رئيس التحرير
عصام كامل

إصدار مجلة «الفكاهة» لنقد الأوضاع في مصر

فيتو

في شهر ديسمبر عام 1926 صدرت مجلة "الفكاهة" عن دار الهلال، وتقوم المجلة على الرسومات الكاريكاتيرية الساخر، التي يكتب عليها التعليق الزجلي الشاعر الساخر "أبو بثينة".


كان لمجلة الفكاهة نصيبا كبيرا في التعامل مع شخصية "جحا"، حتى صار بطلها المفضل وصاحب أغلفتها، بل صارت شخصيته بابا ثابتا على غلافها الخلفي، من خلال قصة كاريكاتيرية مرسومة للفنان علي رفقي وتعلق أبو بثينة.

ومع الزمن تم إضافة شخصية ابن جحا، وأطلقت عليه "جحجوح "، وتميزت حكايات المجلة بالنقد الاجتماعي، ودمج تراث جحا الشعبي بالحياة اليومية في مصر ذلك الوقت.

ظهرت شخصيات جحا في القاضي جحا والشيخ جحا والمعلم جحا والتاجر جحا، حيث صورت الأوضاع السيئة في مصر التي أثرت على محصول القطن، الذي انخفض بصورة ليس لها مثيل، إضافة إلى الكساد الاقتصادي الذي وقع في عهد الملك فؤاد.

ظهر الوضع السيئ في رسم كاريكاتيري في 27 ديسمبر 1930 على غلاف "الفكاهة" لامرأة قبيحة تجري ويطاردها قطار سريع ليدهسها، ويمثل القطار السريع دهس عام 1930 بمساوئه وقدوم عام 1931، ويصدر رئيس الوزراء إسماعيل صدقي قرارا بإلغاء إصدار الفكاهة.

ونشر عبد الرحمن بكر في مؤلفه "مجلة الفكاهة وجريدة البلاهة"، يقول: إن المجلة اتسمت بطابع سياسي اجتماعي ساخر، حتى أقامت الفكاهة صرحا من القواعد الراقية والسخرية الفياضة، ونجحت في صنع جمهور متميز ومتذوق للفكاهة الراقية التي تمس الواقع الاجتماعي، بعد تعاملها مع الشارع المصري والحارة المصرية والمجتمعات الراقية في نفس الوقت.
الجريدة الرسمية