رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

هدايا محمود هاشم الممنوعة من الوصول.. روتين التسجيل يعطل تطبيق براءات الاختراع للقضاء على ذبابة الفاكهة بأشعة الشمس.. ابتكاراته في القضاء على الملاريا نجحت في أفريقيا وتاهت في دوامات وزارة الصحة

فيتو

- مشتقات الكلوروفيل وضوء الشمس تفاعل ضوئي فتاك من ابتكار "هاشم" لحماية الثروة الزراعية في مصر


خلال العام الماضي عانت مصر، وتحديدًا في القطاع الزراعي، من كارثة «الذبابة البيضاء»، وهي الحشرة المسئولة عن نشر فيروس اصفرار وذبول الأوراق في الطماطم، والذي تسبب في خسائر فادحة لمئات المزارعين تقدر بالمليارات قبل عدة أشهر، إلى جانب تهديدها لمحصول الفاصوليا في الربع الأخير من العام المنصرم، بسبب كثافة انتشارها بالحقول وتهديدها للمحصول في آلاف الأفدنة، كما وصفت تقارير لجان مركز البحوث الزراعية لمعاينة أراضي مزارعي الطماطم المتضررين من فيروس ذبول واصفرار الأوراق، وسط عجز كامل عن مواجهتها من قبل وزارة الزراعة.

ذبابة الفاكهة 

إلى جانب «الذبابة البيضاء» كانت مصر على موعد مع كارثة ثانية، تمثلت في «ذبابة الفاكهة»، التي تهدد محاصيل الفاكهة المتساقطة، لا سيما محصول الموالح، الذي أصبحت مصر تحتل مكانة عالمية متقدمة فيه، وخاصة صادرات البرتقال التي تجاوزت صادرات مصر حاجز الـ 1.7 مليون طن.
مقابل الأزمات التي تهدد القطاع الزراعي المصري، كانت هناك محاولات للمواجهة، ليس هذا فحسب، بل كانت هناك خطوات جادة لإنهاء الأزمة، وفي الوقت ذاته تصدير الخبرات والاختراعات المصرية إلى الخارج، وتزعم الخطوات تلك الدكتور محمود هاشم عبد القادر، أستاذ كيمياء الليزر، جامعة القاهرة، رئيس الجامعة الألمانية الأسبق، مؤسس ورئيس الجامعة الأوروبية التي تعتبر الجامعة الأكبر في العاصمة الإدارية.
«د. محمود» الذي يمكن وصفه بقائد معركة مواجهة الأخطار التي تواجه الزراعة المصرية، قدم الحل الناجح والعاجل للأزمات التي تعاني منها مصر، ليس الآن، ولكن منذ عدة سنوات، ففي العام 2005 حصل على براءة اختراع للقضاء على حشرة الذبابة البيضاء، وبراءة أخرى في مكافحة دودة ورق القطن حصل عليها عام 2006، ولا تزال هناك أربعة اختراع أخرى في طور التسجيل.
اختراعات «د.محمود» نتاج مشروع يرأسه ويعمل عليه مع فريق علمي متميز من أساتذة كلية الزراعة جامعة القاهرة ومركز البحوث الزراعية، بتمويل من صندوق العلوم والتكنولوجيا للقضاء على حشرة ذبابة الفاكهة بتكنولوجيا النانو، وذلك بمشتقات طبيعية من صبغة الكلوروفيل الخضراء المسئولة عن عملية التمثيل الضوئي في النبات.

القضاء على الآفات الزراعية
«التفاعل الناتج عن ضوء الشمس ومشتقات الكلوروفيل مع الأكسجين المتواجد في خلايا الحشرة في حالته المستقرة» ملخص ابتكار الدكتور محمود هاشم عبد القادر للقضاء على الآفات الزراعية، حيث قال لـ "فتيو": إن التقاء هذه العوامل ينتج عنه الأكسجين النشط وبعد امتصاص الكلورفيل للضوء، ينتج عنه تحول الطاقة الضوئية إلى طاقة كيميائية تتفاعل مع الأكسجين المتواجد في خلايا الحشرة لينتج الأكسجين الأحادي النشط الذي يفتك بالحشرة في زمن أقل من الميكرو ثانية، ويتم إدخال مشتقات الكلورفيل للحشرة بالرش ويحدث بعدها التفاعل الذي يفتك بآلافة الحشرية في كل أطوار حياتها، وهو منتج طبيعي غير ضار بالبيئة، وذلك نتاج مشروع بحثي عن متراكبات النانو المستحدثة ضوئيا، وطبقنا تجاربنا خلال هذا المشروع على زراعات خضر وفواكه وكانت النتيجة مذهلة».

