رئيس التحرير
عصام كامل

هل يحسم مبارك مصير مرسي والإخوان في اقتحام السجون؟

فيتو

تعيش مصر غدا، وربما المنطقة والعالم بأكمله، موقفا دراميًا فريدا من نوعه؛ فلأول مرة بالتاريخ، يقف حسني مبارك ومحمد مرسي داخل قاعة المحكمة، أولهما حر، والأخير ينتظر طلقة الرحمة من سلفه، بعد أن كان يتاجر بحريته منذ سنوات قليلة، وجماعته تؤكد أنه لن يخرج من السجن إلا على القبر.


في قاعة محكمة جنايات القاهرة، ينتظر العالم حضور مبارك، وهو يدلي بشهادة تاريخية دون شك، في القضية المعروفة إعلاميًا باسم «اقتحام السجون»، لمحاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي، وعدد كبير من قيادات جماعة الإخوان الإرهابية على رأسهم المرشد العام محمد بديع، ورشاد بيومي ومحمود عزت ومحمد سعد الكتاتني وسعد الحسيني ومحمد البلتاجي، وصفوت حجازي وعصام العريان ويوسف القرضاوي وآخرين من عناصر حركة حماس وحزب الله اللبناني.

لم يكن يدر في ذهن مبارك يوما، أنه سيقف أمام جماعة، رفضت الاستجابة لجميع دول المنطقة، وأغلب القوى السياسية المصرية، للإفراج صحيا عنه، بعد تأخر حالته في السجن قبل سنوات، وتسير المقادير، وتنهار الجماعة، ويدخل جميع قيادتها السجون، في الوقت الذي يخرج مبارك، ويتمتع بحريته، ويتم استدعاؤه بطلب رسمي من محكمة الجنايات للحضور إلى قاعة المحكمة من أجل الإدلاء بشهادته على من سجنه وسعى إلى دفنه حيا حتى آخر العمر.

كان اللواء حبيب العادلي، وزير الداخلية الأسبق، وقيادات الأمن القومي وحرس الحدود، شهدوا في القضية أمام نفس المحكمة، وأدانوا مرسي والجماعة، بما يؤجل الحسم في القضية إلى شهادة مبارك، وسيتوقف عليها الحكم المنتظر، الذي قد يذهب بمرسي ورفاقه إلى الإعدام، لاسيما أن مبارك وبحكم منصبه آنذاك، تتوافر لديه جميع خيوط القضية، والمعلومات الموثقة عنها من جميع الجهات الأمنية المسئولة.

المثير أنه ورغم حالة النشاط الكبيرة لعلاء مبارك، نجل الرئيس الأسبق، والمُستدعى للشهادة، على حسابه الموثق بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، إلا أنه يصمت تماما، ويرفض الانجرار إلى رغبات أنصاره للتعليق على استدعاء مبارك الأب، لإدلاء بشهادته في القضية، في ظل الزخم الكبير المتوقع عالميا لمناظرة من هذا النوع، بين رئيسين سابقين لمصر، يتحدث أحدهما، والثاني يقف على أعصابه ينتظر مصيره داخل القفص.

والأشد غرابه، صمت الإعلام الإخواني طوال الأسبوع الماضي عن التعامل مع الحدث، وكانه لا يهمها، في الوقت الذي اشتبك فيه مع قضايا فرعية، وانصرف للدوران في فلك التحريض على البلدان المعادية لقطر وتركيا، بينما قضية مرسي لم تجد أدنى اهتمام بها حتى الآن.

ويرى خبراء على رأسهم النائب «مصطفى بكري»، أن جلسة الغد لن تتم إلا في حضور مبارك إلى قاعة المحكمة، والإدلاء بشهادته، وحال تخلفه عن الحضور، ستؤجل الجلسة إلى أخرى، وإذا لم يمتثل سيتم القبض عليه لإحضاره إلى قاعة المحكمة والإدلاء بشهادته أمام القاضي.
الجريدة الرسمية