رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

موسى الصدر.. دماء الإمام المختفي تشعل الحرب بين لبنان وليبيا

الإمام الشيعى موسى
الإمام الشيعى موسى الصدر

عادت دماء الإمام موسى الصدر الذي اختفى في زيارة سياسية إلى ليبيا عام 1978، لتشعل أزمة عربية جديدة بين لبنان وليبيا، مع مقاطعة الأخيرة القمة أعمال القمة العربية التنموية المنوي عقدها في بيروت الأحد المقبل.


معارضة المجلس الشيعي
والجمعة الماضية، عارض المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان، دعوة الوفد الليبي إلى القمة الاقتصادية المقرر عقدها في بيروت السبت والأحد المقبلين.

ووثق مقطع فيديو نشر، الأحد، عبر موقع "يوتيوب" لحظة تمزيق شبان للعلم الليبي، ليستبدلوه براية حركة "أمل" اللبنانية.

وبحسب تقارير إعلامية، سُمع في الفيديو أحد الشبان وهو يحث رفاقه على حرق العلم، كما أظهرت مقاطع أخرى أشخاصا يرفعون صور مؤسس حركة أمل، والإمام موسى الصدر، الذي اختفى في ليبيا منذ أكثر من 40 عاما.

اختفاء الإمام والقذافي
وتتهم ألوية موسى الصدر، الزعيم الليبي السابق معمر القدافي باختطاف الإمام ومرافقيه عندما كانا في زيارة إلى ليبيا عام 1978، وعادت إلى الواجهة مؤخرا قضية اختفاء الإمام موسى الصدر أثناء زيارته ليبيا قبل أكثر من 40 عاما، فالقذافي قتل وانهار نظامه منذ أكثر من 7 سنوات، ولا يزال مصير الصدر مجهولا.

وشوهد في ليبيا مع رفيقيه، لآخر مرة، ظهر يوم 31 أغسطس 1978، وبعد ذلك انقطعت أخبار الثلاثة، وأثيرت ضجة عالمية حول اختفائه معهما، واضطرت معها السلطة الليبية بتاريخ 18 أغسطس 1978 إلى الإعلان أنهم سافروا من طرابلس مساء يوم 31 أغسطس 1978 إلى إيطاليا على متن طائرة الخطوط الجوية الإيطالية.

روايات عن غياب الإمام
وكان الأمل في الكشف عن ملابسات "تغييب" الصدر قد انتعش بعد سقوط النظام الليبي السابق، إلا أن تصريحات عدد من المسؤولين الليبيين الذين عملوا مع القذافي لم تضف أي جديد مفيد، بل زادت القضية تعقيدا وغموضا.

من بين أهم التصريحات في هذا الشأن، ما أدلى به محمد بلقاسم الذوي الذي كان يتولى رئاسة مؤتمر الشعب العام في ليبيا بعد إطلاق سراحه عام 2016.

الذوي قال في حوار صحفي قبل عامين إن الصدر زار ليبيا في 25 أغسطس 1978، مضيفا "قمت بالاتصال بالتليفزيون الليبي وطالبتهم بعمل تغطية خاصة للرجل، وإجراء حوارات موسعة، وبالفعل بعد الاحتفال ذهب فريق العمل للفندق، ولكن أبلغوهم بأنه غادر، وحينها خرجت تصريحات عن اختفاء الإمام".

وروى المسئول الليبي السابق الرفيع أن سفير ليبيا لدى موريتانيا حينها أبلغه بأنه شاهد الإمام موسى الصدر في مطار طرابلس، وكان يتأهب لتحيته، لولا الإعلان عن وصول الطائرة المتجهة إلى موريتانيا.

أما محمد إسماعيل مستشار نجل القذافي سيف الإسلام فقد أدلى في تلك الفترة بتصريح مدو لصحيفة "نيويورك تايمز" قال فيه إن الإمام موسى الصدر قتل بعد مشادة مع العقيد القذافي، وإن جثته ألقيت في البحر، مقرا بأن السلطات الليبية كذبت حين قالت إنه غادر ليبيا.

اعتقال نجل القذافي
وقبل عام تقريبا من صدور هذين التصريحين، وضعت السلطات اللبنانية يدها على هانيبال، نجل القذافي في عملية بوليسية، حيث استدرج من سوريا واعتقل نهاية عام 2015، ولا يزال في محبسه بعد أن سُلم إلى السلطات الرسمية.

ونقلت وسائل الإعلام عن هانيبال قوله في جلسات التحقيق، إن عبد السلام جلود، الذي كان يعرف لفترة طويلة بأنه الرجل الثاني في نظام القذافي، هو العقل المدبر لجريمة "اغتيال" الصدر، بهدف توريط ليبيا.

وحمّل هانيبال القذافي كذلك فيما نسب إليه، المسئولية الرئيسة عن اختطاف وتغييب الصدر، إلى اثنين من المسؤولين الليبيين السابقين وهما، عبد السام جلود، المقيم في إيطاليا، ورئيس الاستخبارات الليبية ووزير خارجية القذافي في آخر أيامه موسى كوسا المقيم على الأرجح الآن في قطر.

وروى نجل القذافي السجين في لبنان أيضا أن عسكريا ليبيا يجهل اسمه وموسى كوسا وشخصا ثالثا انتحلوا هوية الإمام الصدر ورفيقيه، وسافروا إلى إيطاليا، في إشارة إلى رواية تقول إن 3 عملاء للاستخبارات الليبية تنكروا بزي الصدر ورفيقيه، وسافروا إلى روما ودخلوا أحد الفنادق وتركوا أمتعة الصدر ورفيقيه وثيابهم التي تنكروا بها ثم غادرو إيطاليا بهويات أخرى.

الرواية الإيطالية
بالفعل وجدت حقائبه مع حقائب الشيخ محمد يعقوب في فندق "هوليداي إن" في روما وأجرى القضاء الإيطالي تحقيقًا موسعًا في القضية انتهى بقرار اتخذه المدعي العام الاستئنافي في روما بتاريخ 12 أغسطس 1979 بحفظ القضية بعد أن ثبت أن الإمام الصدر ورفيقيه لم يدخلوا الأراضي الإيطالية وأنهم لم يغادروا ليبيا.

وأبلغت الحكومة الإيطالية رسميًا، كلًا من الحكومة اللبنانية والمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان، والحكومة السورية، والحكومة الإيرانية، أن الإمام الصدر ورفيقيه لم يدخلوا الأراضي الإيطالية ولم يمروا بها "ترانزيت".

ومن جهتها أوفدت الحكومة اللبنانية بعثة أمنية إلى ليبيا وإيطاليا، لاستجلاء القضية، لكن السلطة الليبية رفضت السماح لها بدخول أراضيها، فاقتصرت مهمتها على إيطاليا، وتمكنت من إجراء تحقيقات دقيقة توصلت بنتيجتها إلى التثبت من أن الإمام الصدر ورفيقيه لم يصلوا إلى روما وأنهم لم يغادروا ليبيا في الموعد والطائرة الذين حددتها السلطة الليبية في بيانها الرسمي.

اختفاء الإمام
وحتى تلك اللحظة لم يكن لدينا أي علم عن سبب اختفائه وهل ما زال على قيد الحياة أم لا، كما تؤكد عائلته أنه لا زال حيًا وهذا ما أكدته وتؤكده شقيقته رباب الصدر في أكثر من مناسبة.
Advertisements
الجريدة الرسمية