رئيس التحرير
عصام كامل

رئيس «حماية الطبيعة» بوزارة البيئة: الشعب المرجانية بمصر آمنة.. وهذه أسباب ظهور كائنات جديدة

فيتو



  • «المسكيت» يهدد مخزون المياه الجوفية
  • خطوات جادة لتطوير المحميات المصرية في سيناء والفيوم.. ونعترف بخسارة «سائح الغوص» 
  • لا يوجد تحيز بين المحميات.. وكنوز الفيوم تحكي تاريخ الأرض منذ 50 مليون سنة

حوار: نورهان ماجد
تصوير: هدير صالح

المحميات الطبيعية.. الشعاب المرجانية.. والبحيرات، ثلاثة ملفات مهمة تقع مسئولية إدارتها على عاتق وزارة البيئة، التي استطاعت خلال الفترة الماضية تحديد النقاط الأضعف في الملفات الثلاثة، ووضعت خططا للتطوير، ومدة زمنية للانتهاء من التنفيذ. 

«التنمية».. العامل المشترك بين الملفات الثلاثة، فالمحميات الطبيعية من الممكن أن تلعب دورًا كبيرًا في انتعاش السوق السياحي، والأمر ذاته بالنسبة للشعاب المرجانية والبحيرات أيضا، وفي إطار البحث عن الخطوات العملية التي اتخذتها الدولة، ممثلة في وزارة البيئة، لتطوير أوضاع المحميات والبحيرات والشعاب، والتعرف على أبرز الأزمات والمعوقات التي كانت تحول دون وجود القطاعات الثلاثة بقوة في مخطط التنمية، التقت «فيتو» محمد سالم، رئيس قطاع حماية الطبيعة، التابع لوزارة البيئة، وكان الحوار التالي:

الملف الأول كان المحميات الطبيعية، وسألناه بداية ما وضع المحميات الآن ولماذا لم يتم الحديث عن تنميتها إلا خلال الأعوام القليلة الماضية؟
خطة التطوير تم وضعها منذ سبع سنوات، وكان لها متطلبات تستهدف حماية البيئة، وتعظيم الاستفادة، وضمان الاستمتاع بالمحمية بالشكل الذي يناسب طبيعة الاستخدامات، والمثال الأبرز في هذا الملف هو التغيير الذي حدث في جنوب سيناء من حيث نوعية السائحين وأعدادهم.

بداية.. حدثنا بالتفاصيل عن ملف تطوير محميات جنوب سيناء؟
محميات جنوب سيناء هي الأقدم بالنسبة لمحميات مصر من حيث الاهتمام، ففي أواخر ثمانينيات القرن الماضي، كان الذين يقصدون تلك المحميات هم الغواصون فقط، وذلك بنسبة 98% من الزائرين سنويًا، لذلك تم تسميتها «كعبة الغواصين»، وفي أوائل التسعينيات كان يتردد على محميات جنوب سيناء من 100 ألف إلى 150 ألف زائر في العام، وكانوا غواصين فقط، وتلك المحميات لم تكن مهيأة بالبنية التحتية التي تلبي متطلبات الترفيه، كما أن المنشآت مثل مراكز غوص ولانشات وفنادق لم تكن ذات مستوى أفضل، ولهذا كانت البيئة هناك مهيأة لخدمة رياضة الغوص فقط.

