رئيس التحرير
عصام كامل

منها «الوتد والشوكة».. أبناء المقارين بقوص يروون قصة منتجات النفخ بـ«الكير»

فيتو

عند السير في شوارع قرية المقارين، التابعة لمركز قوص، جنوب محافظة قنا، تشم رائحة عبق التاريخ، المتمثلة في المهن القديمة منها "الكير" التي تستخدم في صناعة أدوات الزراعة وتبيعها للمزارعين.



وعند دخولنا لأقدم بيت يعمل في هذه المهنة، شاهدنا كمية من الحديد المصنع بجوار نيران مشتعلة على حديد للانصهار، وشاب يأخذ القطعة ويبدأ في تشكيلها حسب الطلب، وعند سؤالنا عن هذا العمل ذكر لنا أنه "الكير" الذي يسهم في صناعة أدوات الزراعة الخاصة بمزارعي الصعيد.

تطور الصناعة
وعن سر هذه المهنة قال ناصر عثمان أحمد، أحد أقدم صناع المهنة، إنه توارث المهنة عن الآباء والأجداد منذ ما يقرب من 30 عامًا، منوهًا إلى أنهم من أقدم البيوت التي تعمل بهذه المهنة.

وتابع: "المهنة اختلفت كثيرًا هذه الأيام من النفخ بالكير من خلال "الجربة" إلى الكير عن طريق استخدام ماتور الكهرباء"، مشيرًا إلى أنهم يصنعون آلات الزراعة المستخدمة في الأرض ومنها "المدور والوتد والطورية والشوكة" وهما من أكثر الأشياء التي تستغرق وقتًا في العمل.

فارق البيع والشراء
وعن البيع والشراء لصناعتها قال، "لقد اختلفت كثيرًا من زمان عن الوقت الحالي، المكسب حاليا ضعيف جدًا رغم غلاء المواد الخام التي ارتفعت الضعف ومنها الحديد والفحم"، لافتًا إلى أن طن الفحم كان بـــ150 جنيهًا وأصبح سعره حاليا يتراوح من 6 إلى 7 آلاف جنيه، والحديد من 500 جنيهًا وصل إلى 8 إلى 10 آلاف جنيه.

أمنية
"بصراحة نفسي عيالي ميكملوش في نفس المهنة".. بتلك الكلمات واصل "ناصر" حديثه معنا وقال: "عاوزهم يكملوا تعليمهم ويصبحوا شئ أفضل من هذا لما فيها من شقاء وعناء كبير ولا يوجد بها مكسب".

صعوبات المهنة
وعن صعوبات المهنة تابع: "الوجود لساعات طويلة أمام النار، واستخدام كميات كبيرة من الفحم أصابنا بأمراض صدرية مزمنة".

وتلقى "عبد الله" نجل ناصر عثمان أطراف الحديث من والده وقال: "مينفعش أسيب أبويا، وأنا تعلمت المهنة من 15 سنة، ولم أكمل دراستي حتى أساعد والدي في العمل، وفي هذه المهنة نعمل طوال اليوم من الساعة السابعة صباحًا حتى مغيب الشمس".
الجريدة الرسمية