رئيس التحرير
عصام كامل

«مافيا» محمد رمضان.. 3 أسباب تجعلها الأفضل في مسيرته الغنائية

فيتو

«مافيا مافيا مافيا».. ربما لن تستطيع أن تخرج تلك الكلمات من رأسك بعد سماعك لأغنية محمد رمضان الجديدة "مافيا" التي فاجئ جمهوره بطرحها مساء أمس ليحقق رقما قياسيا جديدا بـ3 ملايين مشاهدة قبل أن تكمل الأغنية 24 ساعة على موقع الفيديوهات الأكبر "يوتيوب".


ومثلما انتقدنا رمضان على الكثير من الأعمال سواء التمثيلية أو الغنائية السابقة، لابد أن نعطيه حقه عندما يقدم عملا يستحق الإشادة، والمعيار هنا ليس عدد المشاهدات بل جودة العمل، بالطبع لم يتخل رمضان عن توجيه رسائل لمنافسيه على الساحة الفنية، لكن النقطة الجيدة هنا هو أن حدة الرسائل كانت أقل بكثير من أغانيه السابقة، كما نجح ياسر سامي في تخطي أخطائه البارزة في مسلسل "نسر الصعيد" الذي تم عرضه في رمضان الماضي، ليقدم كليب غنائي مبهرا نال استحسان الجميع من الناحية الإخراجية.

وبالطبع، يعتبر هذا الكليب هو أفضل كليب قدمه محمد رمضان في مشواره الغنائي القصير الذي قدم فيه "أنا الملك"، "نمبر وان"، "جيشنا صعب" و"أقوى كارت في مصر" لماذا؟ هذا هو السؤال الذي نجيب عنه في السطور التالية..


الصورة
السبب الأول لنجاح الكليب قبل أي شئ هو الصورة المسئول عنها المخرج ياسر سامي والذي شاركه فيها آخرون، المخرج أبدع في اختيار الجو المناسب لكلمات الأغنية، فكان من الممكن أن تقع الأغنية في يد مخرج آخر يخرجها بشكل حديث به الكثير من البهرجة والمناظر المبهرة على غرار "نمبر وان" و"أنا الملك"، ولكن ياسر سامي فضل أن تدور أحداث الكليب في الخمسينيات أو الستينيات، ليضيف جوا من المرح على العمل تكسر عامل "عدم التقبل" من جانب كتلة كبيرة من الجمهور لأعمال محمد رمضان، ليبدأ المشاهد في تلقي عمل جديد لمحمد رمضان بنظرة جديدة.

ساعد ياسر سامي في خروج الصورة بالشكل المناسب الأزياء واللوكيشن المميز، الأخير بالطبع كان مسئولية المخرج في المقام الأول، ونجح محمد سامي في إعداد أكثر من لوكيشن مناسب جدًا لجو الأغنية، أما الأزياء فكانت من اختصاص "the styling agency" التي نجحت في الاختبار، وظهر محمد رمضان وكل الممثلين المساعدين بالشكل المناسب جدًا.

فاللوكيشن والأزياء والأسلحة وكلمات الأغنية والديكور وطريقة الأداء وكل شيء كان مناسبا، والقوام ظهر متماسك ومترابط، وهذا هو السبب الأول للنجاح، ولن ننسى الألوان والمونتاج اللذين كان مسئولية عمرو عاكف، ونجح الأخير في الاختبار بشكل كبير.

روح «واحد صعيدي»
ربما كان السبب الأساسي في الهجوم على محمد رمضان في كليباته السابقة هو ظهوره فيها بشكل متكلف ومصطنع، وهو ما كان يستفز جمهوره، كما كان أداؤه يميل إلى الهجوم، فيظهر وكأنه "بيتخانق"، وليس كمطرب أو كمؤدٍ لأغنية، ولكن في "مافيا" يظهر محمد رمضان بروح مختلفة تشبه إلى حد كبير روح شخصية "فالح عبد السميع" التي قدمها في فيلم "واحد صعيدي".

أداء محمد رمضان التمثيلي في الكليب كان منضبطا ومتوازيا مع أحداث الكليب وكلمات الأغنية، فلم يرتد ملابس باهظة الثمن ومبهرة غير مناسبة للأحداث مثلما فعل في كليباته السابقة، ولم تخرج منه انفعالات غير مناسبة في الكثير من المناسبات، بل كانت كل الانفعالات في وقتها ولم تخرج إلا بحساب، وغلب على أدائه الطابع الكوميدي.

واعتمد رمضان في هذا الكليب على التمثيل والكوميديا أكثر من اعتماده على "الشو" المعتاد، وهو السبب الثاني لتقبل الجمهور للأغنية.

لم يستفز الجمهور
في كليباته السابقة كان محمد رمضان يُتهم دائمًا باستفزاز الجمهور، لظهوره في هذه الكليبات مستعرضًا حياة الرفاهية والراحة التي أصبح يعيشها بعدما أصبح نجم، في الوقت الذي يعيش فيه معظم المصريين تحت خط الفقر، ولكنه تلافي تلك النقطة في هذا الكليب واستفاد من أخطائه السابقة.

الكليب فكرته تدور في زمن آخر وعن مجموعة معينة من البشر لهم طقوسهم وحياتهم الخاصة "المافيا"، لذلك كانت الفكرة والأزياء والممثلون المساعدون وكل شيء في الكليب يخدم فكرة معينة تدور في وقت معين، ولم يكن هناك مجال للاستعراض المعتاد من جانب الفنان الشاب، لذلك تقبل الجمهور "المحب وغير المحب لرمضان" الأغنية بشكل طبيعي ولم يقيمها من هذا الجانب، والذي اعتاد الجمهور على تقييم أعمال رمضان به، ولكنه قيمها كعمل فني فقط.

عادات سيئة لم يتخل عنها رمضان
بالطبع، لن يتحول محمد رمضان من النقيض للنقيض بين يوم وليلة، ولكن كما حمل الكليب العديد من النقاط الإيجابية حمل نقاطا سلبية قام بها رمضان في أعمال سابقة وكررها في هذه الأغنية.

بالطبع لم يتخل الفنان الشاب عن توجيه رسائل لمنافسيه بأنه "نمبر وان"، ولكن النقطة الإيجابية في الأمر أن الرسالة هذه المرة جاءت أقل حدة ووضوحًا، وظهرت وكأنها أغنية عادية، ولم يكن فيها هذا القدر من الهجوم والاقتحام المعتاد من رمضان.

ثاني نقطة هو ظهور رمضان عاري بنصفه الأعلى كما هو معتاد في معظم أعماله الفنية، ويبدو أن هذه الحالة تشعر محمد رمضان بحالة من القوة والرضا والثقة بالنفس، والتأكيد على أن "الفورمة" ما زالت جيدة.
الجريدة الرسمية