رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

رئيس الفريق العلمي لتطهير «قارون»: تراجع نسبة الإصابة بطفيل الإيزبود بالبحيرة إلى 10%

فيتو

  • طفيل الأيزبود كان منتشرا في البحيرة وملتصقا بجسد وخياشيم أنواع عديدة من أسماك البحيرة
  • ستزداد تداعيات المشكلة الفترة المقبلة بالبحيرة بسبب عدم الاكتراث بتوصياتنا كفريق علمي
  • ما زلنا نجري عدة تجارب على الجمبري الفنمي لاستبيان مدى قابليته أو مقاومته للإصابة
  • طفيل الإيزبود كائن شرسا جدا وقابل للتحول وفقا للظروف البيئية
  • هيئة الثروة السمكية كانت مصدر إصابة قارون بالطفيل الشرس
  • أمهات سمك موسى عطلت عملية التطهير.. والتلوث سبب 70% من المشكلات
  • تحديد موعد للقضاء التام على الأيزبود ببحيرة قارون أمر غير علمي ولا واقعي

ما زالت بحيرة قارون في طور التطهير من طفيل الإيزبود الذي انتشر فيها وأثر بشكل كبير على الثروة السمكية في البحيرة المغلقة التي تنهش الملوثات خيراتها، الدكتورة نسرين عز الدين أستاذ طفيليات الأسماك بجامعة القاهرة، المكلفة من محافظ الفيوم هي وفريقها العلمي بالجامعة بحل أزمات البحيرة كشفت لـ«فيتو» عددا من الحقائق عن وضع البحيرة الحالي، وبعضا من كواليس سعيها وفريقها لإتمام عملية التطهير الشاملة للبحيرة وما واجههم من تحديات كبيرة في الحوار التالي:


*أخبرينا أولا عن طبيعة مهام فريقك العلمي لحل مشكلات بحيرة قارون؟

- أحب أن أبدأ من البداية، من حيث كنت أتابع وجود الأيزوبود وعلاقته بمشكلات التلوث ببحيرة قارون (بركة قارون) منذ بدايات 2014 ثم تقدمت بمشروع بحثي إلى جامعة القاهرة في 2016 حول وبائية وانتشار وأضرار طفيل الأيزوبود وإستراتيجية المقاومة والحد من انتشاره بالمسطحات المائية المصرية وعلى رأسها غزوه بحيرة قارون بصفتي أستاذ طفيليات بكلية الطب البيطري جامعة القاهرة وتخصصي هو طفيليات الأسماك، حيث الماجستير على الطفيليات الداخلية والدكتوراه تتضمن القشريات الطفيلية والأوليات التي تصيب الأسماك البحرية إضافة إلى أكثر من خمسين بحثا في هذا التخصص، وللعمل بالمشروع قمت بتشكيل فريق علمي مختار من كفاءات بالتخصصات المختلفة وتشمل علم الأنسجة والباثولوجيا والأدوية ورعاية الزريعة وصحة الأسماك، والطفيليات في تخصص المفصليات وتلوث وجودة المياه وغيرها وقد تم قبول المشروع بعد تحكيمه من اللجان المتخصصة بالجامعة.

*وكيف وجدتي الوضع بقارون عند عملك على الأيزبود قبل التقدم بالمشروع البحثي؟

عملي على البحيرة كان بشكل غير تقليدي على المشكلات التي تواجه قارون التي كانت تعاني دمارا شديدا ولم يكن هناك أي ردود أفعال رسمية حينئذ من قبل هيئة الثروة السمكية المختصة بالأمر، خاصة أن طفيل الأيزبود كان منتشرا في البحيرة وملتصقا بجسد وخياشيم أنواع عديدة من أسماك البحيرة، ودعني أوضح أن أنواع الأيزوبود الموجود في بحيرة قارون على عكس ما هو شائع بين أغلب المهتمين بالثروة السمكية فهو ليس من النوع ناهش اللسان فهذا النوع نادر رصده بقارون والواقع أننا رصدنا سابقا 4 أنواع من الأيزبود سجلناها في أبحاث علمية منشورة في مجلات علمية دولية ومنها نوعان كان لنا سبق تسجيلهما للمرة الأولى بقارون وبالأسماك البحرية المصرية عامة.


