رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

جولة في «عالم PUBG».. كيف يرى الشباب لعبتهم المفضلة «معايشة»

فيتو

منذ زمن طويل وحتى أيام قليلة خلت كان محمد علاء يعشق مشاهدة التليفزيون، وتستحوذ الأفلام والمسلسلات على جل وقت فراغه بلا منافس،  يمضي أمامها ساعات وساعات يتجول بين القنوات ليشاهد فيلمًا أجنبيًا أو آخر عربيًا، وتشاركه أسرته المتابعة، لكن الحال اختلف بعدما دخل عالم PUBG منذ نحو شهر ونصف الشهر، فلا سبيل إلى تمضية أوقات فراغه حاليًا إلا بلعبها.



"اللعبة جميلة وفيها حماس وبتفكرني بلعبة زمان كنت بحب ألعبها جدًا اسمها "ميدل"، يقول محمد، ذو الثمانية والعشرين ربيعًا، الذي لا يمكن أن يمر عليه يوم الآن إلا ويجب أن يلعب فيه PUBG، ويقول عن لعبته المفضلة حاليًا "بابجي هي عبارة عن تطبيق ممكن ينزل على أي تليفون حديث، وممكن نسجل فيها عن طريق فيس بوك أو الإيميل أو حاجات تانية ليها علاقة بنوع التليفون إذا كان أندرويد أو iOS، وبعدها بنختار النوع إذا كان ذكر أو أنثى، وبعدين بيبدأ اللعب وبتبقى عبارة عن فرق كل فريق بيبقى إما مكون من 4 أفراد أو 2 وممكن يبقى واحد بس، ممكن نختار أفراد الفريق وممكن أنت تخلي اللعبة هي اللي تختار فريق ليك من كل أنحاء العالم".

يستكمل محمد حديثه: "بنركب طيارة ونبدأ ننزل منها ونبدأ في البحث عن أسلحة مختلفة وبعدين نبدأ المعركة وهي عبارة عن إننا نقتل كل الناس وكل الفرق، لحد ما الفريق اللي أنا فيه يبقى هو الوحيد اللي باقي، ولو حد من الفريق طلع الأول كل الناس اللى في الفريق بتطلع معاه في نفس المركز وبتاخد نقاط إضافية بتزيد من قوتنا في اللعبة".


Player Unknown's battlegrounds أو PUBG... اللعبة الأكثر شهرة في الآونة الأخيرة، التي استحوذت على اهتمام الشباب على مستوى العالم، وحيرت الآباء، وناقشها الإعلام وكثير من المسئولين، التي إن كتبت كلمة لعبة على محرك البحث الشهير GOOGLE ستكون هي أول اختيار يظهر لك، ولما لا فهي الأكثر بحثًا، وعلى الرغم من حالة الفزع التي أشيعت حولها، الأقاويل حول إدمانها، إلا أن شهرتها تزداد يومًا بعد يوم والإقبال على لعبها لا يتوقف، والوضع في مصر لم يكن بعيدًا عما يشهده العالم أجمع، فأصبحت هي اللعبة الأولى بين الشباب وأيضًا كثير من الشابات.

وكانت PUBG قد تم إطلاقها يوم 23 مارس عام 2017، وهي من تطوير PUBG Corporation وهي شركة تابعة لشركة ألعاب الفيديو الكورية الجنوبية Bluehole، ولقد تجاوزت 100 مليون عملية تحميل في غضون 4 أشهر من طرحها، وأصبحت على رأس التطبيقات التي يجري تحميلها في أكثر من 100 دولة في العالم


وعلى أرض الواقع، ألقت PUBG بآثارها السلبية، حيث قتل طالب في الصف الأول الثانوي معلمته بعدة طعنات بسكين متأثرًا باللعبة، وبدوره تقدم رئيس لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس النواب بطلب رسمي إلى جهاز تنظيم الاتصالات لمواجهة هذه اللعبة، واصفًا إياها أنها في منتهى الخطورة وأشد في خطورتها من لعبة الحوت الأزرق.



لم يكن الشاب يحيى، 21 عاما، ببعيد عن عالم PUBG، فقد قرر مؤخرًا لعبها بعدما وجدها "تريند" على مواقع التواصل الاجتماعى، فقرر أن يلعبها مع أصدقائه، وأصبح يلعبها في منزله قبل أن ينام، وبعدما يستيقظ من نومه، ويلعبها وهو في الجامعة مع أصدقائه، أو حينما يجتمعون على "القهوة" ودائمًا السبب الذي يجعله يتوقف عن اللعب هو "بطارية الموبايل"، فإذا انتهت حينها يكون موعد الانتهاء من اللعب.


