رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

«في حضرة العشوائيات».. حكاية بناء «المسجد الكبير» بعزبة النخل (فيديو وصور)

فيتو

ما إن تصل منطقة عزبة النخل عبر مترو الأنفاق، حتى ترى مشهدا مختلفا يلفت أنظار المارين بجواره والمُعتلين أسطح العقارات الموازية له.. تحفة معمارية وفنية جمعت بين الرقي والجمال، ألوان زرقاء وأخرى صفراء مائلة للبياض على نوافذه، أعمدة مزخرفة أنشئت بدقة كعجوز تُسلى نفسها بتطريز قطعة قماش، ما يخلف للمحدقين بنوافذ قطارات المترو المارة أمامه، وجهة نظر مختلفة عن المنطقة التي عرفت بمبانيها الفاقدة للهوية وألوانها الصاخبة غير المتناسقة وأحجامها العشوائية.


فالمبنى ذو الارتفاع الشاهق، يعلن وجوده بست مآذن وثلاث قباب وواجهة رئيسية كبيرة يكسوها اللون الأزرق، وتتعدد مداخله حيث تقع البوابة الرئيسية أمام محطة المترو، وهناك أيضًا ثلاثة مداخل على ثلاثة شوارع، وبرغم روعة هذا المنظر الذي يبدو لناظريه بالاكتمال تمامًا إلا أنه عقب خروجك من المحطة، والمرور محاذاته تجد صناديق مغلقة يعتليها ورقة مكتوب عليها «تبرعوا لبناء المسجد»، وداخل هذا الصرح الكبير يتلألأ اللون الأزرق، ويسيطر على كافة أنحائه، ما يبعث هدوءا وسكينة وروحانيات عَطِرة لمن بداخله.

ترجع حكاية هذا المسجد لعام 2003، حينما صدر قرار إزالة لمسجد المحطة قديمًا، ما دفع أهالي المنطقة للوقوف صفا واحدًا والتدخل لبنائه، واتفقوا على تسميته منذ البداية باسم «المسجد الكبير»، وبالفعل بدأت عملية جمع التبرعات لشراء الأرض وكانت مساحتها ٢٠٠ متر آنذاك، ومرّت الأعوام واتسعت الأرض حتى أصبحت مساحتها الآن 3000 متر.

من هنا بدأت رحلة امتدت لأربعة عشر عامًا، بأكثر من ١٥٠ عاملا بقيادة مهندسين استشاريين متطوعين لبناء هذا الصرح على الطراز القوتي، واستقروا على اللون الأزرق ليضفي بريقًا على معمار المسجد المواكب لتطورات العصر الحالي، ويعلو المسجد 6 مآذن و3 قباب بنيت جميعها بالحجر الهاشمي، بالإضافة إلى جدرانه وأعمدته، والأرض المغطاة بالجرانيت.

التصميم الذي بنى عليه المسجد يتكون من "١١ دورا، و٣ مصاعد كهربائية، ويضم صحنا كبيرا للمُصلين من الرجال، ودورين صلاة للسيدات، ومستوصف ودار مناسبات وأخرى لتحفيظ القرآن، وبعض المشروعات الخيرية".
Advertisements
الجريدة الرسمية