*من خلال عملكم كفريق بحثي ما أسباب ظهور ومصادر وجود الإيزبود في قارون؟
عند بداية عمل فريقنا البحثي كنا نصنف أنواع طفيل الأيزبود ونجري الاختبارات والتجارب لدراسة تصرفات ودورة حياة الأنواع المختلفة منه ولم نوفق في التواصل مع الجهات الرسمية في محافظة الفيوم حتى تعيين الدكتور جمال سامي محافظا للفيوم وتواصلت معه بناء على ترشيح من اللواء أشرف إسكندر النائب البرلماني عن الفيوم بعد أن سمع عن جهود فريقنا العلمي للبحث في أزمات بحيرة قارون، وعند لقاء سيادة المحافظ سألني ومعه مدير منطقة الثروة السمكية بالفيوم حينئذ (من أين جاء الأيزبود؟) فكان ردي أن البحيرة مسطح مائي مغلق وما من وسيلة لدخول الأيزوبود إلا من خلال نقل الزريعة التي تقوم بتوريدها هيئة تنمية الثروة السمكية، وكان ردي قائما على سرد منطقي للوقائع وهي أن الأيزبود ظهر في عام 2014 عقب إلقاء آخر زريعة في البحيرة عام 2013 من قبل هيئة الثروة السمكية وهو ما أغضب ممثلو الثروة السمكية بالمحافظة وقتها، وقمت بتقديم تقرير يتضمن المشكلات والحلول وألقيت الضوء على مشكلات عديدة وأخطاء علمية فادحة على رأسها جلب الزريعة من البحر حاملة معها كل ما يمكن تخيله من مسببات مرضية ومختلطة بأنواع بحرية أخرى يتنافى تكاثرها وانتشارها بالبحيرة مع التوازن البيئي والبيولوجي بالبحيرة وهو ما حدث منذ سنوات طويلة بالفعل، كذلك أخطاء في عد ونقل الزريعة للبحيرة بشكل يجهدها إلى جانب إلقاءها بشكل غير علمي ودون فحص أو تحضين ولا يتسم بالشفافية فيتم إنزالها من خلال خراطيم معتمة دون أن يرى الصيادون الزريعة بأنفسهم، وكان إنتاج البحيرة من الأسماك قد أصبح يتضاءل عاما بعد عام.


*متى تحولتم من فريق علمي فقط إلى مسئولين بقرارات رسمية عن حل أزمات قارون؟
نتيجة للمنهج العلمي الذي انتهجناه في العمل على مشكلات البحيرة والجدية والفهم الذي أظهرناه للمشكلات الحقيقية التي تعيق إنتاج وتنمية قارون أصدر الدكتور جمال سامي محافظ الفيوم السابق قرارين بالنسبة لنا كفريق علمي الأول ٦١٥ لسنة 2016 بتشكيل فريق برئاستي للعمل على مشكلات بحيرة قارون، والثاني رقم 614 لسنة 2016 للفريق كلجنة مهمتها استلام وفحص الزريعة ويكون عملها بداية من استلام الزريعة من مصادرها مرورا بفترات الرعاية والتحضين حتى إنزالها بالأسلوب العلمي السليم بالبحيرة ويشمل فحص الزريعة والمياه، وبالفعل كان لنا دور مشهود في تصحيح الأخطاء السابقة فيما يخص الزريعة فأصبحت تتم بالأسلوب العلمي السليم وتحت إشراف ومتابعة صحيحة ولا يفوتني أن أتوجه بخالص الشكر للأستاذ الدكتور جمال سامي محافظ الفيوم السابق على تكريمنا بخطابه للأستاذ الدكتور عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة وما جاء به من عبارات التقدير لنا ولدورنا في حل مشكلات الثروة السمكية ببحيرات الفيوم، وعلى جانب آخر يجدر هنا الإشارة إلى أننا وأثناء فحصنا واستلام زريعة مع أعضاء لجنة هيئة تنمية الثروة السمكية لتوريدها لبحيرات الريان من مركز تجميع الزريعة التابع للهيئة بالبحيرة قد سجلنا في الموقع وجود يرقات لطفيل الأيزبود مع الزريعة في أحواض التجميع الموجودة داخل المركز وعدنا إلى الفيوم بالعينات المجمعة ووثقنا الواقعة أمام محافظ الفيوم وتصادف أيضا وجود الدكتورة منى محرز وكان ذلك بعد تولي سيادتها نائبا لوزير الزراعة بأيام قليلة، وكانت في زيارة للمحافظة لمتابعة عمليات التحصينات، وتعد هذه الواقعة إثباتا وتوثيقا لصحة ما أشرت إليه من أن يرقات طفيل الأيزوبود قد أدخلت إلى بحيرة قارون مع الزريعة المجمعة من البحر التي يتم توريدها إلى قارون، حيث تنمو لذكر وأنثى وتتكاثر حتى أصبح وجود الطفيل يعد غزوا وبائيا ببحيرة قارون، وقد نشرنا عدة أبحاث في هذا المجال.