وزارة البيئة تستهدف 6 ملايين زائر لمحميات جنوب سيناء.. ما الخطة التي تم إعدادها لتحقيق هذا الهدف؟
مع الوقت بدأت مصر استهداف أسواق سياحية أخرى غير الغواصين، وبدأت الأعداد في الزيادة حتى وصلت إلى 6 ملايين زائر، لكن المحميات لم تحظ إلا بنحو 300 ألف زائر منهم، لذلك بدأ التطوير بتحليل علمي لجلب الزوار ذوي الاهتمامات المختلفة، وعمل مسح كامل لكل موارد المحميات من شواطئ وكنوز طبيعية، وكانت النتيجة البدء في استغلال الموارد الطبيعية التي لم تكن مستخدمة، وبدأ التطوير في زيادة شبكة المدقات في المحميات وتوفير ما يتوقعه السائح خلال الزيارة لراحته مثل عمل مظلات ودورات مياه، و«باركينج» للسيارات، وهذا ما حدث بمحمية رأس محمد، كما جار تنفيذ ذلك في محمية نبق، من حيث تطوير الشواطئ لرفع طاقة الاستيعاب من 300 ألف إلى 3 ملايين زائر في السنة، وتستهدف المرحلة التالية أن يصل عدد الزوار إلى 6 ملايين بما لا يؤثر سلبيا على البيئة.

هل تم تحديد التكلفة اللازمة لتنفيذ خطة التطوير؟
المرحلة الحالية من التطوير تتكلف نحو 5 ملايين جنيه، وتعمل الدولة على توفير تلك المخصصات المالية، وقد ثبت أن العائد بعد التطوير أضعاف ما يتم صرفه، ومن المتوقع أن يصل إلى 20 مليون جنيه من بيع التذاكر فقط.

لكن هناك بعض الأماكن لم تخضع للتطوير وظلت بعيدة عن الزائرين في جنوب سيناء؟
نعم، ويوجد حكمة من عدم تطوير تلك الأماكن، ببساطة لا نريد أن تكون هناك زيارات كثيرة لها، حفاظًا على تنوعها البيولوجي، وأن تكون بيئة خصبة للذين يقدرون تلك الأماكن من غواصين وخبراء.

بعد كل هذا التطوير.. ما الأسباب التي أدت إلى اختفاء رياضة الغوص؟
نعترف أننا خسرنا واحدا من أهم الاستخدامات للمحميات، وهي رياضة الغوص، فوصل عددهم إلى 10% من الأعداد التي كانت تزور مصر فيما قبل، وذلك في ظل استهداف الفئات الأخرى المختلفة، الأمر الذي نجم عنه تعارض الاستخدامات، فالغواص بطبيعته لا يفضل ممارسة الغوص في أماكن مزدحمة وبها أنشطة أخرى، فمصر من أجمل وأسهل الأماكن لممارسة تلك الرياضة، ووضعها يجعلنا نضمن الغوص في أي وقت في البحر الأحمر عكس أماكن أخرى مثل أستراليا التي تعد أفضل بقع العالم لممارسة الغوص، ويجب التخطيط لعملية الغطس قبلها بأسبوع بسبب طبيعة البيئة، وبُعد أماكن الغوص عن الشواطئ.

إذن.. بعد تدارك هذا الخطأ ما الخطوات المقرر اتباعها لتلافي ذلك الأمر وتوفير بيئة جيدة للغواصين؟
الخطأ بدأ في بداية الألفية الثانية، وقد بدأنا فعلًا في تداركه من خلال عمل خصوصية لبعض بقاع الغوص، وعدم توفير متطلبات ترفيهية بها، حتى لا يقصدها إلا محترفي الغوص فقط، فعلى مستوى العالم يوجد نحو 40 مليون غطاس، ومن الجيد لو استهدفنا مليون غواص، وستكون العائدات كبيرة، لأن الغواص يزور الدولة أكثر من مرة في العام عكس السائح العادي، فالاهتمام بهذه النوعية من السياحة أفضل من سياحة الكم.

بعيدًا عن محميات جنوب سيناء.. هل محميات الفيوم تعتمد على الجانب الترفيهي فقط؟
محميات الفيوم تتميز بتنوع مواردها من حيث الطابع الترفيهي بمنطقة الشلالات وغيرها، كما يغلب بها الكنوز الأثرية التي تمثل أهمية علمية، لأنه يوجد بها الحفريات الفقارية التي تحكي تاريخ تطور الأرض خلال 50 مليون سنة، وأعلنت محميات لهذا السبب سواء وادي الحيتان بمحميات وادي الريان ومنطقة جبل قطراني بمحمية قارون، فنشأة الحياة وتطورها على الأرض مرتبط بالحفريات الموجودة في هذه الأماكن.

