رئيس التحرير
عصام كامل

قصة الطائرة فايزة.. صاحبة فكرة الاحتفال بعيد الطيران المدني المصري

فيتو

تشهد جميع مطارات جمهورية مصر العربية و"مصر للطيران" احتفالات عيد الطيران المدني المصري الـ89 الذي يوافق يوم 26 يناير من كل عام.


ويأتي هذا التاريخ تخليدًا لليوم الذي أقلع فيه الطيار المصرى محمد صدقي من مطار برلين في رحلة مثيرة عبر أوروبا بطائرته "فايزة" التي اشتراها من ألمانيا بماله الخاص، وأطلق عليها اسم "فايزة" نسبة إلى الأميرة فايزة ابنة الملك فؤاد الأول.

"محمد صدقي" أول طيار مصري يخوض رحلة جوية بطائرته الخاصة من أوروبا إلى مصر، واستطاع ذلك بعد إتمام تدريبه على الطيران في ألمانيا، حيث قضى في ألمانيا 3 سنوات تعلم خلالها الطيران على نفقته الخاصة، وحصل على جميع شهاداته وإجازاته، واشترى من ماله الخاص طائرة صغيرة ألمانية الصنع بمحرك واحد ذات مقعدين ومكشوفة (بدون غطاء زجاجى) بسرعة لا تتجاوز 120كم/في الساعة.

وقرر الطيار محمد صدقي التحليق بطائرته من برلين إلى القاهرة، يوم 12 يناير 1930، ومن مطار برلين بدأ رحلة مثيرة وخطيرة عبر أوروبا في صراع مع الطقس غير المستقر إلى تشيكوسلوفاكيا، ثم إلى مملكة يوغسلافيا، ثم المرور البحر الأبيض المتوسط الذي طار فوقه إلى أن وصل حتى السلوم داخل مصر، ومنها إلى الإسكندرية ثم إلى القاهرة ليصلها يوم 26 يناير 1930، ومنذ ذلك التاريخ اعتبر يوم 26 يناير من كل عام عيدًا قوميا للطيران المدني تحتفل به مصر.

وعندما وصل "صدقي" إلى مطار هليوبوليس بمصر الجديدة وجد الجماهير محتشدة بالمطار، كما كان في استقباله محمود فهمى النقراشى وزير المواصلات ونجيب الغرابلى وزير الحقانية وعدد من كبراء الأمة وعلى رأسهم الاقتصادي الوطني محمد طلعت حرب.

ومنذ ذلك التاريخ تشجعت الحكومة وأصدر محمود فهمي النقراشى وزير المواصلات حينئذ في فبراير 1930، أوامره باستئناف العمل في مطار ألماظة وإعداده للطيران المدني في فبراير 1931 وافتتح رسميًا في 2 يونيو 1932.

كما شجعت هذه الخطوات كمال علوى الذي سافر إلى باريس وتعلم الطيران، واشترى طائرة وعاد إلى القاهرة ليقود حملة لتكوين شركة مصرللطيران، وتجاوبت دعوته مع دعوة رائد الاقتصاد المصري طلعت حرب بإنشاء شركة للطيران تتولى أعمال النقل الجوي في الداخل والخارج واحتفالًا بهذا اليوم فقد تقرر أن يكون 26 يناير من كل عام عيدًا قوميًا للطيران المدنى المصري.
الجريدة الرسمية