رئيس التحرير
عصام كامل

حكاية بطل المفرقعات شهيد تفجير مدينة نصر.. والده: «طلبت الشهادة وحظي بها ابني».. الأهل: كان ينتظر مولوده الجديد.. آخر ما قاله: «اللي كاتبه ربنا هنشوفه وكله عشان مصر»

فيتو

"كان قلبه يشعر بالشهادة" هكذا فسر أهالي قرية جزيرة الأحرار زيارة الرائد مصطفى عبيد شهيد تفجير العذراء، المستمرة للقرية خلال الفترة الأخيرة والتي كان آخرها منذ 10 أيام، فهو كان يأتي لأهل بلدته في المناسبات فقط ولكن الشهر الأخير له كان يتردد بصفة مستمرة على القرية.


"خبير المفرقعات الأصيل" كما كان يلقبه زملاؤه، ابن عائلة محاربة فولده لواء بالجيش وجَدّه كان شهيدا بحرب 1967 م، وأبناء عمومته يعملون في خدمة الوطن بالجيش والشرطة، فلم يختاروا سوى طريق خدمة الوطن، فكانت روايات البطل حول قدراته على فك المفرقعات.

شجاعته وحرصه على المشاركة في المأموريات الكبيرة كانت حديث بين الأهالي، ففي آخر زيارة له للاطمئنان على نجل خالته المريض منذ 10 أيام حذره أحد أقاربه من جرائته الشديدة، خاصة مع وجود الإرهاب وأعداء الوطن فرد عليه: "اللى كاتبه ربنا هنشوفه، وكله عشان مصر".

الأب البطل
والد الشهيد الذي بدا متماسكا اللواء أركان حرب عبيد محمود الأزهري، كقائد في الجيش يقدر قيمة الشهادة ويعرفها جيدا، أكد أن أبناء الشرطة والجيش مشروع شهداء وجاهز للشهادة في أي وقت مضيفا: "روح ابني ليست غالية على مصر".

وأكمل والد الشهيد أنه كضابط في الجيش كثيرا ما تمنى الشهادة طوال فترة الجيش ولكنه اطمئن بحصول نجله عليها، مشيرا إلى أنه من عائلة تحب خدمة الوطن فجَد الشهيد استشهد في حرب 67 م وكل ما لديهم فداء لتراب مصر ودفاعا عنها وهو شرف لا يضاهيه شرف.

العمة
عمة الشهيد ودعته قائلة: "مع السلامة يا حبيبي" فهي كانت بمثابة والدته الثانية التي احتضنته بعد وفاة والدته مربية الأجيال التي كانت تعمل مُدرسة ومن كبار عائلات القرية وهي عائلة سيد أحمد ولكن "السرطان" خطفها من بينهم.

الزوجة
حاولت زوجته طبيبة العيون أن تبدو متماسكة نوعا ما والكل يصبرها ويهدئها خوفا على حملها، حيث كان الشهيد في انتظار مولوده الثالث بعد «لارا ويوسف»، لكن المولود الجديد لن يجد والده فقد رحل إلى مكان أفضل، وجاءت زوجة الشهيد من القاهرة خصيصا لتوديع حبيب عمرها إلى مثواه الأخير.

شقيقته
"محدش يصرخ عليه ده شهيد" هكذا طلبت الدكتورة مي شقيقة البطل التي جاءت للتو من أمريكا لمشاركة الأقارب والأهل من سيدات القرية المكلومات، مودعة شقيقها بالدموع حزنا على فراقه وعلى اختيار الله تعالى له كشهيد.

الأقارب
قال رفيق جلال مدير مركز شباب قرية جزيرة الأحرار، ونجل عمة والد الشهيد، أن الشهيد لديه طفلين لارا 8 سنوات، وسيف 4 سنوات، ووالد الشهيد من أكبر عائلات القرية وهي عائلة الأزهري فهو لواء متعاقد بالجيش المصري يدعى عبيد محمود سالم الأزهري، ووالدته متوفية إثر إصابتها بالسرطان وكانت تعمل مُدرسة وهي من كبار عائلات القرية وهي عائلة سيد أحمد.

وأكمل رفيق أن الشهيد، لديه أخت متزوجة وتعمل طبيبة وتدعى مي وأخ يدعى محمود، مشيرا إلى أن الشهيد كان بشوش الوجه بالرغم من إقامته بالقاهرة لم ينس مسقط رأسه، وكان يشارك الكبير والصغير في المناسبات، عندما كان يقع أي أحد من أبناء القرية في مشكلة كان في الحال يساعده قائلا: "مات الجدع".

كله عشان مصر
وأوضح الدكتور محمد حسن نجل خالة الشهيد أن أخلاقه رفيعة جدا وكان لا يتأخر عن خدمة الوطن ودائما في مقدمة الصفوف، مشيرا إلى أن آخر مرة رأى فيها الشهيد من 10 أيام عندما أثناء زيارته نجل خالته المريض ويومها كان أحد أقاربه يحذره من جرأته الشديدة فرد عليه: "اللى كاتبه ربنا هنشوفه، وكله عشان مصر".

وأوفدت كنائس القليوبية وفدا ضم كنيسة العذراء بطنط الجزيرة وكنيسة العذراء والملاك بعزبة ميخائيل وكنيسة العذراء بدجوي، لتقديم واجب العزاء في شهيد الوطن.

جنازة عسكرية
كان الآلاف من أهالي قرية جزيرة الأحرار بطوخ بمحافظة القليوبية، قد شيعوا أمس جثمان الرائد مصطفى عبيد، شهيد الواجب الذي أستشهد أثر تفكيك عبوة ناسفة بجوار كنيسة العذراء وأبو سيفين بمدينة نصر أمس، ذلك في جنازة عسكرية مهيبة بحضور القيادات الأمنية منهم اللواء رضا طبلية مدير أمن القليوبية، الدكتور علاء مرزوق محافظ القليوبية.

الإرهاب الغاشم
ونعى الدكتور علاء مرزوق، محافظ القليوبية الشهيد، مؤكدا أن الإرهاب ليس له دين ويريد زعزعة استقرار الوطن لكنه لن يثني المصريين عن بناء دولتهم الحديثة وسوف يزيد من تماسكهم، وقال: "لن ينال الإرهاب الغاشم المأجور من عزيمتنا في بناء الوطن، كما أن الديانة الإسلامية السمحة بريئة من هذه الأفعال والأعمال الإجرامية الخسيسة".

وأكد المحافظ على إطلاق اسم الشهيد على أقرب مدرسة بقريته تكريما له حيث أكد لأسرة الشهيد أن مكتبه مفتوح لهم في أي وقت وفي خدمتهم.
الجريدة الرسمية