رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكرى مولدها.. سكينة بنت الحسين أديبة وشاعرة «بيت النبوة»

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

في 30 من يناير الجاري، تحي الطرق الصوفية، مولد السيدة سكينة بنت الإمام الحسين، بالتزامن مع مولدها الذي يوافق يوم 30 يناير الجارى، وذلك بمحيط مسجدها، وبحسب بيان للطرق، سيتجمع أتباعها من كافة محافظات الجمهورية لإحياء هذه المناسبة بمشاركة عدد كبير من مشايخ الصوفية.


و«سكينة» هي بنت الإمام الحسين بن على بن أبي طالب، وعمها الحسن السبط، وعمتها زينب الكبرى عقيلة بني هاشم، التي تولت سكينة بالرعاية بعد مقتل والدها الحسين في موقعة كربلاء في العام 61 من الهجرة النبوية، وتعد أشهر سيدات آل البيت، الذين قدموا إلى مصر، واحتضنت آثارهم بين جنباتها، الحسين الشهيد.

ولدت عام 47 هجريا ولقبتها أمها الرباب بنت امرئ القيس بن عدي الكلبي، بهذا الاسم، بسبب كونها فتاة خفيفة الروح، ولما لها من مرح وحيوية وطمأنينة ووقار، وبسبب شهرتها بهذا الاسم، راح من ذاكرة الكثير اسمها الحقيقي «آمنة»، الذي تسمت به يوم مولدها.

من أسوأ الذكريات التاريخية للسيدة سكينة، رؤيتها لفاجعة مقتل والدها وإخوتها وأبناء أعمامها في موقعة كربلاء، ورغم الأثر الكبير على آل البيت من هذه الحادثة، ونزعات الثأر التي سيطرت على أنصار آل البيت للاقتصاص لهم، إلا أنها فضلت التفرغ للعبادة وتحكي المصادر التاريخية، أن «سكينة» كانت من أعلي أهل زمانها علما وثقافة، بسبب تزودها من والدتها بأدب النبوة، وعماتها ولاسيما السيدة زينب بنت على بن أبي طالب، فتبوأت مكانة عالية في الأدب والفصاحة والشعر والنقد.

يتواجد مقام السيدة سكينة في قلب القاهرة القديمة، ورغم تفجر الكثير من الجدل، حول حقيقة وجود جثمانها داخل هذا الضريح، كما هو الحال مع مقامات أهل البيت، في ظل وجود مقام آخر لها في مدينة دمشق بمدفن الفاطميات، وآخر في المدينة المنورة، وآخر بمكة، إلا أن الكثير من الأدلة التاريخية تؤكد أنها جاءت بالفعل إلى مصر، ومكثت فيها فترة طويلة، بعد استشهاد والدها الحسين بن على، وكان عمرها 14 عاما، وظلت بعد وفاة والدتها، وتولي رعايتها من أخيها زين العابدين على.

عن حياتها الخاصة، خُطبت السيدة سكينة إلى ابن عمها، عبد الله بن الحسن، ولكنه قتل قبل أن يتزوجها مع أبيها الحسين في كربلاء، وظلت ترفض الزواج حتى جاءها مصعب بن الزبير، فتزوجته وأنجبت منه فاطمة، وقتل هو الآخر، فتزوجت بعده من عبد الله بن عثمان بن حزام، وأنجبت منه عدة أولاد، ولكنها روعت بفقد هذا الزوج الكريم الذي جدد أحزانها مرة أخرى، وتوفت وهي في الـ 71 من عمرها.
الجريدة الرسمية