رئيس التحرير
عصام كامل

زهرة العلا: الشتاء هو السبب

زهرة العلا
زهرة العلا

في مجلة الكواكب عام 1957 كتبت الفنانة زهرة العلا "رحلت في 18 ديسمبر 2013" مقالا طريفا قالت فيه: "مفروض في الممثلة خاصة إذا اعتلت خشبة المسرح أن تواجه الجمهور في شجاعة، وأن تبعد عن نفسها أي مظهر من مظاهر الخجل، وإلا كانت العواقب وخيمة تترك أثرا سيئا في نفس الجمهور".


وتابعت: "قد ألفت دائما أن أبعد الخجل ـــ قاتله الله ـــ عن نفسى، بل كنت حريصة على ألا أترك له أي سبيل ليتسرب إلي وأنا على خشبة المسرح أمام الجمهور، ولكن حدث مرة أن أحسست بخجل كبير جعل قطرات العرق تتصبب على جبينى وتنحدر على كل جسدى باردة كلسع الإبر في ليلة باردة من ليالى الشتاء في إحدى مدن الوجه البحري".

وأضافت: "كنت أقوم بدور البطولة في إحدى المسرحيات التاريخية وكان الجو شتويا قارصا حتى إنني لم أستطع أن أجلس في الكواليس بالملابس التاريخية وكانت عارية الصدر والكتفين، ارتديت بالطو من الفرو السميك فوق ملابسى استمد منه الدفء، وعندما يحين دوري كنت ألقيه عن كتفى وأدخل المشهد بملابسى التاريخية وأظل أمثل دوري حتى انتهى منه وعندما أعود إلى الكواليس أضع البالطو على كتفى".

واستطردت: "في إحدى الليالى كان الجو قارصا وارتديت البالطو الفرو وسرحت في مدفأة ترعى فيها النيران ولم أفق إلا على صوت يهتف باسمى بأن أدخل المشهد، ونهضت من فورى آسفة ودخلت مسرعة إلى خشبة المسرح، وعلى الرغم من أن دوري كان دراميا إلا أنى فوجئت بالجمهور يضج بالضحك حتى أصبحت صالة المسرح وكأنها مليئة بالسكارى".

واختتمت زهرة العلا مقالها قائلة: "نظرت حولى أحاول أن أجد سببا للضحك ووجدت أنى نسيت أن أخلع البالطو الفرو العصرى، فبديت أشبه بدمية ألقيت فوقها الثياب بلا مراعاة لذوق أو لعصر، وشعرت بالخجل يملأ نفسى والعرق يتناثر على جبهتى، وأحسست بالارتباك الشديد قبل أن أمضى في تمثيل دوري، فخرجت الكلمات متقطعة وأسدل الستار على الفصل الأول".
الجريدة الرسمية