رئيس التحرير
عصام كامل

التفاصيل الكاملة لمصرع 3 وإصابة 10 بينهم أجانب في انهيار عقار الأقصر

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

لحظات قاسية عاشها أهالي الأقصر، بعد تعرض عقار قديم للانهيار بمنطقة حوض المياه بمزلقان القراريش، الثلاثاء الماضي.


في الساعة السادسة صباح الثلاثاء، الخامس من فبراير 2019، بدأت الواقعة بركض الطفلتين "آية، وشهد"، للحاق بأبيهما بعدما تركا يد أمهما التي كانت تزور إحدي أقربائها في منزل خلف العقار الذي كان على موعد مع الانهيار.

عقار مكون من 3 طوابق مبني بالطوب اللبن، غير مأهول بالسكان.. عربتي حنطور يستقلها قائديها.. 4 سائحات ألمانيات الجنسية بجوار العقار.. لتبدأ الكارثة بانهيار الجدرات على الطفلتين أمام أعين والديهما، وينهار بقية المنزل على عربيتي الحنطور والمحل بالطابق الأرضي للعقار.

ومع وصول أولى سيارات الإسعاف والبالغ عددها حتى انتهاء الواقعة 21 سيارة، بدأت عمليات نقل المصابين المتواجدين في الشارع، الذين استطاعوا الإفلات من السقوط تحت الأنقاض، وبلغ عددهم 10 أشخاص، حيث تم نقلهم على الفور إلى مستشفيي الأقصر العام والدولي، لتبدأ مهام فريق الحماية المدنية بقيادة المقدم "خالد الصعيدي"، بالتعاون مع سلطات مجلس مدينة الأقصر، وموظفي وعمال الأحياء الخمس للمدينة الذين تم استدعاؤهم للمشاركة في أعمال رفع الأنقاض، بالإضافة إلى فريق من الهلال الأحمر.

سيطر الغضب على الأهالي في بداية الأمر، الذين قاموا بالاعتداء على سيارة إطفاء، لولا تدخل الشرطة لتهدئة الأوضاع، حتى انصرف الجميع مرة أخرى إلى موقع الحادث لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

ودفع مجلس مدينة الأقصر بمعدات خاصة برفع الأنقاض، بجانب دفع الحماية المدنية بسيارة إنقاذ بري مجهزة بـ" مقصات لقطع الحديد، ومناشير كهرباء لقطع الأخشاب، ومولدات كهرباء، وكشافات إضاءة"، حيث تم تحديد موقع مستقلي العربة الحنطور الذين بلغ عددهم 4 أشخاص، أمام مدخل العقار المنكوب، لظهور جزء من قائده خارج الأنقاض.

75 دقيقة المدة التي استغرقها رجال الإنقاذ لإنقاذ سائق عربة الحنطور الأولى، وساعتين لإنقاذ السائحتين الألمانيتين. لقد كانت عربة الحنطور بمثابة طوق النجاة للسائحتين حيث سقطت بعض بقايا المنزل على العربة والتي تمكنت من حماية السائحتين أسفلها، وتم مدهما بأنابيب أوكسجين ومياه لحين استخراجهما، حيث خرجت "فليد هاوس" مصابة، بينما لقيت شقيقتها "أوزيلا" مصرعها.

وبالتزامن مع عملية إنقاذ الأجانب، كان هناك فريق آخر يعمل على استخراج الطفلتين خلف العقار المنكوب، واللتين تعرفت القوات على موقعهما من خلال شهود العيان، حيث تم استخراجهما بعد رفع الأنقاض عنهما جثتين هامدتين، لسقوط الجدران عليهما دون وجود حماية لها.

أما عن السيدتين الألمانيتين الأخرتين اللتين كانتا في العربة الثانية وقائدها، لم يصابوا بضرر بالغ، حيث أصيبوا ببعض الكدمات لتساقط أجزاء عليهم من الجدران دون أن تتراكم فوقهم.