إلى أين وصلت أعمال تطويرها؟
تم الانتهاء من أعمال التطوير بمنطقة الشلالات، التي تعد مقصدًا مهما للمصريين في الأعياد والإجازات، وتم عمل الكافيتريات التي تناسب طبيعة المكان، كما ركزنا في التطوير فيما يتعلق بتعزيز السياحة العلمية، نظرا لأهمية الموارد الطبيعية بمحميات الفيوم عالميا، فتم إعلان محمية وادي الريان كمنطقة تراث عالمي تابعة لليونسكو لاعتراف العالم بمدى أهميتها، ونعمل على تطويرها لإبراز تلك النوعية من الموارد الطبيعية الخاصة، من خلال عمل استكشافات لبعض العينات التي تحكي تطور الكائنات الحية، وعرضها في متاحف مفتوحة ومتاحة للمهتمين، كما تم عمل متحف التغيرات المناخية، فالتطورات التي حدثت للكائنات الحية الموجودة في هذا المكان سواء حيتانا أو أسماكا أو كائنات برية مرتبطة بالتغيرات التي حدثت في كوكب الأرض عبر ملايين السنين.

وما آخر تطورات منطقة جبل قطراني؟
تم تجهيز ملف وإرساله لمنظمة اليونسكو لإعلان المنطقة منطقة تراث عالمي مثل منطقة وادي الحيتان، وبمجرد إعلان ذلك رسميا سيصبح قيمة مضافة للدولة، فدول العالم تتنافس على إبراز وجود موارد ذات طبيعة خاصة، مما يزيد السياحة العلمية، التي هي أحد أبرز الملفات التي نهتم بها مؤخرا لتفعيلها، لدراسة واستكشاف الأماكن ذات الطبيعة الخاصة في مصر.

ولماذا نتجه للسياحة العلمية في مصر وما العائد منها؟
مصر موجودة في دائرة اهتمام المتخصصين في مختلف المجالات، خاصة أنها موجودة في المنطقة الفاصلة بين البيئة الاستوائية والبيئة الباردة، الأمر الذي ينجم عنه تنوع في الموارد الطبيعية، والعائد الأهم من السياحة العلمية هو الاستفادة من نتائج الأبحاث التي ستجري في مصر، إضافة للاستفادة من الخبرات من خلال الاحتكاك، بخلاف العائد الاقتصادي، وتلك تعد أقل أشكال الاستفادة في السياحة العلمية متعددة المنافع.

أثيرت في الفترة الأخيرة أقاويل عن «ابيضاض الشعاب المرجانية» وهو ما يهدد تلك الثروة.. ما دور القطاع في ذلك؟
تفاصيل تلك الظاهرة تتمثل في كون الشعاب المرجانية حيوانا يعيش في علاقة تكافلية مع نوع من الطحالب يعيش في الأنسجة الحية للشعاب، وتلك الطحالب شديدة الحساسية لدرجة الحرارة، والتي بمجرد ارتفاعها تهرب من الجزء الذي يشكل حياة الشعاب المرجانية، وبخروجها من أنسجتها تتحول الشعاب للون أبيض أو شفاف، وأريد أن أشير هنا إلى أنه يوجد العديد من الأماكن عالميًا تعرضت لذلك، والخوف هذا العام من حجم التأثير واتساع الرقعة الجغرافية المتأثرة، فديناميكية حياة الشعاب المرجانية قادرة على استعادة حياتها، وتعويض الضرر بمساعدة النظام البيئي، والمخاوف تتمثل في عدم قدرة النظام البيئي على التصدي وتعويض الضرر ليبدأ الانهيار والتدهور وصعوبة استعادة الكفاءة وهذا ما نخاف منه هذا العام تحديدا.