*وكيف تعاملت الهيئة مع ما اكتشفتوه بأن زريعتها هي مصدر الإيزبود؟

لم يكن هناك تفاعل إيجابي من هيئة الثروة السمكية خلال تلك الفترة بشكل عام رغم أن محافظ الفيوم شخصيا كان حلقة الوصل بيننا وبين الهيئة، ورغم ذلك كانت توصياتنا غالبا ما تهمل بل ويتم عمل عكسها، فمثلا أوصينا في تقاريرنا للمحافظ ولمسئولي الهيئة كفريق علمي بعد إجراء أبحاثنا بمنع نزول أي زريعة من الأسماك التي تعد العائل الأساسي للأيزبود في البحيرة لفترة مع المتابعة للحد من نمو الطفيل وإتاحة الفرصة للمقاومة البيولوجية للحد من وجوده وانتشاره، ورغم هذا فوجئنا بإلقاء الهيئة لما هو أخطر من الزريعة حيث ألقوا أمهات للتفريخ لإنتاج أجيال من أسماك الموسى التي تعيش في قاع المياه وهي واحدة من أحب العوائل للأيزبود الذي يعيش في القاع أيضا، بمعنى أنه تم تصدير مشكلة أكبر للبحيرة بدأت وستزداد تداعياتها الفترة المقبلة بالبحيرة دون اكتراث بما وصلنا له من توصيات كفريق علمي وعلى الرغم من أن الهيئة سابقا ومنذ 2013 لم تقم بتوريد حصة الزريعة المستحقة لبحيرات الفيوم بدعوى عدم توافرها ورغم مناشدات الصيادين والمسئولين بالمحافظة.


*هل طفيل الأيزبود هو سبب تدمير الثروة السمكية في بحيرة قارون؟

بالتأكيد لا فالتلوث هو العامل الأكبر في أزمة بحيرة قارون وتدمير المخزون السمكي بها بما في ذلك حالات النفوق الجماعي للأسماك عام 2015، فالأيزبود قد يتسبب في نفوق 30% من الأسماك صغيرة الحجم عكس الأسماك الكبيرة التي تتحمل ويمكنها مقاومة الطفيل والأمر يتوقف على عدة عوامل أهمها الحالة المناعية للأسماك، ولهذا نحتاج بشكل عاجل إلى تنقية البحيرة من الملوثات الملقاة فيها خاصة من مصرف البطس الذي يصب مياه الصرف الصحي والصناعي، وهناك مشروع قائم في الوقت الحالي للحد من التلوث بالبحيرة لكنه نظام ميكانيكي لتنقية المياه القادمة من مصرف البطس والفلاتر الموجودة حاليا ميكانيكية فتنقي المياه من العوالق والمواد الصلبة فقط لأن الفلتر مكوناته الزلط بأحجام مختلفة، وهذا غير مؤثر على الملوثات الأخطر على صحة الأسماك ومستهلكيها التي تعاني منها البحيرة مثل العناصر الثقيلة والأمونيا والنيتريت وغيرها من المركبات إضافة إلى البكتريا والطفيليات وغيرها من الميكروبات الواردة من الصرف الصحي التي تحتاج إلى فلترة بيولوجية ومعالجة، علما بأن الملوثات قد تكون بالنسبة لبعض أنواع الطفيليات سلاحا ذو حدين فالبعض قد يسهم في قتل يرقات أنواع من الطفيليات تحت ظروف معينة والبعض الآخر قد يمثل بيئة مناسبة لنمو أنواع أخرى وهو ما نعمل على دراسته كفريق علمي في الوقت الحالي.


