رئيس التحرير
عصام كامل

ما زالت تراوح مكانها!


ظني أن جماعة الإخوان الإرهابية لو استمرت في حكم مصر لباعت سيناء بالفعل، وهو الأمر الذي جرى التخطيط له والاتفاق عليه موثقًا مع الأمريكان خلال العام الذي حكموا فيه البلاد.. فإذا كنا بصدد معلومات مؤكدة جاءت في شهادة الشهود الذين أدلوا بأقوالهم في محاكمات الإخوان. 


وإذا كنا على يقين من أن الجماعة الإرهابية مارقة لا تعرف غير ترويج الشائعات، سبيلًا لضرب استقرار مصر واقتصادها، وتهديد أمن الأمة العربية والإسلامية بأسرها، عبر إشاعة البلبلة والفوضى بين مواطنيها، وهو الدور الذي تفوقوا فيه على أعدائنا التقليديين، فلمَاذا السكوت على أعضاء تلك الجماعة وفلولها؟ لماذا لا يستنفر المجتمع جهوده وطاقاته لمحاربة الفكر الضال بالفكر الرشيد المعتدل، حتى يتيقن الشباب المغرر بهم والمحتمل انضمامهم لتلك الجماعة المحظورة من تهافت فكرها وخطورته على الأوطان والمستقبل؟

لماذا لا تزال مؤسساتنا المعنية تراوح مكانها في مسألة تجديد الفكر بشتى صوره وتنقيح الثقافة وتقويم السلوك الجمعي لبلوغ حد الاستقامة والاستنارة، وتعبئة الطاقات لخوض معاركنا الحقيقية مع الجهل والعشوائية والتطرف والتواكل والمرض والتخلف؟

لقد أظهرت محاكمات عناصر الإخوان خيانة قياداتهم وتآمرهم وتشددهم.. كما أكدت ذلك دراسات ووثائق أجنبية وآخرها وثيقة أمريكية تسربت من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، تؤكد بوضوح أن الإخوان جماعة متشددة خرج من رحمها كل حركات العنف والتطرف، التي أفرزت آلاف المتشددين الذين تورطوا في عمليات إرهابية عنيفة هنا وخارج هنا. 

كما أن جميع التنظيمات الراديكالية المتشددة استلهمت أفكارها من كتابات سيد قطب الذي تحول إلى مرجع فكري التف حوله المتشددون.. الوثيقة الأمريكية أشارت كذلك إلى الدور الخطير الذي لعبه يوسف القرضاوي مفتي جماعة الإخوان في نشر أفكارها الهدامة الخبيثة بين صفوف أفرادها.

جماعة الإخوان الإرهابية مازالت العدو الأكبر لمصر.
الجريدة الرسمية