وبالنسبة لمصر ما الوضع؟
الشواهد تدل على وجودنا في منطقة الأمان، ومنذ عشرات السنوات وحتى الآن لم يتم رصد ظاهرة ابيضاض الشعاب المرجانية، فالبيئة القاسية خلقت نوعًا من أنواع المقاومة، لكن تم رصدها في السودان، ويمكن أن تكون نتيجة التيارات البحرية وطبيعة السواحل، وقد تكون هناك عوامل مؤثرة لم يتوصل إليها العلم بعد لذلك الدراسات مستمرة.

وكيف يمكن أن يتأثر الإنسان بالظواهر السلبية للشعاب المرجانية؟
علينًا أن نعرف أن الشعاب المرجانية بخلاف الجانب الترفيهي في مشاهدتها ذات أهمية علمية بالنسبة لصناعة الأدوية مثلًا، فالكائنات الحية بها تحتوي على مواد كيميائية يستخلص منها علاج لأخطر الأمراض ومنها السرطان، فأحد أنواع الإسفنج الموجود في مصر يفرز مادة لتصنيع دواء لعلاج السرطان، وتلك الأبحاث متقدمة ونتائجها إيجابية.

ظهرت خلال السنوات الأخيرة كائنات غازية، كيف تفسر تلك الظواهر وما الدور الذي يلعبه القطاع لمواجهتها؟
علينا القول إن كل الكائنات التي تغزو بيئات غير معتادة عليها، فإن ذلك بفعل الإنسان ولا يوجد كائن يغزو بسبب التغيرات المناخية، والكائنات التي غزت مصر مؤخرا، كان أخطرها نوع من الشجر يسمى «المسكيت» مصنف عالميًا باسم سرطان البيئة، وهو نبات صحراوي كان يوجد في المكسيك، لكن للتخلص من زحف الرمال في البلاد المستعمرة من قبل بريطانيا منذ قرن تم نثر بذور هذا النبات بالطائرات، على أماكن الزحف منها السودان واليمن، وجنوب أفريقيا وأستراليا، وفشلت جميع محاولات السيطرة عليه بعد ذلك.

أين يوجد سرطان البيئة وكيف يتم التعامل معه؟
للأسف تم رصده في سيناء، وأغلب الظن إنه جاء بسبب الجمال التي يتم استيرادها من السودان، حيث توجد بذور هذا النبات في مخلفات الجمال، وهناك متابعة جيدة له،خاصة أن أشجار المسكيت قادرة على تدمير ما يقابلها من مواسير غاز أو مياه كما تقضي على المياه الجوفية، حيث تصل جذورها لمئات الأمتار تحت المياه، وتتسبب في موت ما حولها من نباتات من خلال امتصاص المياه، وبجانب سيناء فهو موجود في الفيوم أيضًا.
والأخطر أن هناك من يستخدمه كسياج لبعض المشروعات لأنه نبات شوكي، ومستخدموه لا يدركون مخاطره، وتم رصده كسياج لبعض المشروعات في القاهرة وبدأ في التفشي، لكن مصر في منطقة الأمان حتى الآن، ونعمل على معالجة الأمر قبل الخطر من خلال رفع التوعية بمخاطره، فالكثير يعتقد أنه من غير الجيد قتل شجرة، فقانونا ممنوع قطع الأشجار، لكن تلك الشجرة آخر نبات في العالم يمكن أن ينطبق عليها هذا القانون فهو من أخطر الكائنات الحية على كوكب الأرض.

وماذا عن قنديل البحر؟
قنديل البحر حيوان يعيش في قاع البحار، لذلك يجب ألا تقتصر الدراسة على ما نراه فقط من قناديل عائمة، لكن دراسة ما يحدث في القاع من تكاثر لاجنسي من خلال التبرعم، ومعرفة إذا ما كان هناك خلل في الكائنات التي تتغذي عليه في مختلف مراحل القنديل وأشكاله فإذا قلت المفترسات زادت القناديل.

