رئيس التحرير
عصام كامل

ترحيل الأمنيات


ها هي تلملم أوراقها.. وساعات متبقية من عمرها، مأسوف عليها أو غير مأسوف.. فغدًا تصبح ماض، يستدعيه البعض بفخر، ويهرب من فتح ملفاته البعض الآخر بخزي، ومع رحيلها.. نضطر إلى ترحيل ما تمنينا إلى السنة الجديدة، عسى أن يتحقق فيها ما لم يتحقق في سابقتها، وهذا بعض ما تمنينا:


* كنا نتمنى أن يستمع الأشقاء العرب إلينا، ويستجيبوا للحل السياسي الذي طرحته مصر لإنهاء الأزمة في سوريا، لكن الجنوح إلى حلول أخرى كانت كلفتها باهظة سواء المادية أو البشرية، ثم جاءت متغيرات خارجية ليجد الأشقاء أنفسهم مجبرين على الطرح المصري، نتمنى عليهم أن يعودوا إلى حضن مصر ( الشقيقة الكبرى ) وأن يشهد العام الجديد دراسة لما حذرت منه مصر طوال السنوات الأربع الماضية من صراعات مذهبية يستخدمها البعض لتفتيت المنطقة.

* كنا نتمنى أن يصل الرباعي العربي إلى حل مع قطر، وأن تستحيب الأخيرة إلى الشروط التي فرضتها الشقيقات الكبرى، لكن هذا لم يحدث في العام الماضي، وأخشى أن نضطر إليه إذا فرضه الخارج على أحد الطرفين.

* شهد عام ٢٠١٨ العديد من التوصيات الخاصة بالعلاقات المصرية الأفريقية، سواء الصادرة من منتدى شباب العالم أو من لقاءات الرئيس الكثيرة بقادة أفريقيا، بقي في العام الجديد أن يدرك رجال الأعمال المصريين أهمية الاستثمار في القارة الذهبية مثلما فعلت الصين وإسرائيل وأمريكا والعديد من الدول الأوروبية، فقط.. مطلوب تشجيع وحماية من الحكومة المصرية.

* نتمنى في العام الجديد أن تختفي الوجوه التي فقدت مصداقيتها، وأصبح تواجدها عبئا على الحكومة والرئيس، وواهم من يعتقد أن التعويل على هؤلاء ما زال مجديًا.

* إذا كان حزب ( مستقبل وطن ) هو الظهير السياسي للرئيس وفقًا لمزاعم الكثيرين.. فعلى من يشرف على هندسته أن يعيد النظر في العديد من الشخصيات التي هرولت إليه بحثًا عن ملاذ سياسي، ففي الإبقاء عليهم إساءة لحزب قد يرتبط باسم الرئيس.

* إعادة النظر في منظومة الإعلام تظل الأمنية الأبرز، أما الأهواء الشخصية فتظل آلافة التي تقوض ما تم إنجازه في هذا المجال طوال عقود مضت، مطلوب قراءة متأنية لقوائم المحظوظين حتى لا نفقد سلاحًا كان تأثيره الأقوى.

* أتمنى أن يشهد العام الجديد حزمًا مع كل من يدعون قربهم بدوائر صنع القرار، ومن يستخدمون أسماء الكبار.
* أحزاب سياسية لا كرتونية.. هل تتحقق هذه الأمنية ؟
basher_hassan@hotmail.com
الجريدة الرسمية