آخر فصول الأزمة.. 4 حلول لعودة استقرار ليبيا بينها نجل القذافي

لم يعد هناك سبيل لوقف الفوضى الليبية سوى صياغة ميثاق دولي جديد مع الشعب الليبي يعكس مطالبهم الأساسية للدعم المؤسسي المحلي ويتميز بالشفافية، بعد أن باءت كل الحلول بالفشل بسبب النزاعات الداخلية بالدولة.

المهتمون بالشأن الليبي يؤكدون أن الأمل الحالي متوقف على ما سيصل له المؤتمر الوطني المرتقب والذي يتضمن رؤية طموحة لمبعوث الأمم المتحدة غسان سلامة، لإعطاء قطاع واسع من الليبيين صوتًا في رسم مسار الاستقرار للبلد المضطرب المليء بالإرهاب، كما سيكون المؤتمر الوطني الكبير بمثابة الحافز على الانتخابات التي طال انتظارها، وفق مجلة ناشيونال انترست الأمريكية.

سيف الإسلام
تدفع روسيا بسيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي السابق معمر القذافي، لتبنى دور هام في المشهد السياسي الليبي باعتباره أبرز الحلول المطروحة لإنهاء الأزمة الداخلية التي تعصف بالدولة منذ سنوات.

وحسب ميخائيل بوجدانوف نائب وزير الخارجية الروسي فإن سيف الإسلام يملك أفكارا محددة للمستقبل السياسي في ليبيا تناقش بها مع روسيا التي واصل تحركاتها لدعمه للعودة إلى العمل السياسي وتمكينه من المشاركة في جهود المصالحة الليبية، تمهيدا لمشاركته في الانتخابات الرئاسية.

لم الشمل
يعتبر لم الشمل الليبي على رأس السبل الوحيدة أمام ليبيا لتدارك أزمتها وذلك من خلال التخلص من التركيز المكثف للسلطة في طرابلس والالتفات لمنطقة شرق البلاد المهملة، بالإضافة لاعادة بناء المؤسسات الوطنية المنهارة للدولة، وقيادة جهد دولي شامل لدعم الحكومة المحلية ومحاولة تحسين أوضاع المقيمين في البلدات المحلية الليبية والتوقف عن استبعاد الأقليات والتي تقوض العمل على المستوى المحلي.

احتياطي النفط
تملك ليبيا أكبر احتياطيات نفطية في أفريقيا، ولكن الحكومات الليبية المتعاقبة بددت الكثير من ثروتها النفطية المتراكمة من خلال الفساد، والأجور المدفوعة على كشوف مرتبات الموظفين العموميين المتضخمة وغير الكفؤ، والمدفوعات المريبة إلى الميليشيات من أجل تحقيق "الأمن".

ويمثل استيلاء هذه الجماعات على الدولة عقبة رئيسية أمام التقدم السياسي، وهو ما يحتم استعادة حكومة وطنية ليبية قوية السيطرة على شركات النفط المحلية وإعادة توجيه مكاسبها لصالح إعادة بناء الدولة مع خضوعها لسيادة القانون والرقابة المدنية والقضائية.

دخل مستدام
تحتاج ليبيا إلى امتلاك دخل مستدام يساعد القائمين على الدولة في إعادة الإعمار وتشغيل ترسانات الدولة المتوقفة عن العمل منذ سنوات، ووفق صحيفة ناشيونال إنترست الأمريكية فإن النفط هو السبيل الوحيد لذلك باعتباره مصدر 92٪ من إيرادات الحكومة، هو شريان الحياة لليبيا.

حذر البنك الدولي في وقت سابق من أن ليبيا قد تستنفد قريبا احتياطياتها من العملات الأجنبية بدون وجود دخل مستدام من النفط، مما سيجبرها على خفض الإنفاق على الرواتب والمدفوعات.

في الوقت ذاته لا يزال انعدام الأمن يزعزع البنية التحتية للنفط والغاز الليبي، التي تخضع للانقطاع والتخريب الباهظ التكاليف من الجماعات المسلحة والمتطرفين، ففي حين تملك السلطات في طرابلس الوصول إلى خط الشمال والجنوب من النفط والغاز في الغرب الذي يزود إيطاليا، يقع هلال النفط الليبي الغني في حوض سرت الشرقي.

ومن خلال التوزيع العادل لإيرادات النفط سيحد ذلك من الأزمة السياسية الليبية كما يمهد الطريق أمام الاستثمار والإصلاحات التي من شأنها أن تعزز الإنتاج إلى إمكانات كاملة.