رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

إحسان عبد القدوس يكتب: العلم الأخضر

احسان عبد القدوس
احسان عبد القدوس

في مجلة روز اليوسف عام 1958 كتب الأديب الصحفي إحسان عبد القدوس مقالا قال فيه:

رفعت رأسي أنظر إلى علم الجمهورية العربية المتحدة، وأدقق في ملامحه، إني أتعرف إلى صديق جديد، وقضيت فترة من الوقت وأنا أستوعب ألوانه الثلاثة والنجمتين الخضراوتين في منتصفه.


كان يجب أن تنقضي أياما قبل أن يتجاوب إحساسي مع الصديق الجديد، وأشكل منه قطعة جديدة في حياتي.

وقد كان العلم الأخضر قطعة من حياتي، لم أكن أحتاج إلى التدقيق فيه لأعرفه من بين الأعلام.

كنت أعرفه بإحساس، كما أعرف ذراعي، وكما أعرف فمي، وكما أعرف ولدي.

لقد فتحت عيني على الحياة وهو فوق رأسي كأمي وأبي، وقضيت عمري وأنا أهزه في يدي كلما فرحت وكلما كثرت، ورغم ذلك فقد كان العلم الأخضر جديدا هو الآخر.

إن عمره بيننا لا يزيد على 36 عاما منذ ارتفع في سماء مصر عقب تصريح 28 فبراير 1922 ووضع تصميمه في عهد وزارة عبد الخالق ثروت.

ولا بد أن الجيل السابق نظر إلى العلم الأخضر كما ننظر الآن إلى العلم المثلث الألوان، ونظرتهم إلى صديق جديد يدققون في ملامحه ويتعرفون عليه.

ولا بد أن الجيل القادم لن يحس بجدة العلم المثلث الألوان، وسينسى العلم الأخضر، كما نسينا نحن العلم الأحمر ذو الهلال والنجمة، والعلم الأحمر ذو الثلاث أهلة.
Advertisements
الجريدة الرسمية