*هل طفيل الأيزوبود موجود في قارون فقط؟
لا بل منتشر في كثير من الأسماك البحرية خاصة أسماك البحر المتوسط وأشارت الأبحاث إلى دور السفن وتفريغها حمولتها من المياه القادمة من سواحل القارة الأمريكية قرب دخولها الموانئ على ساحل المتوسط وكذلك بخليج السويس ومنتشر أيضا في بحيرة المنزلة وقد رصدناه بالفعل خلال أحد أبحاثنا، وهناك نحو 2400 نوع لطفيل الأيزوبود على مستوى العالم، غير ذلك فهناك نسبة من الأيزوبود وجدناها في مزارع حول بحيرة المنزلة وذلك بعد دعوة من بعض أصحاب المزارع هناك الذين سمعوا عن جهودنا وعملنا في مكافحة الأيزبود، ووجدنا الطفيل موجودا بنسب في البحيرة لكن وجود الكابوريا الحجرية في المنزلة بشكل كبير ساعد على تحجيم الأمر هناك، وهي مقاوم بيولوجي للأيزبود وموجودة أيضا في قارون وهي إحدى وسائلنا لتحجيم الأيزبود هناك، وتمكنا من السيطرة على الموجود في المزارع وأرشدنا أصحاب المزارع عن الإجراءات التي يجب أن يراعونها لمنع دخول الطفيل لمزارعهم.


*هل يمكن القضاء على الأيزبود من خلال الأدوية أو المواد الكيميائية؟

العلاجات الكيميائية يمكن استخدامها في أحواض المزارع مساحة فدان مثلا حيث إمكانية تغيير للمياه على فترات معينة لكن في قارون لا يمكن عمل ذلك لأن استمرار وجود تأثير العلاجات الكيميائية قد يسبب تسمم الأسماك وسيكون لها تأثير تراكمي لأن بحيرة قارون مغلقة، لذلك نعمل على كسر دورة حياة الأيزبود والاعتماد على مقاوم بيولوجي وحاليا نجري دراسة تجريبية على نوعين من الأحياء المائية لاختبار قدرتهم على مقاومة الأيزبود ونوثق كل تجاربنا بالفيديوهات وقد أجرينا عدة تجارب على بعض أنواع من الجمبري الموجود في مصر منها أنواع تبين إمكانية إصابتها بالأيزبود تحت ظروف معينة ظهرت معنا بالبحث والدراسة.

*وماذا عن إلقاء الجمبري الفنمي في بحيرة قارون وتأثيره الأيزبود عليه؟

نوع الجمبري الفنمي في بحيرة قارون كان قرار رئيس الهيئة الحالي وقد تواصل معي وكلفني باستلام عدد خمسة مليون يرقة من الجمبري الفنمي من مزرعة غليون وتم ذلك بالفعل على دفعتين، أما من جانبنا كفريق بحثي فما زلنا نجري عدة تجارب على الجمبري الفنمي لاستبيان مدى قابليته أو مقاومته للإصابة.


*ما حقيقة أن بحيرة قارون ستكون خالية من الأيزبود عام 2019 وفق ما أكد أحد قيادات هيئة الثروة السمكية؟

تحديد موعد للقضاء التام على الأيزبود ببحيرة قارون هو أمر غير علمي ولا واقعي من وجهة نظري، فالأمر ما زال يحتاج إلى استكمال عدة خطوات لاحقة وإجراءات احترازية يصعب معها وضع جدول زمني قاطع للوصول للقضاء التام، فطبيعة طفيل الأيزبود أنه كائن شرس جدا وقابل للتحور وفقا للظروف البيئية، وهناك ارتباط بين الطفيل والعائل والتغيرات البيئية وهناك نوع من الطفيل متخصص في نوع من الأسماك أي لا يصيب غيره وهناك طفيل طبيعته أنه عام والأنواع التي سجلناها في قارون هي بطبيعتها متخصصة أي لا تصيب إلا نوع أو اثنين من السمك الموجود في قارون لكن آخر أبحاثنا أثبتت أنه مع التغيرات البيئية والعوامل المختلفة أصبح بعض أنواعه يعيش ويقاوم لفترة حتى على جيفة الأسماك بعد موتها أي إنه مقاوم شرس ويتحول ويتأقلم مع الظروف المختلفة خاصة أن قارون بحيرة مغلقة وملوثة.


