رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكرى رحيلها.. كيف عاشت زهرة العلا أيامها بعد اعتزال الفن؟

فيتو

تحل اليوم 18 ديسمبر الذكرى الخامسة لرحيل الفنانة الجميلة زهرة العلا، التي ظل عطر فنها يفوح لسنوات طوال، واستمرت في تقديم أفضل ما عندها للفن، وأمتعت جمهورها بأجمل الأعمال الفنية، حيث قدمت على امتداد مشوارها الفنى نحو 120 فيلمًا و50 مسلسلًا تليفزيونيًا، ومن أبرز أعمالها السينمائية "دعاء الكروان، وفى بيتنا رجل، ورد قلبي، والوسادة الخالية، وأيامنا الحلوة، وسر طاقية الإخفاء"، وبالرغم من عشقها للفن إلا أنها قررت بكامل إرادتها مع مطلع التسعينيات اعتزال هذا العالم الذي عاشت فيه لسنوات طويلة، لتستكمل ما تبقى من عمرها في عالم خال من الأضواء والكاميرات.



قرار الاعتزال
بدأ شعور "هنادي" بالرغبة في اعتزال عالم الفن يتسلل إلى قلبها مع تقدمها في العمر، فشعرت بالاكتفاء من التمثيل، وازداد إحساسها بأنها لا ترغب في الاستمرار، ولكنها كانت مترددة بالرغم من تزايد هذا الإحساس، وبعدما ذهبت إلى الحج وازداد هذا الشعور بالرغبة في الابتعاد، وحينما عادت من بيت الله الحرام، اشتركت في عمل أو اثنين، ومن ثم كان قرار الاعتزال، خاصة بعد إصابتها بجلطة، حيث قررت ألا تعمل وهى مريضة حتى لا تثير شفقة من حولها، وكان فيلم "أرض أرض" الذي تم إنتاجه عام 1991، هو آخر أعمال الراحلة زهرة العلا السينمائية.


حياة أسرية
بعد الابتعاد عن الاستوديوهات، وحياة الأضواء في قرار لا رجعة فيه بالرغم من الإغراءات والعروض الفنية التي عُرضت عليها بعد الاعتزال، عاشت زهرة العلا حياة أسرية كاملة مع زوجها حسن الصيفي الذي عشقته وعاشت معه لمدة 40 عامًا حتى رحيله، وبناتها "منة ومنال وأمل".

كانت زهرة العلا "بيتوتية" لا تحب السهر، كان يومها يبدأ بالإستيقاظ مبكرًا، وبعدما رزقها الله بالأحفاد أصبحت تتحمل مسئوليتهم وترعاهم وتتابعهم في الدراسة، وكان يومها لا يخلو من قراءة القرآن الكريم، ومشاهدة الأفلام الأجنبية خاصة الأفلام الرومانسية، وأفلام الرعب التي كانت تتابعها مع حفيدتها، فقد كانت حريصة على الجلوس مع أحفادها، والتعرف على كافة تفاصيل حياتهم، فقد كانت تتميز بالحنان مع أبنائها وأحفادها.


تواصل الأصدقاء
وبالرغم من الانشغال في عالم الأسرة والمنزل، والانقطاع عن عالم الفن، إلا أن زهرة العلا كانت على اتصال مع بعض فنانات زمن الفن الجميل، وكانت على رأسهن الجميلة فاتنة السينما المصرية هند رستم، كما أن سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة كانت هي الأخرى دائمة الاتصال بزهرة العلا، وأيضًا شادية ونجلاء فتحى، وكان كلما رحل أحد أصدقائها أو زملائها، تسلل الحزن إلى قلبها، وحزنت للغاية حينما رحلت تحية كاريوكا عن دنيانا، وكان آخر ظهور لها في عالم الأضواء في نهاية عام 2005 لحضور افتتاح "الحياة منتهى اللذة" وهو الفيلم الروائى الأول لابنتها المخرجة منال الصيفى.

صعوبة في الحركة
مع تقدمها في العمر، كانت الجميلة زهرة العلا تعانى من صعوبة في الحركة، فقد كانت تجلس في غرفتها وبجوارها أبنائها يجلسون ويأكلون ويشربون حولها، لم يتركوها لحظة واحدة، وبسبب عدم قدرتها على الحركة لم تتمكن من حضور حفل تكريمها كفنانة وأم في فعالية أقامها "المركز الكاثوليكي"، تحت عنوان يوم العطاء وتم تكريمها في منزلها وسلمها الأب بطرس دانيال الدرع، كما أنها رفضت الظهور على الشاشة أو حتى الذهاب إلى مهرجان الإسكندرية السينمائى لتكريمها، مؤكدة في تصريحات تليفزيونية أنها تُفضل أكثر الجلوس مع أحفادها، وتعتبر أن هذه الأوقات التي تقضيها معهم هي أسعد أوقاتها.

الأيام الأخيرة
وعن الأيام الأخيرة لزهرة العلا والفترة التي تسبق رحيلها، قالت ابنتها المخرجة منال الصيفي في تصريحات صحفية إن والدتها قامت بتسجيل مذكراتها بصوتها، وأوصت في وصيتها الأخيرة بأن تجسد الفنانة غادة عادل شخصيتها في حالة تقديم عمل فنى يقدم مسيرة حياتها الفنية، نظرًا للشبه الكبير بينهما، كما أن زهرة العلا كانت متمسكة بوجود منال وأبنائها بجوارها خاصة أنها كانت تشعر باقتراب موعد وفاتها، وأوصتها بألا تغضب شقيقتها أمل أو حفيدتها، وفى مثل هذا اليوم عام 2013 اختفت رائحة زهرة العلا عن الدنيا، ورحلت عن دنيانا عن عمر ناهز 79 عاما.
الجريدة الرسمية