رئيس التحرير
عصام كامل

نفس طريقة إخوان مصر.. دور بريطاني مريب لدعم «النهضة» التونسية في الانتخابات

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

يبدو أن المخابرات البريطانية لم تتخل عن صنيعتها جماعة الإخوان في المنطقة، وتواصل دعمها تحت دعاوى مختلفة، فإذا كانت هناك تقارير ووثائق تؤكد على دور جهاز "MI6" في دعم حسن البنا وتأسيس جماعته التي تشكل الأب الروحي للإرهاب، وكشفت تقارير أجنبية عن دور بريطاني لدعم حزب النهضة في تونس خلال الانتخابات المقبلة.


دعم بريطاني للنهضة
وتعاقدت حركة النهضة الإخوانية مع شركة بريطانية بقيمة اعتمادات ناهزت 18 مليون دولار لتمويل حملتها الانتخابية لسنة 2019، بحسب مجلة "jeune afrique".

كما أثار تصديق شورى حركة النهضة الإخوانية، على ميزانية الحزب للعام 2019 بقيمة 6.5 مليون دينار مقابل 6 ملايين دينار في 2018 شكوكًا كثيرة حول أموال الحركة ومصادر تمويلها نظرا للتهم التي تطارد الحركة بتلقى تمويلات مشبوهة من تركيا وقطر، واستفادتها من الهبات والمساعدات الكبيرة التي تلقتها تونس زمن حكم النهضة في الفترة الممتدة بين 2012 و2014.

وأثارت الصفقة اتهامات لإخوان تونس بتلقي تمويلات خارجية المتنافي مع ما ينص عليه القانون التونسي الذي يحظر تلقى أموال من جهات خارجية.

تاريخ من الدعم
الدعم البريطاني لإخوان تونس في الانتخابات الرئاسية المزمع عقدها في أكتوبر المقبل، ليست جديدا بل هناك تاريخ طويل من التعاون البريطاني الإخواني في تونس.

وفي يوليو الماضي كشفت صحيفة الجارديان البريطانية عن الدور الذي لعبته "الأجهزة" الخفية ومنظمات المجتمع المدني البريطاني، في تخفيف غضب الشباب التونسي من سياسة حركة النهضة التونسية، وفشل الائتلاف الحاكم الذي يجمع "نداء تونس" والنهضة، وإعادة تلميع صورة الإخوان والتي شهدت تراجعا كبيرا في الشارع التونسي، مع ممارسة قادة النهضة الانتهازية السياسية والانقلاب على المعاهدات والاتفاقيات، وكذلك ظهور قضية التنظيم السري للنهضة.

صندوق سري
وكشف تقرير الجارديان عن صندوق شبه سري لا يعلمه مجلس العموم البريطاني، بتمويلات تزيد عن مليار جنيه إسترليني، مخصص لدعم جمعيات المجتمع المدني التي تتواصل مع الشباب والنساء ببرامج تستهدف مناهضة المعارضة التي دأبت على اتهام الإخوان والحكومة بالفشل في برامج الإصلاح الاقتصادي والتشغيل.

ولفتت الجارديان إلى وزارتي الخارجية البريطانية، كانت اعتمدتا بشكل متكتم على شركة ساتشي M&C Saatchi للإنفاق على حملة ترويجية لتحسين الوعي العام بدور الائتلاف الحكومي التونسي الذي تشارك فيه حركة النهضة، في تخطيط وتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية.

وبحسب الوثائق التي حصلت عليها الجارديان فإن حملة الأجهزة البريطانية من خلال صندوق الأمن والاستقرار CSSF استهدفت التونسيين ممن تتراوح أعمارهم بين 18 و35 سنة، لأنهم هم الذين كانوا أطلقوا الاحتجابات التي تتهم حزب النهضة بالفشل.

انتخابات البلدية
وأوضح تقرير "الجارديان" أن حركة النهضة تلقت دعما واسعا من منظمات المجتمع المدني البريطاني، في انتخابات البلدية والتي حققت فيها النهضة نجاحات كبيرة رغم تدني شعبيتها في الشارع التونسي.

واحتلت حركة "النهضة" المركز الثاني بـ29،6% من الأصوات، بعد القوائم المستقلة ومتقدمة على حزب "حركة نداء تونس" والذي حل ثالثا في انتخابات البلدية بـ22،7% من الأصوات.

وكانت أبرز نتائج انتخابات البلدية هي فوز مرشحة حركة النهضة "سعاد عبد الرحمن" برئاسة بلدية تونس العاصمة، عبر رفعها شعارت في مواضيع حقوق المرأة، والمساواة في الإرث، والمناصفة بين الجنسين وهي نفس الشعارات التي تروج لها المنظمات المدنية البريطانية، والتي اعتمدتها حركة النهضة في توزيع قوائم مرشحيها للانتخابات.

اتهامات تونسية
من جانبها كشفت رئيسة الحزب الحر الدستوري عبير موسى، عن تقديم حزبها لشكايات ضد الأذرع التي مولت "الإخوان"، وقالت: "رفعنا التقارير لفتح تحقيق في تمويل قطر للإخوان الذين حكموا تونس منذ 2011".

وذكرت رئيسة الحزب الدستورى الحر أن "بحوزة حزبها أدلة تثبت إدانة حركة النهضة بتلقى أموال أجنبية مشبوهة"، مضيفة أن "تمويل قطر لحركة النهضة لا يعنى بالضرورة بأنها مؤمنة بأفكار الحركة بل لأن لها أجندة معينة تعمل على تمريرها"، وتابعت أن "هناك معلومات حول تلقي رئيس الحركة راشد الغنوشي بعد أسبوع من فوز النهضة في انتخابات المجلس التأسيسي عام 2011 مبلغًا قيمته 150 مليون دولار من قطر".

وأضافت أنها "تقدمت إلى رئاسة الحكومة بطلب تحقيق جاد حول التمويلات الأجنبية التي تتلقاها أحزاب سياسية بطرق مختلفة عبر جمعيات أو إدخال المال خلسة إلى البلاد"، ودعت إلى "التحري في كل التصريحات والتقارير وغيرها من الشبهات التي تحوم حول الثراء الفاحش والإمكانيات الخارقة للعادة التي تتمتع بها أحزاب تونسية وعلى رأسها حزب النهضة".
الجريدة الرسمية