رئيس التحرير
عصام كامل

«عضم التربة».. مبادرة لإنقاذ مقابر السويس القديمة من الغرق في المياه الجوفية

فيتو

بين الغرق في المياه الجوفية والتحوّل لمأوى للصوص وتجار المخدرات والسلاح والهاربين من الأحكام، تعاني مقابر السويس القديمة بمنطقة الفرز بحي الأربعين، والتي تحتضن رفات وعظام جدود السوايسة منذ عام 1913 إلى 2009 حتى صدور قرار بوقف الدفن فيها، على أن يكون الدفن بالمقابر الجديدة بطريق السويس القاهرة، ذلك الوقف الذي لم يتم تطبيقه على أرض الواقع.


وتواجه رفات الموتى المدفونين بمقابر السويس القديمة عدة مشكلات أبرزها انهيار بعض المقابر بعد أن غطت المياه الجوفية سطح الأرض، تلك المقابر التي تحول بعضها منذ فترة لأوكار لتجار المخدرات والهاربين، خصوصا بعد سرقة معظم البوابات الحديدية للمقابر، الأمر الذي جعل تنقل الأشقياء من مقبرة لأخرى أمرًا سهلا.

ويحد مقابر الأربعين من الجهات الأربعة مناطق: (الملاحة الجديدة والفرز، حوض الروض، كفر كامل، القمائن) وتعاني تلك المقابر من سرقة الابواب وانهيار أو هدم أجزاء من السور المحيط بها، مما جعل من السهل أن يسرق اللص حقيبة إحدى السيدات من الملاحة الجديدة ويتجه نحو المقابر فيعبر طريقًا داخليًّا ليخرج إلى كفر كامل أو حوض الروض أو غير ذلك.

ويقول مدحت البلاع أحد أعضاء مبادرة «عضم التربة» – موظف - إن المبادرة قامت على اتفاق بين مجموعة من أبناء عائلات السويس للحفاظ على حرمة الموتى في مقابرهم وذلك من خلال عنصرين أساسيين، هما: إحلال وتجديد ونظافة الروض من خلال دراسات علمية لمنع تسرب المياه داخل المقابر سواء كانت جوفية أو صرف صحي، وبعدها ترميم وتنظيف وتجميل المقابر، والعنصر الثاني: أمني بما يترائى للأمن من تعلية السور والإضاءة ووضع كاميرات مراقبة على السور.

وأضاف البلاع أن أعضاء المبادرة في سبيلهم لإشهار كيان له مجلس إدارة ورقم حساب بنكي وله أعضاء باشتراكات شهرية وبمساعدة الجمعيات ورجال الأعمال ومعدات الأحياء، تحت شعار «لا لنقل عضم أجدادنا.. نعم للحفاظ والترميم والتأمين».

يأتي ذلك بعد ارتفاع أصوات تنادي بنقل مقابر السويس القديمة تلك الأصوات التي وصفها إبراهيم بخيت – مقاول – أنها نوع من اثنين: إما وافدين على مدينة السويس ليس لهم أجداد مدفونون بتلك المقابر فبالتالي لا يهمهم انتهاك حرمتهم ونقلهم بعد مرور سنين، والنوع الآخر وصفهم بالمنتفعين من بيع أرض المقابر بعد نقل الرفات.

وشهدت الأشهر الأخيرة تحركات فردية لحماية مقابر الأربعين، كان أبرزها وأكثرها تنظيمًا تحركات الشيخ حافظ سلامة، قائد المقاومة الشعبية بالسويس في حرب 1973، الذي أتى بمعدات ثقيلة في محاولات لردم المياه الجوفية التي أوشكت أن تبتلع المقابر، لمحاولة التصدي لمطالبات نقل المقابر.

وفي السياق ذاته أعلنت محافظة السويس، أنه جرى إرسال سيارات كسح المياه الخاصة بالصرف الصحي إلى منطقة المقابر وسيتم سحب المياه لأنها السبب الرئيسي في حدوث الأزمة ولن يتحمل السكان المجاورون للمقابر أي أعباء مالية من عملية السحب.
الجريدة الرسمية