رئيس التحرير
عصام كامل

مشكلات المنصورة وحلولها


اعترف أنني مريض بحب الدقهلية، ولا أستطيع إنكار انحيازي لها واهتمامي الزائد بها، وهذا واضح في تناولي المستمر لمشاكلها في مقالاتي، وأيضا تسليط الضوء على إنجازات جامعة المنصورة العريقة وعلمائها في كل المجالات، وهذا واجبي تجاه محافظتي التي أعشقها..


فقد قضيت فيها أكثر من نصف عمري وكل تعليمي هناك من الابتدائية حتى الجامعة، ورغم إقامتي في القاهرة منذ ربع قرن إلا أن رخصة سيارتي والقيادة من مرور الدقهلية، وكذلك بطاقة الرقم القومي على عنوان قريتي الجميلة (بساط) والتي سوف أدفن في مقابرها، كما أنني حريص على التواجد أسبوعيا بين أهلي وأصدقائي هناك، ولذلك فإنني أعيش معهم مشاكلهم، وواجب علي طرحها والبحث عن حلولها.

كل محافظ للدقهلية في بداية توليه المسئولية يطلق عدة تصريحات ووعود أصبحت معروفة للجميع، وهي القضاء على البطالة، ومشكلة القمامة، وسوء الخدمات، والأتوبيس النهري وإنشاء مترو الإنفاق، ويأتي المحافظ ويرحل وتظل المشكلات كما هي ومعها تتفاقم معاناة المواطنين..

وعلى مدار نصف قرن تولى المسئولية عشرات المحافظين، منهم ثلاثة فقط حققوا إنجازات وتركوا بصمة وسيرة طيبة، وحينما يذكروا يشكروا، ويدعو لهم المواطن الدقهلاوي بالمغفرة والرحمة، وهم: اللواء إسماعيل فريد، واللواء سعد الشربيني، ثم اللواء فخر الدين خالد، وهؤلاء الثلاثة بالمصادفة من أبناء المحافظة..

المنصورة التي كانت عروس الدلتا، ولكن للأسف أصبح القبح هو عنوانها، ويستقبلك عند مداخلها الرئيسية من ناحية "سندوب" أكبر جبل قمامة في العالم، ومن ناحية الجامعة تتراكم أكوام القمامة، وتصحبك على جانبي الطريق، ثم من ناحيتي "طلخا" و"توريل" أدخنة مصنع السماد القاتلة ورائحة النشادر التي لا تطاق، وإذا كانت هناك صعوبة في نقل المصنع إلى منطقة "جمصة" والاستفادة بأرضه التي تقدر بعشرات المليارات، فما هي الصعوبة في طرح أرض مقلب القمامة للمستثمرين لإقامة مشروعات للإنتاج والتوظيف..

وأيضا إنشاء طريقي الخدمة عند دائري "المنصورة" حتى الجامعة لمنع المواطنين من إلقاء القمامة، كان هناك مخطط تقدم به الأهالي ووافق عليه وزير النقل الأسبق لإنشاء الطريق على نفقتهم..

أما مشكلة المواصلات لن يجدي معها مترو الأنفاق لتكلفته المرتفعة جدا وصعوبات تنفيذه فنيا، والمنصورة لا تحتاجه، ولكنها تحتاج منظومة نقل جماعي محترمة ينفذها القطاع الخاص تحت الرقابة الصارمة للدولة لمنع استغلال المواطنين، مائتي أتوبيس فقط تنهي أزمة المواصلات داخل عاصمة المحافظة وتربطها بمراكزها.

أما أزمات القمامة والتعديات وانتشار المقاهي واحتلال الأرصفة والشوارع لا تحتاج موارد مالية بقدر حاجتها إلى ضمير وإخلاص وتعاون بين الأحياء وشرطة المرافق.

أما الموضوع الأهم هو كيفية إدارة الدقهلية اقتصاديا ولا تصبح عبئا على الموازنة العامة للدولة، فهي محافظة غنية ومع ذلك نسبة البطالة فيها مرتفعة، لأن معظم رجال أعمالها نقلوا استثماراتهم للقاهرة لعدم توفير المناخ الملائم للاستثمار، بسبب عقلية موظفي الجهاز المحلي العقيمة والمشكلات المزمنة في المناطق الصناعية.

كما أنها محافظة زراعية، وكان يجب أن تكون الأولى في مجال التصنيع الزراعي للقضاء على قنبلة البطالة، فضلا عن زيادة الإنتاج، وكنت ومازلت أتمنى أن تكون منطقة "جمصة" هي الحل لأزمة الإسكان الطاحنة التي تعاني منها المحافظة لعدم وجود ظهير صحراوي.

حتى طريق (المنصورة -بنها) رغم أنه تابع لوزارة النقل إلا أن محافظ الإقليم يستطيع استغلال سلطاته لسرعة إنهاء الأعمال الإنشائية عليه وينقذ المواطنين من مأساة يومية، هذا قليل من كثير مما تسمح به مساحة المقال، فهل يستطيع الدكتور "كمال شاروبيم" محافظ الإقليم أن يسهم في حل هذه المشكلات، ويترك إنجازا وبصمة تجعله رابع محافظ يتذكره المواطن الدقهلاوي بالخير، أتمنى ذلك، والله الموفق والمستعان.
egypt1967@yahoo.com
الجريدة الرسمية