رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

إحسان عبد القدوس: التعايش السلمي في الصحافة

فيتو

في مجلة روز اليوسف عام 1956 كتب الأديب إحسان عبد القدوس "رحل في مثل هذا اليوم عام 1990" مقالا قال فيه:

"إننا في دار روز اليوسف نحاول نحاول أن نطبق سياسة الاكتفاء الذاتى، ويبدو أننا نجحنا في ذلك فأصبحت الدار تضم كل النظريات السياسية والاجتماعية والفنية، وكل الاتجاهات التي تمتد من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين، وكل نظرية لها بين أبناء روز اليوسف مؤيدين ومعارضين، وكل فلسفة لها أنصار ولها أعداء".


وأضاف: "أصبحت مهمتى الرئيسية في روز اليوسف هي أن أطبق سياسة التعايش السلمى بين كل النظريات والفلسفات والأفكار حتى أتيح لها أن تتنفس وأن تعبر عن نفسها، وكل ما يكتب في إحدى مطبوعات دار روز اليوسف يثير من المناقشات داخل الداخل أكثر مما يثيره خارجها".

وتابع "عبد القدوس": "في الأسبوع الماضى مثلا كتبت مقالا عن قيود الحرية، وقبل أن ينشر المقال كان زملائى فوق رأسى يناقشونى الحساب، حساب عشرة ملائكة، وطال النقاش وطال الجدل، وتسلل أحمد بهاء الدين إلى مكتبه ومسح نظارته ثم اختار سطرين من المقال علقهما في الهواء وكتب تعقيبا عليها فسر فيه الحرية بعد الجهد بالعدالة كتفسير الماء بالماء".

واستطرد: "وتسلل محمود أمين العالم إلى بيته واعتكف هناك كعادته ليكتب مقالا عن معنى الحرية، ولا يزال العالم معتكفا والمقال لم ينته، وينتظر أن ينشر خلال السنوات القادمة، كما القى الدكتور مصطفى محمود بحثا ساخرا واستعان فيه بجميع أقوال الفلاسفة القدامى والمحدثين، ثم هز كتفه وضحك ضحكته العالية وخرج إلى الشرفة ليشكو للزميلة مديحة عزت همه".

واختتم الأديب مقاله قائلا: "كان عليّ أمام هذه الضجة أن أكتب رأيى في الحرية من جديد لعلى هذه المرة أوفق في أن أنصف نفسى من الزملاء".
Advertisements
الجريدة الرسمية