دراسات علمية متقدمة
كلمات الدكتور محمود هاشم حول ابتكاراته في مجال مكافحة الآفات الزراعية وخاصة الذبابة البيضاء وذبابة الفاكهة ودودة القطن، أكدت وزارة الزراعة أنها دراسات علمية متقدمة في مجالي الكيمياء الضوئية والنانو تكنولوجي، وينتظر لها بعد تطبيقي في مجال مكافحة الآفات الطبية والزراعية، وذلك في المذكرة التي رفعها الدكتور محمد عبد المجيد رئيس لجنة مبيدات الآفات الزراعية بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي في أكتوبر 2013، بعد لقاء جمعه مع الدكتور محمود هاشم للتعرف على ابتكارات الأخير والنظر في إمكانية تسجيلها كمبيدات آفات زراعية، بناء على تأشيرة الدكتور أيمن فريد أبو حديد وزير الزراعة الأسبق على ملف تقدم به الدكتور محمود هاشم إلى الوزارة.

تجارب حقلية
مذكرة رئيس لجنة الآفات الزراعية أكدت أن دراسات الدكتور محمود هاشم وفريقه العلمي جدية وعميقة في الدراسة والخط العلمي الواضح المتميز، غير أنها وضعت شرط إجراء تجارب حقلية للوصول إلى المركب أو المركبات المراد النظر في إمكانية تسجيلها ومعدلات استخدامها حقليا، ورغم إجراء تلك التجارب في المشروع البحثي الممول من صندوق العلوم والتكنولوجيا، والذي بدأ في سبتمبر 2012 وانتهى في أغسطس 2016، وشمل إجراء التجارب الحقلية التي طلبتها لجنة مبيدات الآفات الزراعية، وأثبتت نجاح مشتقات الكلوروفيل، وكذلك مركبات النانو المستحدثة ضوئيا كمبيدات حشرية، إلا أن الأمر توقف تمامًا رغم أهميته وحاجة مصر الملحة لتسجيل مثل تلك المنتجات بشكل سريع، لحماية الثروة الزراعية من الخسائر التي تتسبب فيها الذبابة البيضاء وذبابة الفاكهة وغيرها من الآفات الحشرية التي يمكن لهذه المركبات القضاء عليها.

براءات الاختراع
براءات الاختراع التي حصل عليها الدكتور محمود هاشم في مجال القضاء على حشرات كالذبابة البيضاء وذبابة الفاكهة ودودة القطن لم تكن الإنجاز الوحيد الذي حققه، فـ«د. محمود» حصل على براءة اختراع مهمة في القضاء على الباعوض الناقل لمرض الملاريا، وله نشاط كبير في أفريقيا من خلال هذا العلاج النشط في القارة السمراء منذ عام 2008، إلى جانب القضاء على باعوضة الزاعجة المصرية المسببة لمرض زيكا الخطير، وهو ما دفع وزارة الصحة البرازيلية لطلب استضافة الفريق العلمي للدكتور محمود هاشم إلى لتنفيذ مهمة القضاء على الباعوضة المتسببة في مرض زيكا على مساحة حددت بمليوني كم مربع أي قرابة ربع مساحة البرازيل، لكن توقف الأمر على تسجيل المستحضر الذي ابتكره الدكتور محمود هاشم في وزارة الصحة المصرية كبلد المنشأ، رغم تقدمه بطلب للتسجيل منذ عام 2008 بعد أن تمت مطالبته بتأسيس شركة لإنتاج المستحضر والموافقة عليه، لكن رغم اتباعه لكل الشروط لم يتم تسجيل المستحضر بعد ونحن في عام 2018.
الغريب أيضا أن عملية تسجيل ابتكارات الدكتور محمود هاشم لم تتم بعد في مصر، رغم النتائج الكبيرة التي حققتها مركبات القضاء على الباعوض الناقل لمرض الملاريا في دول أوغندا وإثيوبيا وغانا، وهي طفرة كبيرة في مجال مكافحة هذا الوباء، بعد أن اعترفت منظمة الصحة العالمية (who) بتقنية «د. محمود» في القضاء على الباعوض في مستنقعات أحراش أفريقيا، بعد أن كانت مضطرة للاعتراف باستخدام مبيد DDT المحظور دوليا والخطير على الصحة، لعدم وجود بدائل للقضاء على الباعوضة الناقلة للمرض.

سجل جوائز حافل
سجل الجوائز والتكريمات للدكتور محمود هاشم واسع ومميز، فقد حصل على جائزة الدولة التشجيعية في العلوم الكيميائية عام 1989، ونوط الامتياز من الطبقة الأولى عام 1995، وجائزة التميز في العلوم من جامعة القاهرة عام 2012، وجائزة الدولة التقديرية في العلوم التكنولوجية المتقدمة عام 2014، إلى جانب كونه عضوا في المجمع العلمي المصري عام 2015.
الدكتور محمود هاشم، يؤمن أن مصر بها مئات الآلاف من براءات الاختراع والأبحاث الجادة التي يمكن أن تغير من شكل الحياة في مصر، لكنها تحتاج فقط إلى إرادة لتحويلها إلى الجانب التطبيقي بمنهجية علمية، وهو ما يسير تجاهه الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يملك إرادة كبيرة في تنفيذ كل الأفكار الإيجابية للارتقاء بالدولة المصرية.
Advertisements
الجريدة الرسمية