رئيس التحرير
عصام كامل

سعيد عبد الغني.. صحفي قادته نكسة 1967 لدخول عالم الفن

فيتو

رحل عن عالمنا، اليوم الجمعة، "أشيك" شرير في السينما المصرية، الفنان الذي برع في أدوار الشر، وأبدع فيها بمساعدة ملامحه الحادة والكاريزما التي يتمتع بها، إنه الفنان سعيد عبد الغني، الذي غيبه الموت عن عمر ناهز الـ80 عاما، بعد مسيرة فنية قدم خلالها 180 عملًا فنيًّا متنوعًا ما بين مسلسلات درامية وأفلام سينمائية ومسرحيات وسهرات تليفزيونية، تمكن من خلالها أن يكتب اسمه بحروف من ذهب في في تاريخ الفن.



ميلاده ونشأته
ولد سعيد عبد الغني في 23 يناير من عام 1938، بقرية نوسا البحر التابعة لمركز "أجا" بمحافظة الدقهلية، وكانت حياته تسير بصورة طبيعية، حيث تدرج في المراحل التعليمية المتتابعة حتى التحق بكلية الحقوق جامعة القاهرة، واستمر فيها حتى تخرج فيها عام 1958، ولم يكن حتى هذا التوقيت قد دخل بعد عالم التمثيل أو حتى اقترب منه، بل التحق بعد التخرج في كلية الحقوق للعمل بمجال الصحافة.

وتم تعيينه صحفيًّا بجريدة الأهرام وبالتحديد في قسم الحوادث الذي عمل فيه مدة عامين، وتزوج أثناء هذه الفترة من شقيقة الفنانة الراحلة زهرة العلا، وأثمرت هذه الزيجة عن ابنين وفتاة واحدة، وأحد الأبناء الذكور هو الفنان أحمد سعيد عبد الغنى، ثم أصبح فيما بعد مراسلًا عسكريًّا بالصحيفة القومية.


نكسة 1967
كان سعيد عبد الغني وحتى عام 1967 مراسلًا عسكريًّا، يؤدي عمله بجدية، وأثناء أداء عمله في التغطية الصحفية لنكسة 1967، شاهد سعيد عبد الغني بعينيه أهوال عدة، ورأى زملاء له قتلوا أمام عينيه، وكانت هذه الأيام هي الأصعب في حياته، حتى إنه بعدما انتهى من أداء عمله، عاد إلى منزله مصابًا بصدمة عصبية لم تؤثر فقط على حالته النفسية، بل جعلت شعره يشيب قبل الأوان وأصبح أبيض اللون، وانعزل 10 أيام، عاشها وحيدًا بعدما طالب زوجته بتركه بمفرده.

وقرر خلال أيام العزلة العشرة أن يحرص على ارتداء الملابس البيضاء، وهو ما اشتهر به أيضًا في معظم صوره بل وفى كثير من أفلامه، وقرر أيضًا أن يترك عمله كمراسل عسكري وطلب من جريدته بعدما أنهى عزلته نقله إلى قسم الفن.


قسم الفن
برع سعيد عبد الغني في عمله بقسم الفن بجريدة الأهرام حتى إنه تدرج فيه وأصبح رئيسًا له، وكانت هذه هي بداية صلته الحقيقية بالوسط الفنى والتمثيل، وأثناء عمله بالجريدة قام بتكوين فرقة مسرحية بها، وأخرج وألف لها عدة عروض، ودخلت الفرقة عدة مسابقات، وكان على موعد مع أول ظهور سينمائى له عام 1972، من خلال دور "الصحفى" في فيلم "العصفور" ليوسف شاهين لتبدأ مسيرته في عالم الفن، وشارك من بعده في فيلم "الفتنة والصعلوك" و"المذنبون".



مسيرة فنية حافلة
توالت بعد ذلك أعمال سعيد عبد الغني، التي تنوعت ما بين الدراما والسينما وكذلك المسرح، فقد قدم أفلاما مثل "إحنا بتوع الأتوبيس"، و"رسالة إلى الوالى"، و"مهمة في تل أبيب"، و"مع حبى وأشواقى"، و"حبيبي نائمًا"، و"حبك نار"، و"اللصوص".

ومن المسلسلات التي شارك فيها "الأفعى"، "البودى جارد"، و"الورثة" و"المعدية"، ومن أبرز أعماله المسرحية "المهزلة" مع الراحل محمد عوض، كما شارك في أعمال منها "حالة طوارئ"، "باى باى كمبوره".

أما آخر الأعمال التي شارك فيها سعيد عبد الغنى كان مسلسل "ولاد السيدة" عام 2015، وبالرغم من هذا الإنتاج الفنى الثري إلا أنه ظل يمارس عمله كصحفى فنى، حتى إنه ظل مسؤولًا عن صفحة السينما في جريدة "الأهرام المسائى" رغم تقدمه في العمر.



المرض والموت
تراجعت صحة "الشرير المتأنق" في السنوات الأخيرة، وانخفض وزنه بصورة ملحوظة مع تقدمه في العمر، ولكن الوعكة الصحية الأخيرة التي تعرض لها كانت شديدة، فقد ظل يعانى لأكثر من شهر من التهاب رئوى حاد، دخل على إثره في الأيام الأخيرة إلى العناية المركزة بأحد المستشفيات بالقاهرة ليظل موضوعًا على أجهزة التنفس الصناعى، وظل أحمد ابنه برفقته، ولم تتحسن حالته حتى غيبه الموت بعد مسيرة فنية طويلة وثرية، ليفقد عالم الفن في مصر برحيله أحد أبرز نجومه.


الجريدة الرسمية