رئيس التحرير
عصام كامل

6 قوى تحسم الرئيس القادم في الجزائر وسط غموض موقف بوتفليقة

 بوتفليقة
بوتفليقة

دخلت الجزائر مرحلة الحسم في الانتخابات الجزائرية، وسط تقدم العشرات لسحب أوراق الترشح مرشحة للزيادة قبل 3 مارس المقبل وهو موعد غلق صندوق الانتخابات.


ويتوقف حسم الانتخابات الرئاسية على القوى المتنفذة في لعبة الانتخابات داخل بلد المليون شهيد، في حالة عدم ترشح الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، كما يُلزم قانون الانتخابات الجزائري جمع أكثر من 60 ألف توكيل على مستوى المحافظات الجزائرية.

التحالف الحاكم:
يشكل موقف حزب "جبهة التحرير الوطني" الحاكم بالجزائر، "حائرا" في ظل غموض موقف الرئيس بوتفليقة، حتى الآن رغم وجود تسريبات عدة بان بوتفليقة سيكون مرشح الحزب.

كما هناك العديد من الأحزاب الصغيرة وقوي إسلامية تسعى إلى ترشح بوتفليقة لولاية خامسة رغم الوضع الصحي.

الإسلاميون
ويشكل موقف الإسلاميين من القوى التي لديها دور في حسم الانتخابات، ولكن هذه القوى إذا اتفقت على مرشح واحد أو دعم مرشح رئاسي، ولكن عقب إعلان الترشح للانتخابات الرئاسية، ساد حالة من الانقسام داخل حركة مجتمع السلم "حمس"- إخوان الجزائر- على وقع صراع حامي الوطيس بين رئيسيها الحالي والسابق، فبعد إعلان رئيسها عبد الرزاق مقري- الرجل الذي يحلم أن يكون أردوغان الجزائر- نيته في خوض السباق الرئاسي، شق الرئيس السابق للحركة عصا الطاعة وأعلن هو الآخر عن نيته في الترشح لرئاسة البلاد ولمح إلى رغبته في دعم مرشح آخر.

ويعيش الإسلاميون انقساما كبيرا، حيث وجه عبد الله جاب الله رئيس حزب العدالة والتنمية انتقادات لاذعة لغريمه التقليدي عبد الرزاق مقري واتهمه بـ "النفاق" وقال إنه لا "يمثل المعارضة وهو متناقض مع نفسه ".

فيما أبدت قيادات في الطرق الصوفية (الزوايا) دعمها للرئيس بوتفليقة في حالة تشرحه.

المستقلون والأحزاب الصغيرة
ويشكل المستقلون والأحزاب الصغيرة والتيار المدني في الجزائر جزءا من قوي حسم الانتخابات الجزائرية فإذا ترشح بوتفليقة فإن العديد من هذه الأحزاب سوف تدعم الرئيس الجزائري فيما يبقي التوجه الآخر وفقا لصفقات هذه الأحزاب السياسية.

كما يشكل الأمازيغ دورا في حسم الانتخابات إذا لم يكن هناك مرشح قوي من الجنوب أو من قبل المؤسسة العسكرية، أو لم يترشح الرئيس بوتفليقة فسيكون، للأمازيغ وأبناء منطقة القبائل والطوارق دور مؤثر في حسم الانتخابات الرئاسة.

رجل الأعمال
سيكون لرجال الأعمال كلمة قوية في الانتخابات الرئاسة سواء الترشح للرئاسة أو تمويل حملات انتخابية للمرشحين، وقد تناول الإعلام الجزائري عن وجود اتصالات بين من قبل زعيم حركة "حمس" الإخوانية" المقري، مع الملياردير الجزائري يسعد ربراب، الأغنى في بلد المليون شهيد، من أجل إبرام شراكة إستراتيجية وسياسية ودعم الإسلاميين في الحكم.

كما تحدث الإعلام الجزائري عن تفكير "ربراب" في الترشح لانتخابات أبريل 2019 لتحدي النظام وخلق حالة من المرجح أن تمكنه من نيل تعاطف شعبي.

كما تحدث الإعلام الجزائري عن تفكير وزير الطاقة الأسبق ورجل الأعمال شكيب خليل، عن رغبته في خوض سباق الرئاسيات، وهو ما يبرز دور رجال الأعمال في حسم الانتخابات الرئاسية سواء بالمشاركة أو التمويل.

المؤسسة العسكرية
المؤسسة العسكرية أبدت جاهزيتها، للانتخابات الرئاسية، حيث قال الفريق أحمد قايد صالح، نائب وزير الدفاع الجزائري ورئيس أركان الجيش، إن الجيش الوطني جاهز لتأمين الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في 18 أبريل المقبل.

وتعهد قايد صالح بأن تجرى الانتخابات الرئاسية "في أجواء آمنة تسمح لشعبنا بممارسة واجبه الوطني في ظروف عادية وطبيعية تليق بصورة الجزائر ومكانتها الرفيعة بين الأمم".

ويحق لجنود وضباط وقادة الجيش الجزائري التصويت في الانتخابات الرئاسية، كما يلعب الجيش الجزائري دورا في إدارة انتخاب رئيس للجزائر من وراء الستار حيث يشكل الجيش الجزائري أحد أهم أركان صناع المشهد السياسي في الجزائر.

وقد أعلن اللواء المتقاعد على غديري ترشحه للانتخابات الرئاسية، يراه مراقبون كمرشح وصيف لبوتفليقة في حالة ترشحه للانتخابات من قبل الحزب الحاكم، أو جزء من اخارج المشهد الانتخابي بصورة جيدة أمام الرأي العام المحلي والعالمي باعطاء صورة منافسة لانتخابات الجزائر.

دول إقليمية ودولية
ويري مراقبون أنه سيكون هناك دور مؤثر لدول إقليمية ودولية في سير الانتخابات الرئاسية الجزائرية، وتعد فرنسا الدول الأهم في مراقبة المشهد الانتخابي الجزائري بحكم العلاقات بين فرنسا والجزائر، وأهمية الأخيرة كدولة كانت تحت الاستعمار الفرنسي.

وقال أستاذ العلوم السياسية، والعلاقات الدولية، في جامعة الدكتور مولاي الطاهر بسعيدة، ميلود ولد الصديق، إن الرئيس الجزائري المقبل، يجب أن يجد قبولا لدى القوى المؤثرة عالميا.

وأوضح الصديق في تصريحات لـ"سبوتنيك" أن العوامل الخارجية؛ ممثلة في بعض القوى الكبرى العالمية والإقليمية، لها دور مهم في رسم معالم المشهد السياسي المقبل في الجزائر، لارتباطها بمصالح ثنائية اقتصادية ولوجستية وإقليمية مع البلاد.
الجريدة الرسمية