بحث مصري يثبت تأثير جزيئات «النانوكركم» في علاج سرطان الكبد

كشف المركز القومي للبحوث عن الانتهاء من بحث علمي جديد أنجزته الدكتورة شيرين كمال حسن، أستاذ باحث مساعد بقسم الكيمياء الحيوية بشعبة بحوث الهندسة الوراثية والبيوتكنولوجي.

ويثبت البحث أن الكركم يستخدم بمفرده أو مع عوامل مضادة للتسرطن، حيث يكافح العديد من أنواع السرطان مثل سرطان الدم والثدي والبروستاتا والمثانة والكبد، حيث يملك خواص كيميائية وقائية ضد السرطان ولكن التطبيقات العلاجية للكركم في الإنسان مقيدة بضعف قدرته الامتصاصية.

وعملت الدكتورة شيرين كمال تجربة يتحد فيها الكركم مع جزيئات النانو وكان للتجربة أثر له ثبات كيميائي عالي وكشف عن سهولة الامتصاص واختراقه لجدار الخلية ونشاط ضد التورم.

وبما أن سرطان الكبد من أشهر أنواع السرطان وثالث سبب للوفاة على مستوى العالم، ويعد مشكلة صحية عامة في العديد من دول العالم ومعظم حالات الإصابة يرجع إلى العدوى المسببة بفيروس سي وبي، لذا فقد تم عمل دراسة استخدم فيها جزيئات نانو كركم لزيادة امتصاصه ولتحقيق خواص علاجية ووقائية فعالة ضد سرطان الكبد المستحدث بمادة الدايثيل نيتروزامين في فئران التجارب، وتعتبر مادة الدايثيل نيتروزامين من مسببات سرطان الكبد، حيث توجد في التبغ وبعض المنتجات الصيدلية والزراعية وأدوات التجميل.

وقالت الدكتورة شيرين كمال، إنه في هذه الدراسة تم بحث التأثيرات العلاجية والوقائية لجزيئات النانو كركم مع بيكربونات الصوديوم بحجم 20-70 نانومتر ضد تأثير الدايثيل نيتروزامين المسبب لسرطان الكبد في الفئران، حيث أجريت الدراسة على 30 من الفئران الذكور قسمت إلى 5 مجموعات، فالمجموعة الأولى اعتبرت مجموعة ضابطة للمقارنة والمجموعة الثانية تم إصابتها بسرطان الكبد عن طريق حقنها داخل البطن بمادة الدايثيل نيتروزامين بجرعة 200مجم/كجم وبعد ذلك بأسبوعين تم إعطاء رابع كلوريد الكربون بالفم بجرعة 2ملجم /كجم كحافز مساعد في إحداث سرطان الكبد.

وتابعت: المجموعة الثالثة قد تم معالجتها بالنانو كركم بجرعة 20 مجم/كجم من وزن الفأر لمدة 3 أيام أسبوعيا عن طريق الفم على مدى 32 أسبوعا والمجموعة الرابعة والخامسة قد استقبلت جرعات من الدايثيل نيتروزامين وعولجت بالنانو كركم بالتزامن أو بعد الحقن بالدايثيل نيتروزامين.

وأوضحت أن النتائج أظهرت أن الحقن بالدايثيل نيتروزامين عمل على زيادة الوزن النسبي للكبد وإنزيمات الكبد ودلالات الأورام ونقص الألبومين وزيادة الدهون المؤكسدة وتغير الحامض النووي "دي إن إيه" بخلايا الكبد من خلال تقليل نشاط الجين المثبط للتورم، مصحوبا بانخفاض في مستوى النزيمات المضادة للأكسدة مما يدل على زيادة الجهد التأكسدي نتيجة زيادة الشوارد الحرة التي تدمر الدهون والبروتينات والأحماض النووية في الخلية حيث تلعب دورا هاما في تكوين السرطان نتيجة تكوين مواد سامة تهاجم الأهداف الحيوية في الخلية.

وأكدت الباحثة أن العلاج بالنانوكركم قد حسن من هذه التغيرات البيوكيميائية خاصة في المجموعة المعالجة بالنانوكركم بالتزامن مع الدايثيل نيتروزامين، وهذا يدل على أن النانوكركم له نشاط مضاد للأكسدة ويثبط من الجهد التأكسدي الناتج عن مادة الدايثيل نيتروزامين المسبب لسرطان الكبد بالإضافة فهو آمن وغير مكلف للاستخدام الطبي ويعتبر عاملا كيميائيا واقيا ضد سرطان الكبد.