رئيس التحرير
عصام كامل

حكايات مساجين قضوا حياتهم خلف القضبان.. كمال الأب الروحي لسجناء المنيا.. «فهد الصعيد» قضى 44 سنة بسبب مشكلة ثأرية.. المنسي قتل جاره وخرج بسن 83.. وزعيم مافيا أمريكي أبرز المتهمين (صور)

فيتو

سنوات خلف القضبان قضوها، وأحلام تبددت، الغموض والخوف يسيطر عليه من البقاء لسنوات أكثر خلف أسوار السجون، وكذا الخروج لعالم جديد لا يعرف عنه شيئا، مشاعر متناقضة حملها " كمال ثابت" في جعبته.. مراحل حياته بدايًة من الشباب وصولًا إلى الشيخوخة قضاها خلف القضبان يتنقل بين السجون هذا وذاك، راسما أحلاما كان يخطط لها بعد قضاء مدة عقوبته، ولكن جدران زنزانته كانت كفيلة بنهاية أحلامه، إلى من يخرج المجهول الذي عفى عليه الزمن.. تغيرت الناس والأحوال والحياة، لا يعلم عنها شيئا وهل يستطيع أحد تذكره.. تساؤلات تدور في ذهنه يوميا حتى أبلغه مأمور سجن المنيا " شديد الحراسة"، بخروجه في العفو الرئاسى ضمن 237 نزيلا آخرين ممن يستحقون الإفراج عنهم بالعفو، عقب قضائه 45 عامًا في محبسه باعتباره أقدم سجين في مصر.



كمال ثابت عبد المجيد مقيم بقرية الديابات – مركز أخميم – محافظة سوهاج، دخل السجن في عمر التاسعة عشرة بعدما قتل شخصين، ظل هاربًا حتى ألقى القبض عليه، فأصدرت المحكمة حكما بالسجن المؤبد، وأثناء وجوده في سجن أسيوط العمومى نشبت مشاجرة مع أحد النزلاء، أسفرت عن مقتله ليحكم عليه بالسجن المؤبد مرة أخرى.

ظل يتنقل بين السجون طوال السنوات الماضية، عاصر 5 رؤساء للجمهورية بدءا من الرئيس الراحل أنور السادات وصولا إلى الخروج في العفو الرئاسي في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي ليعود إلى قريته.


" الأب الروحى" لنزلاء المنيا، لم يكن أول من قضى سنوات طويلة خلف القضبان، فقد سبقه آخرون من بينهم فهد السجون.


«نبيل المغربى » أقدم سجين سياسي قضى قرابة 40 عاما، وكان محبوسا على ذمة العديد من القضايا، شملت قائمة الاتهامات في القضايا : إدارة تنظيم إرهابي يرتبط بتنظيم القاعدة، وتنفيذ أعمال إرهابية ضد منشآت الدولة وجهاز الشرطة والقوات المسلحة ودور العبادة، ونشر الفوضى وتكفير سلطات الدولة، ومواجهتها باستخدام السلاح وقلب نظام الحكم.


وكان آخر القضايا، المعروفة إعلاميا بـ"خلية الظواهري"، والمتهم فيها 68 شخصًا، في مقدمتهم محمد ربيع الظواهري، شقيق زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري وتوفى خلال محبسه عام 2015 داخل مستشفى المنيل الجامعى بعد صراع مع المرض.

المغربى يعد من أوائل الإسلاميين الذين قبض عليهم قبل اغتيال الرئيس الأسبق محمد أنور السادات، في أكتوبر 1981، حيث اعتقل في 25 سبتمبر 1981 في القضية "تنظيم الجهاد"، وتم الحكم عليه بالسجن المؤبد 25 سنة.

وعام 2008 شارك "المغربي" في مراجعات الجهاد، وكان من أوائل الموقعين عليها، عقب بيان من القيادي الإسلامي الموجود في ألمانيا، أسامة صديق أيوب، ليتم نقله بعدها إلى سجن أبوزعبل.