يرى يحيى اللعبة من منظور مختلف: "هي إدمان جدًا وما تقدرش تسيبها إلا لما الموبايل يفصل شحن"، لكنه لم يواجه بسببها أي انتقادات عائلية "أنا وأختي بنلعب مع بعض وفي فريق واحد ومامتي بتبقى قاعدة جنبنا وما بيبقاش في مشكلة ومش بتتضايق أو بتقولنا نقفلها".
يحيى يقول إنه بالإضافة إلى متعة اللعب فعادة ما تحدث مواقف كثيرة مضحكة أثناء اللعب، خاصة أن اللعبة توفر إمكانية تحدث اللاعبين مع بعضهم البعض عن طريق الصوت ويتبادل كل منهم الأحاديث.



أما حسام، اسم مستعار، 30 عاما، فقد تسببت اللعبة في التأثير على حياته الزوجية، فبعدما دخل عالمها وأصبح غارقًا في سحرها، أصبح يقضي ساعات طويلة أمام شاشة هاتفه المحمول، قد تتخطى السبع ساعات، ما بين اللعب منفردًا أو مع أصدقائه أو مع عدد من أفراد أسرته، أصبح أسيرًا لشاشة هاتفه وقل تركيزه في ما يحدث في منزله مما يجعل زوجته في حالة غضب وسخط دائم على اللعبة وتزايدت مطالباتها بالتوقف عن لعبها: "حاولت أقنعها أن اللعبة حلوة وأنها ممكن تلعب معايا بس هي كارهاها لأنها بتاخدني من الدنيا كلها وتركيزي كله بيروح فيها زي ما بتقول مع أني شايف أنها زي أي لعبة عادية بنحب نلعبها".

وعلى الرغم من هذا التأثير السلبي على حياة حسام بسبب اللعبة، فإنه لم يتوقف عن لعبها ولا يزال يحاول البحث عن كل فرصة ممكنة لكي يلعبها خاصة في غياب زوجته، حتى إنه يلعبها أثناء عمله كلما تسنح الفرصة.



أما شيماء، 33 عاما، وأم لثلاث بنات، فقد سمعت هي الأخرى عن اللعبة من الحديث المتواصل عنها على مواقع التواصل الاجتماعي فقررت أن تخوض التجربة، وبدأت في اللعب منذ نحو شهر، ومنذ ذلك الحين حتى اليوم وهي تلعب يوميًا في كل لحظة فراغ تملكها كـ"ست بيت"، بل وتشارك بناتها اللعب، فيخوضن اللعبة كفريق واحد، وأحيانًا تدخل مع صديقة لها أو أشقائها: "أنا بلعب عادة وجوزي بره عشان ما يتضايقش لو لعبتها وهو موجود، وبصراحة اللعبة عجباني لأني بطلع فيها كل الطاقة السلبية اللي جوايا بدل ما أطلعها جوه البيت".

تسعى شيماء للحصول على مركز متقدم في اللعبة، "أنا كنت في الأول بخاف وبستخبى لكن دلوقتي بقيت قتالة قتلة وأحيانًا كل الفريق اللي معايا بيموتوا وأنا اللي بفضل للآخر".



"أنا بصراحة حبيت اللعبة جدًا وبلعبها كتير حتى في الشغل بحسها بتطلع طاقة وبحب ألعبها مع أصحابي"، تقول لبنى، 35 عاما، التي أصبحت مؤخرًا هي الأخرى عاشقة لـPUBG ولا ترى أنها إدمان لكنها كأي لعبة أخرى يمكن لأي شخص أن يلعبها ويحب أن يقضي وقتًا طويلًا لتحقيق إنجازات فيها وتخطى مراحلها المختلفة.



وعلى الرغم من عشق الشباب لهذه اللعبة فإنها قد لاقت ردود فعل أخرى على مستوى الوطن العربي بخلاف محاولات المسئولين في مصر لحذفها كنوع من مواجهتها، فقد حرمها الشيخ أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، باعتبارها لعبة يقوم فيها اللاعبون بإلقاء أنفسهم في التهلكة، كما أصدر اتحاد علماء الدين الإسلامي في كردستان العراق، فتوى بتحريم اللعبة، فضلًا عن إصدار مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية بيانًا اعتبر اللعبة هي الوجه الآخر للحوت الأزرق، وأصدر أيضًا الأمن الأردني تحذيرًا جديًا من هذه اللعبة.
Advertisements
الجريدة الرسمية