رئيس التحرير
عصام كامل

حل أزمات المنطقة والحفاظ على التعددية.. خريطة تحركات مجلس كنائس الشرق الأوسط

الدكتورة ثريا بشعلاني
الدكتورة ثريا بشعلاني

يحدد مجلس كنائس الشرق الأوسط آليات العمل المستقبلية، حيث يضع أهداف كل مرحلة وفق الطلبات الملحة، والأولويات التي تساهم في خدمة المجتمع المسيحي خاصة، والعالم بشكل أوسع.


الدكتورة ثريا بشعلاني، الأمينة العامّة لمجلس كنائس الشرق الأوسط، قالت إن المجلس يعمل وفق أولويات وبرنامج، مشيرة إلى أن المجلس يمارس دوره وفق رؤية ورسالة وأهداف وسياسات محددة توجه أعماله وبرامجه.

مجلس كنائس الشرق الأوسط، وضع أمام عينيه رفع الصلاة من أجل عودة الانتظام إلى عمل المؤسّسات الدستورية في لبنان، لا سيّما الإسراع في تشكيل الحكومة، وإحلال السلام في سوريا وعودة كريمة وآمنة للنازحين إلى وطنهم، واستعادة العراق عافيته وعودة المقتلَعين من أبنائه إلى أرضهم، وتحقيق قيام دولة فلسطين بما تنصُّ عليه القرارات الدولية ذات الصلة وعودة اللاجئين بما يصون هويّتهم الوطنية ويحمي منطق العدالة.

كما أعلن المجلس رفض قرار إعلان القدس عاصمة لدولة الاحتلال، ودعم استقرار الأردن، والإشادة بافتتاح كاتدرائية ميلاد السيّد المسيح ومسجد الفتّاح العليم في مصر في آنٍ واحد معًا، لما لذلك من دلالة على الوحدة الوطنية، وزيادة الجهود الحوارية الدافعة باتّجاه توحيد جزيرة قبرص.

وأوصى مجلس كنائس الشرق الأوسط بدعوة المجتمع الدولي والعالم العربي إلى العمل على الإفراج عن المطرانين المخطوفَين يوحنّا إبراهيم وبولس اليازجي، والكهنة والعلمانيين المخطوفين، وإدانة كلّ أشكال التطرّف والإرهاب، والتمنّي أن يتمّ التعاون بين الكنائس والمرجعيّات الإسلامية لبناء خطابٍ ديني قائم على الإيمان النقيّ بقِيَم المحبّة والسلام والعدالة الاجتماعية والحوار، والسعي لبلورة خارطة طريق من أجل صياغة هويّة المواطنة ضمن دول مدنيّة تحترم التعدّدية.

واستنكر المجلس الهجمة التي شنّتها إحدى المؤسّسات الصهيونية على برنامج المرافقة المسكونية في فلسطين المحتلّة، وكان مجلس الكنائس العالمي قد أنشأ هذا البرنامج، بناءً على طلب من رؤساء الكنائس في القدس، عام 2002.

وكانت اللجنة التنفيذية لمجلس كنائس الشرق الأوسط، اجتمعت أواخر يناير الماضي، في لبنان، وفق ما صرح به الأب هاني باخوم المتحدث باسم الكنيسة القبطية الكاثوليكية.

وعقدت اللجنة التنفيذية لمجلس كنائس الشرق الأوسط، اجتماعها الدوري في مقرّ بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس، العطشانة – بكفيّا، لبنان، أواخر يناير 2019، برئاسة مار إغناطيوس أفرام الثاني، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم أجمع، رئيس المجلس عن عائلة الكنائس الأرثوذكسية الشرقية، والكردينال مار لويس روفائيل ساكو، بطريرك بابل للكلدان، رئيس المجلس عن العائلة الكاثوليكية.

وضم الاجتماع القس الدكتور حبيب بدر، رئيس الاتّحاد الإنجيلي الوطني في لبنان، رئيس المجلس عن عائلة الكنائس الإنجيلية، واعتذر عن الحضور لأسباب صحّية يوحنّا العاشر، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، رئيس المجلس عن عائلة الكنائس الأرثوذكسية.

في اليوم الأوّل، وقبل انطلاق أعمال اللجنة التنفيذية، وبعد صلاة افتتاحية، وتحيّة لروح الأنبا بيشوي، عضو اللجنة التنفيذية، والمتنيّح في مصر، عُقِدت ندوة لاهوتية – مسكونية تحت عنوان “أطلب العدل فحسب” (تثنية الإشتراع 16: 18-20)، أدارها الخوري إدغار الهيبي، مدير المعهد العالي للعلوم الدينية في جامعة القديس يوسف في بيروت.

وتكلّم في الندوة كلٌّ من الدكتور دانيال عيّوش، أستاذ في معهد القديس يوحنّا الدمشقي اللاهوتي في جامعة البلمند، والقسيسة نجلاء قصّاب، رئيسة الإتّحاد العالمي للكنائس المصلحة، مديرة دائرة التربية المسيحية في السينودس الإنجيلي الوطني في لبنان وسوريا، والدكتور المحامي ملحم خلف، رئيس جمعية فرح العطاء.

واختُتِم اليوم الأوّل بخدمة الصلاة المسكونية بمناسبة أسبوع الصلاة لأجل وحدة الكنائس، بمشاركة رؤساء المجلس، ومار إغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، والكردينال مار بشارة بطرس الراعي، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة، والمطران جوزف سبيتيري السفير البابوي في لبنان، وعدد من المطارنة والقسس والكهنة والراهبات والمؤمنين من مختلف الكنائس، وذلك في كنيسة مار سويريوس الكبير بالمقرّ البطريركي للسريان الأرثوذكس.
الجريدة الرسمية