معنى ذلك أن الأمر يعتمد على السلاحف البحرية؟
المفترسات الأهم في تلك المنظومة ليست السلاحف البحرية، وإنما المفترسات التي تتغذى على قناديل البحار قبل نموها، فسمكة السردين تتغذى على ملايين أضعاف ما تتغذى عليه السلاحف البحرية، كما أنه لا توجد سلاحف بحرية في البحر المتوسط تتغذى على قناديل البحار، فالأنواع السائدة تتمثل في السلحفاة الخضراء وتتغذى على النباتات، والنوع الآخر يتغذى على الهائمات البحرية وليست متخصصة في التغذية على قناديل البحار.

«البحيرات» سبق أن طالب رئيس الجمهورية باستغلالها جيدًا، وخاصة بحيرة قارون.. ما آخر تطورات هذا الملف؟
وزارة البيئة ليست الجهة الوحيدة التي تعمل على برنامج تطوير البحيرات، أما بالنسبة لبحيرة قارون، فهي أهم الأماكن التي تدهورت للكثير من الأسباب.

لماذا لم يتم وضع التدابير اللازمة حينها لمنع وصول البحيرة إلى حالة التدهور التي تتحدث عنها؟
هذا التدهور لم يكن مفاجئا، فالبحيرة لها تاريخ طويل من التغيرات التي حدثت بها منذ عصر الفراعنة، فكانت بحيرة قارون جزءا من النيل، ومنخفض الفيوم كان الجزء الرئيسي لتخزين مياه النيل في فترة الفيضان، وبالتالي كانت امتدادا لنهر النيل، وكان مستوى المنخفض 70 مترا، وكان بمساحة 3 آلاف كم يمتلئ بالمياه بعمق 70 مترا، وأول من بدأ في تغيير هذا النظام البيئي كان الفراعنة من خلال وضع سدود للتحكم في دخول المياه في المنخفض، لأن المياه التي تدخل المنخفض لا تغطي الأراضي الزراعية بنسبة 100% وبسبب ميل الأرض لم تستفد من المياه في الزراعة أو كخزان مياه، لذا وجهوا المياه في الأماكن العميقة بمعدل معين ثم يتم غلق السدود لاستفادة الأراضي الزراعية، ومع الوقت بدأ الري في مصر يأخذ منحى معينا حتى انقطعت علاقة البحيرة بالنيل تماما في القرن الـ19، وكان آخر فيضان نزل هذا المنخفض في 1900 حتى تم منع دخول مياه النيل للمنخفض بنسبة 100% والتحكم في ذلك من خلال السدود، لتتحول البحيرة لمستنقع يستقبل الصرف الزراعي، وبيئتها تحولت من بيئة مياه عذبة إلى تراكم الأملاح من الصرف الزراعي، وعملية التبخير حولتها لبيئة شبه بحرية وتم التعامل معها على هذا الأساس من حيث استخدامها في تربية الأسماك البحرية فيها، حتى زادت نسبة الملوحة وتراكمت بمعدل 840 ألف طن ملح، والمياه تتبخر بنسبة 100% وكان الطبيعي نفوق الكائنات البحرية المنقولة وعدم قدرتها على التعايش، وهناك مشكلة أخرى تعمل الوزارة على حلها فيما يخص بحيرة قارون متعلقة بمسارات الطيور المهاجرة، وارتباطها بهذا المسطح المائي الذي يحتوي على طعام لتلك الطيور، وهذا الأمر يمثل اهتمامًا عالميًا، خاصة أن الالتزامات الدولية تلزم مصر الحفاظ على الطيور أثناء هجرتها.


الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"..
الجريدة الرسمية