رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

أزمة حادة في مشتقات الدم.. والأمل في مصنع.. منتجاتها تستخدم لمرضى الكبد ومنع تشوه الأجنة.. «الصحة» بدأت المرحلة الأولى من تجهيز مراكز جمع البلازما.. والاستعانة بالخبرات الفرنسية لمواجهة النق

فيتو


رغم التصريحات الرسمية المستمرة عن نجاح الحكومة في توفير جزء من مشتقات الدم بأسعار مدعمة لمرضى الكبد والسيدات الحوامل، إلا أن الواقع يكشف وجود نقص حاد في تلك المشتقات في الصيدليات الأهلية والحكومية، ويشكو آلاف المرضى اختفاء مشتقات الدم من الأسواق وحتى حينما تتوافر فهي إما تكزن بكميات قليلة للغاية لاتكفى احتياجات المرضى وإما أن تكون أسعارها مرتفعة بشكل مبالغ فيه.


وتقسم مشتقات الدم إلى عدة أنواع منها: حقن الألبومين لمرضي الكبد والفاكتور 8 و9 لمرضي الهيموفيليا وحقن نقص المناعة، وحقن anti rh للسيدات الحوامل واللاتي بدونها يحدث تشوه للأجنة.

الاستيراد
أغلب مشتقات الدم تكون مستوردة من الخارج لا تنتج محليا سوى أنواع محددة من حقن البلازما ونظرا لأنها تقنية صعبة التصنيع لا تستطيع أي شركة إنتاجها حيث يوجد عدد محدود من الشركات العالمية التي تصنعها لا يزيد عددها على 6 شركات تصدر لجميع دول العالم ونظرا لأن مصر مقارنة بجميع الدول لا يعتبر حجم الاستهلاك بها كبير فلا تهتم الشركات الأجنبية بالسوق المصري.

وأمام الشكاوى المتعددة من المرضى حرصت الدولة المصرية، والقيادة السياسية على تحقيق حلم الآلاف من المرضى بإنشاء مصنع لإنتاج مشتقات الدم، والاعتماد على الإنتاج المحلي بعيدا عن رحمة المستوردين ونظرا لأنه تكنولوجيا صعبة التنفيذ لن يتم إنشاؤه سريعا ويحتاج إلى سنوات للانتهاء منه.

إحياء
مشروع المصنع المزمع إنشاؤه فكرة قديمة تسعى كل حكومة لإنشائه وتستكمل فيه خطوات وتبلغ تكلفة المشروع المصنع ما يقارب 6 مليارات جنيه، وكل مسئول عن وزارة الصحة يتحدث عن أنه جارٍ إعداد الخطوات التنفيذية له حيث صرح وزير الصحة السابق أحمد عماد الدين في بداية يناير 2018 الماضي بالانتهاء من المصنع خلال 18 شهرا مر منها عام ولم يقترب من الانتهاء ويحتاج المصنع إلى عدة مراحل منها إنشاء مراكز لجمع البلازما التي تستخرج من دم الإنسان وهي المادة الخام للمستحضرات وهو ما تعكف عليه وزارة الصحة في الوقت الحالي من خلال إنشاء مراكز جمع بلازما الدم والاستفادة من خبرات عدد من الدول مثل: فرنسا في مجال جمع البلازما وتصنيعها وبدأت في الخطوات التنفيذية له.

بدوره.. قال محمود فؤاد مدير المركز المصري للحق في الدواء إن هناك نقصا حادا في أدوية مشتقات الدم وتأثر المرضى الذين يحصلون على تلك الأدوية منهم مرضى الثلاسيميا والهيموفيليا، مشيرا إلى أنه بعد تحرير أسعار الصرف من أكثر من عامين بدأت الشركات تطلب زيادة في السعر الأمر الذي قوبل بالرفض من وزارة الصحة فتوقفت الشركات عن الاستيراد.

وأوضح أنه منذ عام يتلقى شكاوى من مرضى الهيموفيليا بسبب توقف الشركات عن استيراد الفاكتور الخاص بهم بأنواعه الثلاثة وهناك حالات وفاة حدثت بسبب عدم تعويض النزيف بالحقن.

وأضاف أن مرضى الكبد أيضا لديهم مشكلات لصعوبة توافر الألبومين الذي زاد سعره مرتين خلال عامين فارتفع سعره من ٢٨٠ إلى ٤٥٠ جنيها إلا أن المعروض أقل من حجم الاحتياج للمستهلك.

وأكد أن الحكومة بدأت مؤخرا في اتخاذ بعض الخطوات مع الجانب الصيني لتشغيل أحد المصانع للسيطرة على سوق مشتقات الدم السوق السوداء وتأمين وصول الدواء للمرضى.

وأضاف فؤاد أن من أهم المشكلات التي تواجه توفير مشتقات الدم توفير العملة الصعبة خاصة مع ارتفاع الأسعار وتغيير سعر الدولار الذي لا يتناسب مع السعر الجبري، منوها إلى أن حقن المناعة هي الأكثر استخداما في أنواع مشتقات الدم في مصر والتي تستخدم في أمراض الفشل الكلوي والعلاج الكيماوي ولها استخدامات متعددة.

بلازما الدم
مصادر "فيتو" داخل وزارة الصحة أكدت أن مشروع بلازما الدم وهو المرحلة الأولية من مصنع مشتقات الدم يجري حاليا تجهيز المراكز وشراء أجهزة جديدة والكراسي الخاصة بالتبرع بالبلازما، مشيرة إلى أن وزارة الصحة اعتمدت عددا من مراكز نقل الدم لتكون مراكز أساسية لجمع البلازما منهم المركز الإقليمي لنقل الدم بالعجوزة و28 مركزا آخرين تابعين لوزارة الصحة.

وأكدت أن التحدي الأكبر أمام المشروع هو جهود المصريين في التبرع بالبلازما لنجاحه لأنه يعتمد على الدم بالأساس خاصة أن نسبة المتبرعين بالدم في مصر نحو 2 % تقريبا من إجمالي السكان، وفقا لإحصائيات المركز القومي لخدمات نقل الدم وأن إتاحة كميات كافية من الدم الآمن يتطلب تبرع نحو 3% من إجمالي السكان بانتظام، وتعد البلازما مكونا رئيسيا للدم فيما يوجد تعاون مع منظمة الصحة العالمية لمتابعة تنفيذه وأخذ خبرات من دول عديدة منها فرنسا وهولندا.
Advertisements
الجريدة الرسمية