رئيس التحرير
عصام كامل

كيف يتحرك البرلمان لإقناع العالم بإرهاب «الإخوان»

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

إشارة لا تخطئها الأعين، هكذا تلقى مجلس النواب قرار برلمان دولة النمسا بشأن بتعديل القانون الخاص بالشعارات المرتبطة بالجماعات والمنظمات المتطرفة، والذي تضمن حظر شعار «رابعة» أيضا بدءًا من أول مارس المقبل، بما يفتح الباب لبرلمانات الدول الأوروبية الصديقة، والتي لديها خوف متزايد من الإخوان لانتهاج الطريق نفسه.


الخطوة التي اعتبرها البرلمان المصري تعكس وعيًا وإدراكًا متناميًا من جانب أعضاء البرلمان النمساوي لحجم الخطر الذي تشكله جماعة الإخوان الإرهابية، وما تطلقه من شعارات تحمل في طياتها معاني التطرف والعنف التي تهدد أمن وسلامة المجتمعات، ليس فقط في النمسا وأوروبا، وإنما في مختلف أرجاء العالم، يمكن البناء عليها إقليميا ودوليا، لمواجهة ابتزاز طال سنوات من جماعة استغلت كل إمكاناتها والدول التي تدعمها لإحراج مصر، وإحكام مزيد من الضغوط عليها، وهو ما فشلت فيه بشكل تام، وارتد الطوق إليها، وشل حركتها.

ويعيش البرلمان المصري مرحلة من النضج في إدارة علاقاته مع الخارج، ويتخذ مواقفه بناء على ما يراه في صالح الوطن، سواء كان يتطلب بعض المرونة أو الحسم الشرس، وهو ما تبين من خلال الموقف الأخير للدكتور علي عبد العال، رئيس مجلس النواب، ومطالبته لوزارة الخارجية بتقديم شكوى رسمية للأمين العام للأمم المتحدة، واتخاذ كافة الإجراءات تجاه ليلاني فرحة، المقررة الخاصة بحقوق الإنسان، والمعنية بالحق في السكن، بسبب إقحام توجهاتها الشخصية في تقرير رسمي صادر عن منظمة أممية، والانحراف به خدمة لمآرب أخرى.

وعلى العكس من القرار القوي في مواجهة أكبر منظمة عالمية، أدار مجلس النواب أزمة قرار البرلمان الإيطالي بمقاطعة البرلمان المصري بسبب قضية الباحث ريجيني بهدوء دبلوماسي وبرلماني، وأكد التمسك بسيادة القانون، كما رفض التدخل في عمل سلطات التحقيق، وغيرها من المواقف التي تشهد بوجود مؤسسة تشريعية، لديها الكثير مما يمكنها تقديمه في مواجهة الكيانات الخارجة على القانون، وفي القلب منها جماعة الإخوان الإرهابية.

ويملك البرلمان لجنة قوية للعلاقات الخارجية، والتي تحمل ضمن طيات تكليفاتها ملف الجماعة، ما يسبب حالة من الرعب للإخوان، ودائما ما تنظيم حفلات اعتداءات على الوفود البرلمانية في الخارج، وخاصة ببريطانيا، لإثارة الخوف والفزع في قلوب النواب، وهو ما يتم مواجهته بالحسم والتجاهل في الوقت نفسه، والإصرار على نشر خباياهم للحكومات والبرلمانات ومنظمات المجتمع المدني، والأساتذة والطلاب في مختلف الجامعات البريطانية، وهي الملاعب التي طالما سيطرت عليها الإخوان طويلا، عن طريق أذرع التنظيم الدولي.

وبحسب النائب طارق الخولي، أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بالمجلس تحفل الزيارات الخارجية بمردود قوي من المسئولين، لاسيما أن الوفد البرلماني، يحمل معه كل ما يدين الجماعة، ويوثق جرائمها في المنطقة، ويؤكد العنف التي تتبناه وتحمله للمنطقة والعالم.
الجريدة الرسمية