*ما وضع الأيزوبود في قارون الآن وفقا لآخر مشاهدات لكم هناك؟ وما توقعكم لوضع بحيرة قارون على مدار الفترات المقبلة؟
دعني أقول إنه وتطبيقا للإستراتيجية التي وضعناها اختفت بصورة شبه نهائية 3 أنواع وبقي نوع واحد فقط من طفيل الأيزوبود ورصدنا تراجع نسبة الإصابة بالطفيل بالبحيرة إلى أقل من 10% وذلك حتى شهر أغسطس الماضي نظرا لغياب العائل إلى جانب الدور الذي تلعبه الكابوريا (التي يطلق عليها الصيادون الكابوريا الحجر) كمقاوم بيولوجي، أما عن وضع البحيرة في الفترات المقبلة فما نتمناه هو أن يكون للجمبري الفنمي القدرة على المقاومة وكذلك التفريخ والتكاثر تحت الظروف البيئية بالبحيرة وقد أظهرت متابعتنا حتى الآن لمعدلات نموه والمدة القياسية لوصوله للحجم التسويقي، أما فيما يخص الأيزوبود فالفريق العلمي قد أجرى أبحاثه وتجاربه وما زال وأوصى بما يراه من إجراءات للحد من انتشار الطفيل ومقاومته وإمكانية القضاء على غزوه على المدى الأطول وما تم تطبيقه بالفعل من توصيات قد أثبت تقدما ملموسا ومشهودا من حيث تراجع معدلات الإصابة، أما ما هو قادم في هذا الشأن فهذا سيتوقف على مدى تداعيات ما تم اتخاذه من بعض الجهات من إجراءات على غير أساس علمي صحيح وتتنافى والإستراتيجية العلمية التي وضعناها للقضاء على الطفيل وعلى مدى ما سيتم تطبيقه من عدمه من إجراءات احترازية صحيحة بالتزامن مع الإستراتيجية الموضوعة لمقاومة الطفيل تبعا للمستجدات، وهنا لا يفوتني التنويه إلى أن مساهمتنا ومجهوداتنا الصادقة لحل مشكلة بحيرة قارون لم تكن بدافع الاستفادة بعمل الجديد من الأبحاث لأننا وكأي باحثين آخرين من حقنا وباستطاعتنا عمل أي أبحاث وفي أي مكان وفي أي توقيت دون أي إلزام علينا بما تم تكليفنا به من استلام زريعة وسفر وسهر حتى الصباح على البحيرة للإنزال وكان آخرها التكليف بالسفر لمزرعة غليون ومتابعه ما تم إنزاله وكذلك حضور اجتماعات موسعة بالمحافظة لمناقشة تطورات الوضع والحلول ولتقديم تقارير ووضع خطط ومعايير علمية لاتباعها لمعالجة ما كان يتم من أخطاء فادحة كانت تتم قبل تكليفنا وكانت سببا في تدمير البحيرة، لم نكن بحاجة لبذل ما بذلنا كي نجري أبحاثا نحن بالفعل نجريها قبل طلب الاستعانة بنا وتكليفنا مدعومين بكل الوسائل من جامعتنا الموقرة خاصة أن لنا مشروعا يتيح لنا ذلك، نحن كمتخصصين نعمل على حل مشكلات بلادنا بقدر علمنا وهذا حق بلدنا علينا ولسنا معنيين بأخذ اللقطة فنسعى لأجلها أو بالحرب لانتزاعها أو انتظارا لشكر أو حرصا على مكتسبات من أي نوع فبالتأكيد أوقاتنا أثمن من أن نضيعها في مثل هذا، وإن شاء الله مستمرون وسنظل متابعين وهدفنا الوحيد والأسمى هو صالح بلادنا وأن يكون علمنا علما ينتفع به.
Advertisements
الجريدة الرسمية