رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

خطوة تأخرت 5 سنوات.. لماذا انسحبت الجماعة الإسلامية من تحالف الإخوان؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

بعد 5 سنوات من المراوغة، واللجوء لتقية جديدة من نوعها، حتى لا تخسر أعضاءها الموالين لجماعة الإخوان الإرهابية، أعلنت الجماعة الإسلامية انسحابها من التحالف المؤيد للإخوان، بعد أقل من 7 أيام على إعلان الذراع السياسية للجماعة، عدم انضمامه لأي تحالفات داخلية أو خارجية.


وتأتي القرابين التي تحاول الجماعة وحزبها «البناء والتنمية» تقديمها واحدًا تلو الآخر، كآخر محاولة للهروب من طريق التنظيمات الإرهابية، وتفادي الصدام المباشر مع الدولة المصرية، ولاسيما أنها تعلم تكلفته جيدًا، بعدما خاضت تجربة معروفة للجميع في تسعينات القرن الماضي، ولم تحصد منها إلا السجون والاعتقالات والتشريد، ولجأ في النهاية إلى الاستسلام الطوعي، دون إلزام للدولة المصرية بشيء.

هذه التكلفة الباهظة، ظهرت ملامحها، بإدراج محكمة الجنايات الشهر الماضي، 164 قياديًا من الجماعة والحزب على «قوائم الإرهاب» بسبب ارتدادهم عن مبادرة وقف العنف التي أُطلقت في التسعينات، ولم تجد الجماعة إلا مواجهة نفسها، «والتواضع مع الإعلام» على غير عادتها، والهرولة نحو الإعلان عبر جميع وسائل التواصل بالتزامها الشديد بالسلمية، واحترام مبادرة نبذ العنف طواعية، وتأكيد أن المرتد عنها لا يمثل إلا نفسه، وليس الجماعة وذراعها السياسية البناء والتنمية.

وبحسب مصادر، تستعد الجماعة لتقديم المزيد من التنازلات القاسية، على رأسها التبرؤ من القيادات المقيمة بتركيا بعد رفضها الانصياع لرأي قيادات الداخل والابتعاد عن السير في طريق معاد للدولة المصرية؛ بسبب الاستمرار في الالتحاف بالإخوان، وهي المبادرة التي بدأتها بإعلان حزب البناء والتنمية أنه غير منضو في تحالفات داخلية ولا خارجية، وعلى رأسها ما يسمى بتحالف دعم الشرعية المؤيد للمعزول محمد مرسي.

وبعد أيام قليلة، من مبادرة البناء والتنمية، سارع أسامة حافظ، رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية، وهي أعلى هيئة رقابية بالجماعة، لإصدار بيان جديد، مؤكدا أن الزمن تجاوز مرحلة التحالف مع الإسلاميين، ولم يعد ثمة جدوى من التواجد فيه، ولايوجد ما يبرر استمرار الجماعة الإسلامية في كيان كهذا، بعدما صارت للأزمة أبعادًا أكبر من التحالفات والكيانات، واستدعى الأمر تفكيرا جديدًا في التعامل بطريقة أخرى.

ويرى فؤاد الدواليبي، القيادي التاريخي السابق بالجماعة، أن انضمامها وحزبها إلى تحالف دعم الشرعية مع الإخوان كان خطأ كارثيًا يجب الاعتذار عنه، وهو ما نادي به كثيرا من قبل.

وشدد الدواليبي، على ضرورة اتباع الخطوة الحالية بفتح التحقيق مع كل المتسببين من أبناء الجماعة، في كل الإخفاقات التي لحقت، مع إصدار قرارات بمنع القيادات في الخارج من التحدث باسم الجماعة، والعودة إلى الخطوط الدعوية التي رسمها قيادتها القدامي المؤمنون حقا بالمراجعات والذين يعلمون جيدا عواقب الانسلاخ منها.
Advertisements
الجريدة الرسمية