رئيس التحرير
عصام كامل

أوهام عصام الحضري !


لا أحد ينكر أن "عصام الحضري" يعتبر واحدا من أفضل حراس المرمى الذين أنجبتهم الملاعب المصرية.. ولا أحد يشكك في موهبة هذا الحارس والتي تعتبر بمثابة نموذج للناشئين، ولكن في نفس الوقت لا يمكن الاقتناع بأن عصام الحضري يمكن أن يستمر أكثر من ذلك في الملاعب، بعد أن تخطى الأربعين من عمره ووصل إلى (46 سنة). 


وهو العمر الذي لا يمكن بأي حال من الأحوال لأي لاعب أو حارس مرمى أن يصل إليه مهما كانت عزيمته، أو موهبته، بحكم أن سنة الحياة لا يمكن أن تتغير.. فـعصام الحضري مهما تدرب وكانت لديه إرادة فولاذية، لن يكون هو عصام الحضري من 10 سنوات مثلا، ولذلك لا بد أن يقوم أصدقاؤه والمقربون له بأن يعلن الاعتزال حاليا خاصة بعد مشاركته في المونديال الأخير.

من ينصح عصام الحضري بالاعتزال والاتجاه إلى التدريب، فهو أكيد ناصح أمين، بغض النظر عن رغبة "الحضري" في الاستمرار من جديد في الملاعب.

عصام الحضري لا يدرك حتى الآن أن الموضوع أصبح غير مرتبط بالتدريبات والجيم والجري، خاصة أنه حارس مرمى.. بمعنى أنه في مكان يحتاج فيه إلى المواجهة في المواقف الصعبة، وهذه المواجهات تتطلب مرونة ورد فعل سريع، وهو من المستحيل أن يكون عليه "الحضري" 100 % مثلما كان في السابق.. فعامل السن يؤثر بشكل واضح في مثل هذه المهارات التي يحتاج إليها حراس المرمى على عكس أي لاعب يمكن أن يلعب على الواقف بحكم السن، لأن معه 10 لاعبين آخرين في الملعب من الممكن أن يغطوه (بلغة الكورة).

وبصراحة لست أدرى إلى متى سيظل "الحضري" مقتنعا أن الوقت ما زال متاحا أمامه للعب وضرب الأرقام القياسية وجمع الأموال.. فيكفيه أنه لعب في أندية كثيرة منذ رحيله من الأهلي وهو ما جعله يتعامل مع عملية الانتقال من نادٍ إلى آخر على أنها ضرورة لكسب مزيد من الأموال بعيدًا عن الانتماءات.

عصام الحضري لو استمر أكثر من ذلك في الملاعب فهو سيضيع تاريخه بنفسة وبسبب طمعه.. ولذلك لا بد أن يقتنع بأن سنة الحياة هي أن يعتزل ويتولى تدريب الصغار ليكسبهم خبراته أفضل من أن يأتي الوقت عليه ليصبح أضحوكة للجميع.. ويضيع تاريخه بسبب أوهامه التي تسيطر عليه. 

وللحديث بقية طالما في العمر بقية.
الجريدة الرسمية