5 ساعات تقريبا هي مدة الإنقاذ التي قام بها رجال الشرطة، وكان من بين المصابين نقيب بإدارة الدفاع المدني، الذي أصيب بحالة اختناق عقب استخراجه إحدى الألمانيتين.

وأفادت التقارير الطبية المبدئية لمستشفى الأقصر العام بوصول "آية شعبان يسري" 5 سنوات، جثة هامدة، و"شهد شعبان يسري" 7 سنوات، جثة هامدة، وإصابة "سوزان مول" 39 عامًا، ألمانية الجنسية، بإصابة سطحية، و"جوشين مول" ألمانية الجنسية، إصابة سطحية، و"حجاج محمد حازم" بجرح قطعي بالرأس، و"ممدوح محمد محمد" 43 عامًا، بكدمة وتورم بالكوع الأيسر، و"أحمد منصور عبد اللاهي" 25 عامًا، بجرح قطعي بالرأس وكدمات بالجسم، و"طارق فاوي محمد" 27 عامًا، إصابة سطحية، و"رجب عبد الفتاح وهبة" 52 عامًا، إصابة سطحية، و"منى محمد حازم" 38 عامًا، إصابة سطحية.

بينما أفاد التقرير الطبي المبدئي لمستشفى الأقصر الدولي، وصول "أوزيلا هاوس" 56 عامًا، جثة هامدة، وإصابة "فليد هاوس" 59 عامًا، باشتباه نزيف بالبطن، و"الشايب بطرس طنيوس" 58 عامًا، بسحجات وكدمات متفرقة وكدمة بالمخ، و"يوسف سمير ميخائيل" 43 عامًا، بسحجات وكدمات متفرقة، و"محمد سيد امبابي" 50 عامًا، بسحجات وكدمات متفرقة، و"صابر عبيد محمود" 27 عامًا، بسحجات وكدمات متفرقة مع كدمة بالجانب الأيمن من الصدر، و"ميخائيل عبد المسيح ميلاد" 35 عامًا، باختناق وضيق تنفس.

وبتوفير الرعاية الطبية اللازمة للمصابين داخل مستشفى الأقصر العام والدولي، خرج عدد من المصابين في غضون ساعتين بعد إسعافهم، بينما تم وضع آخرين تحت الملاحظة وتم خروجهم في اليوم التالي، وبقيت الألمانية المصابة تحت الرعاية لحين تحسنها.

وأصدر محافظ الأقصر المستشار مصطفى ألهم، قرارًا بتشكيل لجنة من مجلس المدينة والإدارة الهندسية، للفحص العاجل لكافة المنازل المجاورة للعقار المنهار للتأكد من سلامتها، إضافة إلى المنازل المواجهة للمناطق القريبة لموقع الحادث، حيث أقرت اللجنة خلال ساعات من الفحص بسلامة العقارات وعدم وجود أي منها في حالة تصدع، إضافة إلى فتح تحقيق عاجل أكد عدم وجود قرارات إزالة للمبنى السكني الذي انهار وسبب تلك الفاجعة، كما تداولت بعض الصحف صدور قرار بإزالته وعدم تنفيذه.

وتوجه إلى مكان الحادث عدد من القيادات التنفيذية والأمنية بينهم المستشار مصطفى ألهم محافظ الأقصر، واللواء طارق علام مدير الأمن، واللواء هشام شادي، السكرتير العام للمحافظة، والعميد صلاح المندوه المتحدث باسم الأقصر، والعميد أيمن الشريف رئيس مدينة الأقصر، والدكتور معمر عبد الهادي مدير هيئة إسعاف الأقصر، واللواء محمد صلاح مدير إدارة مرور الأقصر، حيث تم غلق الشوارع الجانبية لمنع مرور السيارات بمنطقة الحادث، والسماح لتحرك سيارات الإسعاف بحرية لنقل المصابين.
الجريدة الرسمية