وفى أعقاب ثورة 25 يناير 2011، أطلق سراحه ليعود مرة أخرى للسجن في القضية المعروفة إعلاميًا بـ "خلية الظواهرى" حتى توفى 2015.



مركز الغنائم بمحافظة أسيوط، في عام 2014 كان على موعد مع صدور عفو رئاسى بالإفراج عن فهد السجون من أقدم السجناء الذي قضى نحو 44 سنة.. وظل «محمد عمرو » ابن مركز الغنايم وشقيق خط الصعيد "عبدالناصر عمرو" يتنقل بين السجون طيلة 44 عامًا، بعد أن دخل السجن وهو في سن 39 وخرج منه وبلغ 83 عاما.

وأكد المفرج عنه،" بأنه قضى 44 سنة في مشكلة ثأرية وكل الناس طلعت براءة وأنا اللى شيلت الليلة، وأغلب الناس لما بتقوم المعارك وتطلع مع أهلك، محدش بيعرف مين اللى قتل، لأن الناس بتضرب من هنا ومن هناك، واتسجنت أيام عبدالناصر في شهر 7 وعبدالناصر مات في شهر 9 يعنى بعدها بشهرين".

ويضيف؛ "كانت بتجيلنا جرايد ونشاهد قنوات التلفزيون، وعملت عمليتين في عينيا ولفيت على سجون مصر كلها من أبوزعبل إلى بورسعيد والقناطر، وفيه معاملة كويسة، طالما محترم ومفيش حد من الضباط يضرب سجين ولا ظلم واحد ".



ومن فهد السجون إلى ميشال فرنسا : منذ أكثر من أربعين عامًا 1977 احتجزت الشرطة الفرنسية الشاب ميشال كاردون، بتهمة قتل جارٍ له بعد سرقته، وحكم عليه حينها بالسجن المؤبد بعدما استأنف على حكم الإعدام.

مضت سنوات الحبس وزادوا 16 عامًا أخرى وفات موعد خروجه بنحو 16 سنة، ليصل إلى 40 سنة خلف القضبان، في فبراير الماضي، أرسل المحامي الفرنسي إيريك موران، خطابا إلى إدارة السجون بمنطقة " با دو كاليه" الفرنسية بتاريخ، للمطالبة بإصدار عفو عن السجين رقم 7147 المدعو ميشال كاردون والبالغ من العمر 67 عاما، وذلك بعد أن أمضى 40 عاما وثلاثة أشهر و14 يوما خلف القضبان، كما قدم موران طلبا آخر بإفراج مشروط عن أقدم سجين فرنسي.

أصبح حلم السجين المنسي على حافة التحقيق، وأصدرت محكمة "أراس"- المختصة بتنفيذ القانون- في فرنسا اليوم الجمعة، قرارًا بإطلاق سراح "ميشيل كاردون" مع فترة اختبار، بعدما ظل في السجن 40 عامًا وثلاثة أشهر و14 يوما خلف القضبان.




في منتصف عام 2017 أفرجت السلطات الأمريكية عن جون سوني فرانسيزي نائب زعيم عائلة كولومبو، إحدى أشهر عصابات الجريمة المنظمة في نيويورك، من مستشفى سجن في ولاية ماساتشوستس الأمريكية بعد أن أنهى مدة عقوبته والذي يعد أقدم سجين بعدما بلغ 100 سنة.


ودخل «فرانسيزى » السجن عدة مرات، وقضى معظم حياته خلف القضبان من بينها الحكم بالسجن لمدة 50 سنة في عام 1967 لتورطه في مؤامرة للسطو على مصرف، ليخرج بعدها بالإفراج مشروط، ويعود عام 2010 لضلوعه في مؤامرة ابتزاز، ليخرج 2017 وقد بلغ من العمر 100 سنة، والذي يعد أقدم سجين في أمريكا.
الجريدة الرسمية