجرته أسرة تحرير "أخبار اليوم" ونشرته في كتاب بعنوان "بصراحة" في يناير 1986 مع الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل الذي رحل في مثل هذا اليوم 17 فبراير 2016.

قال «هيكل»: «يسألنى الكثير لماذا لم تنضم إلى أي حزب من الأحزاب أو التنظيمات، ففى رأيى أن الصحفى أو الكاتب يجمل به أن يكون بعيدا عن الأحزاب، ذلك لأن فكره يجب أن يكون مفتوحا على كل التيارات ».

وأضاف «رأيى أيضا أن الصحفى أو الكاتب لا يستطيع أن يجد نفسه في حزب سياسي فالحزب السياسي يقتضى من أعضائه انضباطا، والانضباط في تصورى تقييد، والصحفى أو الكاتب مهمته أن يقلب الأفكار وأن يعيد تقليبها وأن يراقب عصره ويتابع مراقبته».

وتابع «قلت لبعض أصدقائى من الناصريين أن عبد الناصر نفسه لم يقنعنى بالانضمام إلى تنظيم سياسي مما أقامه أثناء أدائه دوره التاريخى.. بل لعل تنظيماته كلها من أول هيئة التحرير إلى الاتحاد الاشتراكى وقفت منى موقفا متحفزا، ولم تكن تلك كراهية شخصية وإنما كانت فرط حساسية من رجل قريب إلى هذه الدرجة من قمة تنظيمها..شارد إلى هذه الدرجة عن إطار التنظيم».

وأوضح «رأيى بالنسبة لصحفى وكاتب أن القيد الحزبى صعب خصوصا في عصرنا الذي نعيش فيه، فهذا عصر أعتقد أنه من عصور التغيير الكبرى في التاريخ الانسانى كله نشهد أمامنا عالما جديدا يتشكل وسط طموحات عظيمة ومخاطر كبرى، هناك ثورة وسائل الإنتاج وثورة علاقات الإنتاج، هناك ثورة المواصلات والاتصالات والمعلومات».

وأكد «هناك ثورة فكر لإنسان عالمى يبحث عن دوره في دنيا جديدة لم تعد مقصورة على الأرض إلى أعماقها وإنما اخترقت أفلاك النجوم وما ورائها هناك مخاطر كبرى تبحث عن أمان».

وأشار إلى أن «لا أظن أن أي قيد حزبى يرضينى، ولعلى أشك في أن فكرة الأحزاب كلها سوف تقدر على إثبات نفسها في العالم الجديد، وأظننا سوف نرى أشكالا أخرى من التنظيم السياسي لا أعرف بالتحديد.. لكن العصر القادم في رأيي سوف يعطى إجاباته الجديدة على تحدياته المستجدة».

وأختتم «الحقيقة أنى لست خائفا على الأحزاب وحدها من العصر الجديد، أكاد أقول لكم إننى أخشى حتى على فكرة الدولة ذاتها من العصر الجديد.. وهذه قضية أخرى».
الجريدة الرسمية