رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

مرسي جميل عزيز يكتب: يا ليل يا عين

مرسي جميل عزيز
مرسي جميل عزيز

تحت عنوان "غنوا معانا " كتب الشاعر الغنائي مرسي جميل عزيز مقالا في مجلة صباح الخير عام 1956 قال فيه:

ساقتنى الصدفة لمشاهدة بروفة بعض مشاهد أوبريت يا ليل يا عين الذي سيسافر فنانونا به إلى الصين، وكانت بروفة لا فيها إتقان ولا ملابس ولا مناظر ولا أضواء، ومع هذا رأيت عملا لم يكن رائعا فهو أكثر من مجرد محاولة أولى لتقديم فنوننا الشعبية.. زفة المولد، النقرزان، الأراجوز، التحطيب، الذكر، الغازية.


ورأيت كل هذه المظاهر الشعبية وغيرها تتابع في إطار حركات ونغمات متداخلة في مهرة وفهم.

لقد ظلم الكتاب والنقاد "يا ليل يا عين"، وأخشى ما أخشاه أن يكون في كتاباتهم ما يقضي على أول محاولة جادة لتجميع تراثنا الشعبى.

ومن الطريف أني قرأت منذ أيام نقدا لأحد الكتاب الذين طالبوا بإيقافها ولم يقل سيادته ماذا كان يكفى.. ثم تعرض للفكرة، فقال قصة "يا ليل يا عين" التي لا تمت إلى فننا الشعبى ولا إلى تاريخنا بصلة من الصلات.. قصة فتى وجنية من جنيات البحر، ومصر ليس في أدبها الشعبى ولا في أساطيرها ذكر لجنيات البحر لأنها ليست من البلاد البحرية كاليونان واليابان.

يا سبحان الله، لولا معرفتى للكاتب لقلت إن سيادته "خواجة" ألم يسمع عن بحر الغزال وبحر موسى وبحر البقر.. ألم يسمع أم كلثوم تغنى "يا مسافر على بحر النيل "ولا موال عبد الوهاب "في البحر لم فتكم.. في البر فتونى".

ثم حكاية الجنية، لم أكن أتصور أن مصريا واحدا لم يسمع في صباه أكثر من حدوتة عن الجنية والنداهة وأم الشعور وفلان اللى مخاوى.

ما علينا من كل ما يقال، المهم أن تخرج يا ليل يا عين لا إلى الصين وحدها بل إلى كل مدينة وقرية في مصر ليسمع أولادنا أغانينا التقليدية وفنوننا الشعبية التي لا يعرفون إلا بعض أسمائها.
Advertisements
الجريدة الرسمية